فيروس كورونا يثير مخاوف المؤسسات ورجال الأعمال في جميع أنحاء أوروبا

France Virus Outbreak
France Virus Outbreak Copyright Christophe Ena/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
Copyright Christophe Ena/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أثر فيروس كورونا على مناخ الأعمال في أوروبا وخاصة على مستوى الشركات الصغيرة والمتوسطة في دول جنوب وشرق أوروبا حيث تناضل المؤسسات من اجل الحفاظ على نشاطها.

اعلان

يعتبر وباء فيروس كورونا كارثة حقيقية بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء أوروبا، وخصوصا في بلدان جنوب وشرق القارة العجوز. سنتابع الأوضاع في المجر وبلغاريا والبوسنة والهرسك.

البوسنة والهرسك: الخوف من الهروب الجماعي للعمال

لوباري مدينة صغيرة في شمال البلاد. نظرًا لموقعها الجغرافي وشبكة الطرق الرديئة، فإن المدينة تعيش عزلة عن بقية البلاد. وقد هاجر ما يقرب من 5 آلاف من سكانها إلى أوروبا الغربية.

اليوم، تهدد أزمة فيروس كورونا المستجد بتدمير وظائف جديدة، الأمر الذي قد يدفع المزيد من الناس إلى الرحيل وبالتالي تحويل لوباري إلى مدينة أشباح.

LaPresse
Italy Virus Outbreak EconomyLaPresseClaudio Furlan

من بين سكان المدينة البالغ عددهم 10 آلاف نسمة، يعمل 1300 شخص في الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تنشط بشكل أساسي في مجال التصدير للسوق الفرنسية والنمساوية والسويسرية والألمانية والهولندية.

تمكنت يورونيوز من حضور الاجتماع الطارئ لمجلس المدينة حيث كان رئيس بلدية لوباري، رادو سافيتش ، من أوائل من طالبوا سلطات الدولة بالتدخل العاجل لانقاذ بلديته. فريق عمل البلدية طلب مساعدة الشركات التي تضررت من الأزمة كضمانات الأجور.

صعوبات مالية تلوح في الأفق

تتمتع المدينة بميزانية متواضعة للغاية ولا يمكنها مساعدة الاقتصاد بشكل مباشر. ولكن إذا لم تقدم السلطات أي دعم، فستكون البلدية مستعدة للحصول على قرض مصرفي أو إعادة هيكلة الميزانية المحلية، للحفاظ على الوظائف.

زفيجدان مكسيموفيتش وزوجته يشعران بالقلق، فهل سيتمكنان من سداد القرض المصرفي الذي وقعاه العام الماضي لشراء شقتهما في لوباري؟ زفيجدان يعمل في مصنع محلي لإنتاج أنظمة التدفئة. ولكن بسبب أزمة فيروس كورونا، تمّ فصله من العمل.

زفيجدان قال متأسفا: "الآن يمكننا التسجيل على مستوى وكالة التوظيف، لا أعرف ما إذا كنا سنحصل على تعويض قبل أن أتلقى وثيقة رسمية. زوجتي لا تزال تعمل، إنها تتقاضى راتبا متواضعا، ونأمل أن يغطي على الأقل نفقاتنا الأساسية".

حاليا، لا توجد أية مساعدات حكومية للعمال. في شمال البوسنة والهرسك، أعلنت سلطات "جمهورية صربسكا" أنها ستنشئ صندوقا قيمته 250 مليون يورو، وبذلك ستساهم بما يتراوح بين 150 و200 يورو كمساعدات بطالة لكل عامل فقد وظيفته. من جهته تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 73 مليون يورو إلى البوسنة لدعم الاقتصاد.

في العادة يعمل 100 عامل في "ترمال"، الشركة المصنعة لأنظمة التدفئة. ولكن الآن أصبح المصنع فارغًا تقريبًا. مدير الشركة ماهر حمزيتش يعيش كابوسا حيث قال: "هذا الصباح، عندما استيقظت، سألت نفسي: هل هذه حقيقة أم مجرد كابوس؟ استغرق الأمر مني دقيقة أو دقيقتين لأدرك. الوضع مرعب حقًا، معظم القطع التي نحتاجها مصنوعة في إيطاليا. هذه هي المشكلة الأكبر اليوم وهذا هو السبب في أننا لا نستطيع الاستمرار في الإنتاج".

ماهر حمزيتش يطلب الآن مساعدة السلطات لتجنب الأضطرار التي قد تتسبب في إغلاق مؤسسته: "نحن بحاجة إلى دعم مالي من الدولة والاتحاد الأوروبي والحكومة"، أكد حمزيتش.

شركات صناعة السيارات في المجر في حالة جمود

كما هو الحال مع بقية الصناعة في أوروبا وحول العالم، الوضع مضطرب بالنسبة لمؤسسات "أودي" و"مرسيدس" و"أوبل" وحتى "سوزوكي". شركات صناعة السيارات اضطرت إلى تعليق إنتاجها.

ضربة قاسية بالنسبة للمجر حيث يمثل تصنيع السيارات ثلث الإنتاج الصناعي للبلاد وحوالي 20 في المائة من إجمالي الصادرات.

