مظاهرات في الأسبوع الأول من العام الثاني للحراك في الجزائر
تظاهر عدد كبير من الجزائريين في العاصمة، بمناسبة يوم الجمعة الأول من العام الثاني للحراك الاحتجاجي، الذي يهز البلاد منذ 22 شباط/فبراير 2019، غير أنّ التعبئة كانت أقل عدداً مقارنة بالأسبوع الماضي حين جرى الاحتفال بذكرى انطلاق الاحتجاجات.
وحملت الشعارات المرفوعة روح الدعابة حين مزجت الاحتجاجات بواقع الكشف عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في الجزائر، لإيطالي، وكانت السلطات أعلنتها الثلاثاء.
شعارات حول فيروس كورونا
وبرزت بين الشعارات "تعالوا بالكورونا أو بفرقة البحث والتدخل (وحدة نخبة ضمن الشرطة الجزائرية)، لن نتوقف!"، أو "لا تخيفونا بفيروس كورونا، لن نتوقف!"، غير أنّ بعض المتظاهرين كانوا يضعون أقنعة سعيا منهم للاحتماء من أي عدوى محتملة.
وقالت متظاهرة تدعى أحلام لـ"فرانس برس"، وهي خمسينية تعمل في مكتبة وكانت تغطّي أنفها وفمها بقناع "المطر والبرد والحر والصيام في رمضان: لا شيء يوقفنا"، مضيفة "بالتالي، لن يؤدي الفيروس الغرض، وهو ليس أسوأ من النظام القائم".
من جانبه، قال أحمد بوزيان (58 عاما) "يتوجب الحذر إزاء فيروس كورونا المستجد"، بينما كان يضع قناعا، لكنّه أضاف "لن يمنعنا ذلك من التظاهر".
كذلك، اعتبر سيد علي، ذو 45 عاما، وهو متخصص بعلوم الأحياء، أنّ وسائل الإعلام "ترعب الناس من خلال الحديث عن الفيروس"، مضيفا "الإنفلونزا الموسمية تقتل عددا أكبر من الناس... سنتظاهر حتى سقوط النظام".
وتفرق الحشد في بداية المساء من دون تسجيل صدامات.
"أين القضاء؟"
وشهدت أيضاً مدن وهران وقسنطينة وعنابة تظاهرات واسعة، وفق ما قال صحافيون محليون، كما شهدت مدن أخرى مسيرات، بحسب وسائل إعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وهتف المتظاهرون "جزائر حرة ديمقراطية" و"دولة مدنية لا عسكرية"، مستعيدين بذلك هتافات قديمة للحراك، الذي أدى إلى استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في 4 نيسان/ابريل 2019 والذي لا يزال يطالب بتغيير النظام القائم منذ الاستقلال عام 1962.
وعلى غرار الأسابيع الماضية، رفع المتظاهرون صورا لأبطال حرب التحرير الجزائرية (ضد فرنسا 1954 و1962) أو صورا لـ"معتقلي الحراك" في إشارة إلى أشخاص أوقفوا خلال الاحتجاجات.
كما هتف المتظاهرون أيضاً "أين القضاء؟ الناشطون في السجون ونجل تبّون يُبرّأ" في إشارة إلى الحكم الصادر الأربعاء، في إطار قضية فساد، يبرئ نجل الرئيس عبد المجيد تبّون، الذي انتخب رئيساً في كانون الأول/ديسمبر في اقتراع قاطعه الحراك واتصف بنسبة امتناع عن المشاركة مرتفعة.