جدل حول أول من سينجح في الوصول للقاح لكورونا

مخابر البحث تسابق الزمن لتطوير لقاح كوفيد-19
مخابر البحث تسابق الزمن لتطوير لقاح كوفيد-19 Copyright Kirsty Wigglesworth/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
Copyright Kirsty Wigglesworth/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

جدل حول أول من سينجح في الوصول للقاح لكورونا

اعلان

تأمل السلطات الصحية الأمريكية الحصول على الإرشادات الخاصة بكيفية تقنين الجرعات الأولية للقاح كوفيد-19 نهاية سبتمبر-أيلول. الدكتور فرنسيس كولينز، مدير المعاهد الوطنية للصحة أكد مؤخرا لإحدى المجموعات الاستشارية التي طلبت من الحكومة المساعدة في اتخاذ القرار: "لن تروق الإجابة للجميع"، مضيفا "سيكون هناك الكثير من الناس الذين يشعرون أنهم كان يجب أن يكونوا على رأس القائمة".

تقليديا، أول المستفيدين من اللقاح هم عمال الصحة والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة المستهدفة، لكن كولينز قدّم أفكارا جديدة على أساس جغرافي ومنح ضحايا تفشي الفيروس الأولوية في الحصول على اللقاح وأوضح كولينز أن العلماء مدينون للمتطوعين الذين وافقوا أن تجرى تجارب اختبار اللقاح عليهم.

سباق مع الزمن لتطوير اللقاح

تجارب ضخمة اجريت هذا الصيف لإثبات أي من لقاحات كوفيد-19 أكثر أمنا وفعالية، وبدأت "موديرنا" و"بفايزر" للأدوية اختبارات الأسبوع الماضي ستشمل في نهاية المطاف 30 ألف متطوع؛ وخلال الأشهر المقبلة ستنطلق اختبارات كبيرة على التجارب التي قامت بها "أسترا زينيكا" و"جونسون آند جونسون" ونوفافاكس"وبعض اللقاحات المصنوعة في الصين وفي بلدان أخرى.

والحقيقة الصعبة تكمن في أنه حتى لو تمّ الإعلان عن لقاح آمن وفعال بحلول نهاية العام، فلن تكون هناك كمية كافية للذين يحتاجونه على الفور، خاصة وأن معظم اللقاحات المحتملة تتطلب جرعتين، إنها معضلة عالمية، وهذا الأمر يُؤرق منظمة الصحة العالمية التي تسعى إلى ضمان توزيع اللقاحات إلى حدّ ما على البلدان الفقيرة حيث يتم اتخاذ قرارات أكثر صعوبة مع احتواء الدول الغنية في السوق للجرعات الأولى.

Alastair Grant/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
مختبر أسترا زينيكاAlastair Grant/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved

في الولايات المتحدة، من المفترض أن توصي اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين، وهي مجموعة أنشأتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بمن سيتم تطعيمهم ومتى، لكن قرار لقاح كوفيد-19 صعب للغاية لدرجة أنه في هذه المرة، سيُطلب من علماء الأخلاق وخبراء اللقاحات التابعة للأكاديمية الوطنية للطب، المعتمدة من قبل الكونغرس التدخل أيضا لتقديم المشورة للحكومة.

وقال بيل فويج، الذي وضع استراتيجية التلقيح التي أدت إلى استئصال الجدري على الصعيد العالمي، إن تحديد الأولويات سيتطلب "حسًا مبدعًا وأخلاقيًا". وشارك بيل فويج في قيادة مداولات الأكاديمية، واصفا إياها بأنها "هذه الفرصة وهذا العبء". ومع تكاثر المعلومات الخاطئة عن اللقاحات والمخاوف من "تطفل" السياسة، قال مدير مركز السيطرة على الأمراض روبرت روبرتفيلد "على الجمهور النظر لتخصيص اللقاح على أنه عادل ومنصف وشفاف".