الشركة المصنعة "دايملر"، التي تمتلك مرسيدس بشكل خاص، علقت الإنتاج في جميع مصانعها تقريبًا في أوروبا. خلال هذه الفترة، قامت الشركة بتطبيق برنامج عمل مرن، بناءً على اتفاقية جماعية. لذلك يضطر العديد من الموظفين إلى أخذ إجازاتهم المدفوعة الأجر الآن.

Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
Italy Virus Outbreak EconomyCopyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.Andrew Medichini

الوضع أثر على حوالي 4 آلاف موظف في مصنع "مرسيدس" في كيسكيميت بالمجر حيث يستمر العمال في تلقي أجورهم، ومع ذلك فإن شركات تصنيع السيارات تستخدم على نطاق واسع العمال المؤقتين، الذين لا تنطبق عليهم هذه الأحكام.

اعلان

وكانت مؤسسة "سوزوكي" قد اتصلت بجميع عمالها المؤقتين مساء الجمعة لإخبارهم أنها لم تعد بحاجة إلى خدماتهم يوم الاثنين.

ناجي ميهاليني تشغل منصب مديرة الموارد البشرية في الوكالة المؤقتة التي توظف هؤلاء العاملين في أوقات محددة. بعض العمال يشتغلون لصالح "سوزوكي" منذ سنوات. واليوم، تمّ تسريح 600 منهم. حسب ناجي ميهاليني، المفاوضات جارية مع سوزوكي لدفع تعويضات للعمال المؤقتين حيث سيتلقون مستحقاتهم التي ينص عليها القانون المجري.

المتحدثة باسم "سوزوكي" سوزوزانا بونار أكدت ليورونيوز أن العمال المؤقتين لن يتلقوا شيئا من مجموعة السيارات وأن العمال الدائمين الذين يعملون مباشرة في الشركة يتلقون رواتبهم. العمال المؤقتون ليس لديهم عقد مع الشركة، لذا فإن "سوزوكي" المجر لا تدفع لهم.

"سوزوكي" هي أيضًا العميل الرئيسي للعديد من الشركات المجرية الصغيرة ، مثل"سزاتينا"، التي تصنع المثبتات والبراغي. يعمل حوالي 170 ألف عامل لدى شركات التعاقد المرتبطة بشركات تصنيع السيارات في المجر.

Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
France Virus OutbreakCopyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.Christophe Ena

أتيلا سزاتينا، مدير سزاتينا، يرغب في الحصول على مساعدة مالية من الحكومة: "أعتقد أن الشركات المجرية الصغيرة والمتوسطة الحجم يمكنها الاستمرار في ممارسة نشاطها لمدة شهر واحد كحد أقصى في ظل هذه الظروف. لا أعتقد أن شركة عادية لديها الأموال".

اعلان

ضربة قاسية لقطاع الإعلانات في بلغاريا

في بلغاريا، إحدى الدول الأكثر فقرا في الاتحاد الأوروبي، كان لأزمة كورونا الصحية تأثيرا كبيرا على الأعمال التجارية. في صوفيا، التقى الصحفي داميان فودينيتشاروف بالسيد بويان بانوف، وهو موظف في شركة إعلانية صغيرة.

في العادة، يقوم فريق الشركة بوضع العديد من الملصقات الإعلانية في شوارع العاصمة البلغارية، لكن كل شيء تغير اليوم. وهو ما يفسر قلق بانوف الذي تراجع نشاطه في الأسابيع الأخيرة، لكنه يأمل أن تتحسن الأوضاع قريبا.

تعمل مايا سولاكوفا في شركة إعلانات. من منزلها، تحاول إعادة التفاوض على سعر إيجار ألواح الإعلانات لتوفير المال. وبينما تحاول شركتها الاحتفاظ بجميع موظفيها، اضطرت شركات أخرى إلى تسريح عمالها. لقد وعدت الحكومة باتخاذ إجراءات، ولكن في الوقت الحاضر، لا تزال هناك الكثير من التساؤلات.

تعليق نشاط المعلنين الدوليين بالفعل وإلغاء جميع الحملات حتى سبتمبر-أيلول.

اعلان

تقول مايا سولاكوفا: "لقد تم تمرير قانون بهذا المعنى ووعدت الحكومة بدفع ما يصل إلى 60 في المائة من أجور العمال، لذا يتعين على أصحاب العمل دفع 40 في المائة فقط من الأجور. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما هي الشركات التي يمكنها التقدم بطلب للحصول على هذه المساعدة وأي القطاعات الاقتصادية ستستفيد من الدعم".

ومثل مايا سولاكوفا، يمكن للعديد من العمال في البوسنة والهرسك والمجر وبلغاريا قضاء وقت أطول مع أسرهم. ومع ذلك، الجميع قلق بشأن رواتبهم ويأملون في تلقي مساعدات مالية اليوم أو خلال الأشهر القادمة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الملكة إليزابيث تلقي خطاباً متلفزاً نادراً الأحد حول تفشي فيروس كورونا

المغرب يقيم مستشفى عسكريا ميدانيا قرب الدار البيضاء لمواجهة فيروس كورونا

العلوم والأعمال والرياضة: النساء اللاتي يحدثن فرقًا في قطر