هل تغذي وسائل التواصل الاجتماعي انتشار المعلومات المضللة بشأن تغير المناخ؟

شعارات مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية على الإنترنت، انستغرام وتويتر وفيسبوك على شاشة هاتف ذكي في مدينة ليل الفرنسية. 2019/09/04
شعارات مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكية على الإنترنت، انستغرام وتويتر وفيسبوك على شاشة هاتف ذكي في مدينة ليل الفرنسية. 2019/09/04 Copyright دنيس شارلي/أ ف ب
بقلم:  Sami Fradiيورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

إن حالة الارتباك التي يغذيها سيل هائل من المعلومات المعارضة تؤدي إلى الشك، وذلك الشك ربما يفيد أكبر الخاسرين جراء الإجراءات الحكومية الخاصة بتغير المناخ.

اعلان

"المناخ يتغير، ولكن هناك حلول. انظر ما الذي يقوله الخبراء وتعلم كيف يمكنك تقديم المساعدة".

قد تكون قرأت هذه الجملة على صفحتك في فيسبوك الأسبوع الماضي، فقد نشرها مركز الإعلام لعلوم المناخ الذي أطلق حديثا على منصة التواصل الاجتماعي، وإذا نقرت على المنشور يتم نقلك إلى سلسلة من الحقائق والمقالات والأنشطة اليومية المتعلقة بأزمة المناخ.

وبهدف ربط الناس بمعلومات واقعية ومحدثة عن المناخ، يأتي مركز العمل الجديد لفيسبوك إثر حالة من القلق واسعة النطاق، أعرب عنها سياسيون وعلماء، بشأن الانتشار الواسع للتضليل على المنصة.

عندما يبحث أناس عن مواضيع تتعلق بالمناخ وعندما يشاهدون بعض المنشورات، يظهر رابط لهذه الصفحة الجديدة، مدعوما بمعلومات من منظمات رائدة مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وتقول الشركة أيضا إنها تعمل مع المنظمات المستقلة المختصة في التحقق من الأخبار، حتى تحقق في المنشورات التي تحتوي أخبارا مزيفة، ومن هناك تصنفها في الخانة المناسبة.

وما إن يحدد منشور على أنه مزيف، يتم تقليص توزيعه بحسب فيسبوك، وتظهر ملصقات تحذيرية عند رؤيته او مشاركته. أما الحسابات التي تشارك معلومات مضللة باستمرار، فسوف تظهر منشوراتها لعدد قليل من الناس.

إجراءات "قليلة جداً ومتأخرة جداً"

ولكن بالنسبة لتحالف منظمات بيئية فإن التغييرات "قليلة جداً ومتأخرة جداً"، وفي بيان مشترك، قالت منظمة السلام الأخضر غرينبيس وأصدقاء الأرض، ونادي سييرا: "إن فيسببوك يعترف بأن التضليل المرتبط بالمناخ على منصاته يمثل مشكلة متفشية، ولكنه يتخذ نصف الإجراءات فقط لإيقافها".

وواصلت المنظمات القول: "إن السياسة الجديدة تمثل خطوة صغيرة للمضي قدما، ولكنها لا تعالج أزمة التضليل الواسعة الخاصة بالمناخ، المتخفية أمام الجميع.

ويشير نقاد إلى أن إدخال هذه الإجراءات الجديدة لا تضيف شيئا لمعالجة هذه الثغرة المتعلقة بالمناخ على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تصف مضمون إنكار المناخ مجرد "رأي"، وتعفيها من التحقق من الوقائع.

كيف ينتشر التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي؟

لقد تم الكشف عن أن الخوارزميات التي تتيح لنا تدفقا لا محدودا من المحتوى، يمكنها أن تتلاعب بعقولنا لنغير طريقة تفكيرنا وسلوكنا، وقد اكتشفت منظمات بيئية مؤخرا أن هذه الخوارزميات تستغلها مجموعات صغيرة من الناس لتستأثر بتاثير هائل، وأن مجموعات صغيرة من الأشخاص هي المسؤولة عن نشر معظم القصص المزيفة أو التي فيها جزء من الحقيقة.

واكتشفت المنظمات أيضا من خلال تتبع وسم على تويتر يخص محادثات إنكار قضايا المناخ، أن هذه المجموعة كانت تنشر بمعدل أربع مرات ما ينشره علماء المناخ والخبراء والناشطون.

ويساعد نشر قدر كبير من المنشورات على التقاط القصص من قبل شخصيات مؤثرة يتابعها كثيرون، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الانتشار السريع للمحتوى، لتحظى المجموعات الصغيرة باهتمام كبير دون الرجوع إلى وسائل الإعلام التقليدية.

مصلحة مالية

وإذا تم تشارك القصص بقدر كاف، فإنه يمكنها حينها أن تظهر على الوسائط الإخبارية الرئيسية، لذلك فإن الانتشار يعد ضروريا لشركات التواصل الاجتماعي حتى تجني الأموال، ولذلك يقول الخبراء إن مكافحة تلك الشركات للتضليل الإعلامي ليس في مصلحتها المالية.

ورغم أن 97 في المائة من علماء المناخ يجمعون على أن البشر هم االذين يولدون الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، فإن اتخاذ إجراءات ما يزال في الغالب مثيرا للخلاف.

إن حالة الارتباك التي يغذيها سيل هائل من المعلومات المعارضة تؤدي إلى الشك، وذلك الشك ربما يفيد أكبر الخاسرين جراء الإجراءات الحكومية الخاصة بتغير المناخ.

viber
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أزمة المناخ تشرّد نحو 24.9 مليون شخص حول العالم وتحولهم إلى لاجئين في بلدانهم

شاهد: المجاعة تهدد جنوب القارة الإفريقية في ظل تعمق أزمة تغير المناخ

سنغافورة تأمر سفارة إسرائيل بحذف منشور عن فلسطين استشهدت فيه بالقرآن