ما حقيقة الفيديو المتداول حول إشادة الباحث الإسرائيلي موشيه شارون بالإسلام؟

حصد مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يظهر مؤرّخاً إسرائيليّاً يشيد بالإسلام ويصفه بأنه "الدين الصحيح"، مئات آلاف المشاركات حول العالم. لكن في الواقع لا إشادة بالإسلام في ما يقوله الباحث موشيه شارون في هذا المقطع.
ويظهر موشيه شارون في الفيديو الباحث الإسرائيلي في الدراسات الإسلاميّة وهو يتحدّث عن الإسلام باللغة الإنكليزيّة في ما يبدو أنها محاضرة أو ندوة. وأرفق الفيديو بترجمة مكتوبة إلى اللغة العربية توافق مضمون الكلام.
وأرفق هذا الفيديو بتعليقات على مواقع التواصل تدّعي أن موشيه شارون يشيد بالإسلام ويقول إنه "الدين الصحيح"، مع الدعوة لمشاركة الفيديو على نطاق واسع.
وبالفعل حصد الفيديو مئات آلاف المشاركات وانتشاراً واسعاً حول العالم.
وذهبت صفحات للقول إن موشيه شارون اعتنق الإسلام.
من هو موشيه شارون؟
هو باحث وأستاذ جامعي إسرائيلي من مواليد حيفا عام 1937. له مؤلفات وأبحاث عدّة تناولت الإسلام وعلاقته مع الأديان الأخرى، وتناولت أيضاً الدين البهائي.
في السنوات الماضية انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة مقاطع مصوّرة لباحثين ورجال دين يهود يُشككون بما نُسب للإسلام * من معاملة قاسية لليهود، وآخرون يشيدون بالإسلام * على أنه يشكّل امتداداً لشريعة النبي موسى واعترافاً بها، على غرار الباحث ميخائيل ليكر والحاخام طوبياه سينغر.
لكن موشيه شارون ليس معروفاً بآراء على هذا النحو.
ماذا يقول موشيه شارون في الفيديو؟
يتناول موشيه شارون في هذا المقطع الآية التاسعة من سورة الصفّ التي تصف رسالة النبيّ محمد بأنها "دين الحق".
ويستخلص موشيه شارون من هذه الآية أن الإسلام يصف نفسه بأنه الدين الوحيد الصحيح.
ويقول "هذا يعني أن بقيّة الأديان خطأ (وفق المفهوم القرآني)".
ويتابع شارون، في نسخة أطول من الفيديو * منشورة على موقع يوتيوب، قائلاً إن الإسلام دين يهدف إلى فرض شريعته على كلّ العالم "سواء بالكلمة أو بالسيف".
ويختم محاضرته قائلاً "الرغبة في إنشاء إمبراطورية إسلامية لا يمكن أن يتوقّف إلا في حالة واحدة، حين يجد الإسلام نفسه في موقف يمنعه من مواصلة الحرب، حينها فقط يلجأ إلى الهدنة ووقف إطلاق النار".
ولم يكن في المحاضرة الملقاة منذ نحو عشر سنوات ما يشيد بالإسلام.
وسبق أن استُخدمت مقاطع أخرى لموشيه شارون خارج سياقها، منها مقطع * نُشر بعنوان "البروفسور موشيه شارون يقول إن الإسلام هو دين كلّ الأنبياء".
لكنّه - هنا أيضاً - كان يتحدّث عن تفسيره للمفهوم القرآني، وليس عن رأيه هو.