فرنسا تدعو إلى عودة "العلاقات الهادئة" مع الجزائر

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان يحضر اجتماع مائدة مستديرة في مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل، الإثنين 15 نوفمبر 2021
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان يحضر اجتماع مائدة مستديرة في مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل، الإثنين 15 نوفمبر 2021 Copyright Geert Vanden Wijngaert/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
Copyright Geert Vanden Wijngaert/Copyright 2021 The Associated Press. All rights reserved
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تأتي الزيارة في حين تدهورت العلاقات كثيرا بين البلدين منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر اثر استدعاء السفير الجزائري من باريس. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "إنها زيارة عمل وتقييم ولإحياء العلاقات".

اعلان

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان من الجزائر الأربعاء إلى عودة "العلاقات الهادئة" بين البلدين بعد التوتر الشديد الذي شهدته منذ أكثر من شهرين.

وقال لودريان بعدما استقبله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "أتمنى أن يعود بلدانا إلى نهج العلاقات الهادئة وان يتمكنا من التطلع إلى المستقبل".

ويزور جان-إيف لودريان الجزائر، الأربعاء، لترميم العلاقة الثنائية التي تشهد توترا شديدا منذ أكثر من شهرين على خلفية تصريحات متعلقة باحياء ذكرى بين هذا البلد والمستعمر السابق.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية "إنها زيارة عمل وتقييم ولإحياء العلاقات". والتقى لودريان في زيارته التي لم يعلن عنها حتى اللحظة الأخيرة، نظيره الجزائري رمطان لعمامرة كما سيستقبله الرئيس عبد المجيد تبون بحسب وزارتي الخارجية في البلدين.

وتأتي الزيارة في حين تدهورت العلاقات كثيرا بين البلدين منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر اثر استدعاء السفير الجزائري من باريس.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أن لعمامرة تحادث مع لودريان الذي "يقوم بزيارة عمل وتقييم للعلاقات الثنائية" الى الجزائر.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثار غضب الجزائر في تشرين الأول/أكتوبر عندما اتهم على ما جاء في كلام اوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية، النظام "السياسي-العسكري" الجزائري بتكريس سياسة "ريع الذاكرة" بشأن حرب الاستقلال وفرنسا، سلطة الاستعمار السابقة في البلاد، في حين أطلقت باريس مبادرات حول مسائل الذاكرة في فرنسا.

وأوردت الصحيفة أيضا أن ماكرون شكك أيضا في وجود "أمة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي لها ما أثار ردود فعل منددة في صفوف المجتمع الجزائري.

واستدعت الجزائر يومها سفيرها في باريس ومنعت الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى منطقة الساحل من التحليق في مجالها الجوي.

وأعرب الرئيس الفرنسي بعد ذلك عن "أسفه" لهذا الجدل وأكد "تمكسه الكبير في تنمية" العلاقات الثنائية.

"يجب أن تعود إلى طبيعتها"

وتواجهت فرنسا والجزائر أيضا بعد اعلان باريس مطلع تشرين الأول/أكتوبر خفض عدد تأشيرات الدخول الممنوحة إلى جزائريين للضغط على الحكومة الجزائرية إذ تعتبر انها لا تتعاون بشكل كاف على صعيد إعادة جزائريين طردتهم فرنسا.

وشجبت الجزائر يومها قرارا اتخذ من دون تشاور مسبق.

وكان لودريان دعا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر إلى علاقة "واثقة" و"شراكة طموحة" مع الجزائر تتجاوز "جروح" الذاكرة التي يمكن أن "تظهر أحيانا من جديد".

ورحّب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في 10 ‬‪تشرين الثاني/نوفمبر بتصريحات الرئاسة الفرنسية حول الأزمة الدبلوماسية بين البلدين معتبرًا أنها "تحترم الجزائر".

وقال لعمامرة آنذاك إن التصريح الصادر عن قصر الإليزيه، "خلافاً للتصريحات التي تسببت في الخلافات والأزمات، يحمل أفكاراً معقولة على اعتبار أنها أفكار تحترم الجزائر تاريخاً ماضياً وحاضراً وتحترم السيادة الجزائرية".

وفي 26 تشرين الثاني/نوفمبر قال تبون إنّ العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة "يجب أن تعود إلى طبيعتها" لكن شرط التعامل على أساس "الند للند" بين البلدين.

وفي رده على سؤال "هل هناك جهود لإعادة العلاقات الفرنسية الجزائرية إلى وضعها الطبيعي؟"، قال الرئيس الجزائري "نعم لازم (يجب) العلاقات ترجع لوضعها الطبيعي، بشرط أنّ الآخر يفهم أنّ الندّ للندّ ليس استفزازا له. هي صيانة سيادة وطن استشهد من أجله مثلما سبق أن قلت خمسة ملايين و630 ألف شهيد من 1830 إلى 1962"، أي من بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر حتى استقلالها.

وشهدت العلاقات الفرنسية-الجزائرية توترا في مرات عدة وبالخصوص في 23 شباط/فبراير 2005 حين صادق البرلمان الفرنسي على قانون الاعتراف "بالدور الايجابي للاستعمار".

اعلان

وتتزامن زيارة الوزير الفرنسي مع اقتراب مواعيد ذكرى مهمّة على غرار اتفاقيات ايفيان بتاريخ 18 آذار/مارس 1962 والتي أنهت الحرب في الجزائر.

وكثف الرئيس الفرنسي مبادراته للتخفيف من التوتر بين البلدين وكان طلب من المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا تقريرا حول الحرب في الجزائر.

ندد ماكرون في تشرين الأول/أكتوبر الفائت بـ"جرائم لا مبرر لها بالنسبة إلى الجمهورية"، إثر إقامة مراسم رسمية إحياء للذكرى الستين لقتل متظاهرين جزائريين في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961 تورافي باريس.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

ديغول أحيط علماً بقتل عشرات الجزائريين في مذبحة باريس لكنه أبقى مسؤولين في مناصبهم

الشرطة الألمانية تداهم 50 مقراً لشبكة يشتبه في تهريبها للبشر

زلزال المغرب: كيف علق ماكرون في رسالة مصورة على رفض الرباط عرض باريس للمساعدة؟