من سيستفيد من اللقاح؟

الاقتراح الافتتاحي لمركز السيطرة على الأمراض يقترح تلقيح 12 مليونا من عمال الصحة والأمن القومي أولا، على يشمل ذلك أكثر العاملين عرضة للإصابة. وفي مرحلة ثانية يتمّ تلقيح 110 مليون شخص معرضين لخطر الإصابة بالفيروسات التاجية، أي أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا والذين يعيشون في مرافق الرعاية، أو أولئك الذين يعانون من وضع صحي سيء بغض النظر عن الفئة العمرية التي ينتمون إليها، والذين يعتبرون أيضا عاملين أساسيين، ثم عامة السكان في وقت لاحق.

Virginia Mayo/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
تطوير اللقاحVirginia Mayo/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved

أراد مستشارو اللقاحات في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها معرفة من هو ضروري حقًا، وقد اعترف الدكتور بيتر سزيلاغي، طبيب الأطفال في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: "لن أعتبر نفسي عاملاً في مجال الرعاية الصحية الحرجة". والواقع أن المخاطر التي يتعرض لها العاملون الصحيون اليوم تختلف كثيرًا عما كانت عليه في الأيام الأولى للوباء. الآن، عمال الصحة في وحدات معالجة كوفيد-19 هم في الغالب الأفضل حماية وأشار أعضاء اللجنة إلى أن الآخرين قد يكونون أكثر عرضة للخطر.

بعيدًا عن مجالي الصحة والأمن، هل يعني مصطلح "أساسي" عمال مصانع الدواجن أو معلمي المدارس؟ وماذا إذا كان اللقاح لا يعمل بشكل جيد بين السكان المعرضين للخطر مثل الشباب الأصحاء؟ إنه مصدر قلق حقيقي، نظرًا لأن أجهزة المناعة لدى كبار السن لا تتطور أيضًا أمام لقاح الإنفلونزا.

أولويات في تقديم اللقاح

مع إصابة السكان السود وذوي الأصول اللاتينية والأمريكيين الأصليين بشكل غير متناسب بالفيروس التاجي، فإن الفشل في معالجة هذا التنوع يعني أن "كل ما يخرج من مجموعتنا سيُنظر إليه بشكل مريب للغاية"، حسب الدكتور خوسيه روميرو، وزير الصحة المؤقت في أركنساس. أما الدكتور شارون فراي من جامعة سانت لويس، فيأخذ بعين الاعتبار فقراء المدن الذين يعيشون في ظروف مزدحمة، ولديهم إمكانية أقل للحصول على الرعاية الصحية ولا يمكنهم العمل من المنزل مثل الأمريكيين الذين يتمتعون بامتيازات أكثر.

وقال الدكتور هنري بيرنشتاين من نورثويل هيلث إنه قد يكون من الجدير تلقيح عائلات بأكملها بدلاً من محاولة تحديد شخص واحد شديد الخطورة في المنزل.

Kirsty Wigglesworth/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved
تطوير المصلKirsty Wigglesworth/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved

خلال حملة التلقيح الشاملة يّفترض أن يحافظ الناس على مسافة أمان وهو أمر صعب، فأثناء جائحة إنفلونزا الخنازير لعام 2009، انتظرت الأسر في طوابير طويلة في مواقف السيارات وفي الإدارات الصحية، وعلى ما يبدو فالسلطات لا ترغب في تكرار نفس السيناريو هذه المرة.

عملية "وارب سبيد"، وهي استراتيجية اعتمدتها إدارة ترامب تسعى لتسريع تصنيع وتوزيع اللقاحات والبحث عن كيفية نقل العدد الصحيح من الجرعات بسرعة إلى أي مكان يتم فيه إجراء عمليات التطعيم. الدكتورة نانسي ميسونييه من مركز السيطرة على الأمراض أكدت جهوزية الطواقم الطبية من خلال تقديم اللقاحات بسرعة عبر العيادات المؤقتة والمتنقلة، مشيرة إلى أن جميع الأفكار المبتكرة موجودة "على الطاولة". وأضافت ميسونييه "بصراحة بمجرد الإعلان عن فعالية اللقاح، نريد أن نكون قادرين في اليوم التالي على بدء هذه البرامج، إنها طريق طويلة".

المصادر الإضافية • أ ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الولايات المتحدة تدخل "مرحلة جديدة" من تفشي كورونا

اتفاق بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة سانوفي حول 300 مليون جرعة للقاح محتمل ضد كورونا

اجتماع للجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية لتقييم وضع كورونا