لامبيدوزا.. مرسى الغرقى وجزيرة أحلام المهاجرين

مهاجر أنقذته منظمة ميديتيرانيا قبالة جزيرة لامبيدوزا
مهاجر أنقذته منظمة ميديتيرانيا قبالة جزيرة لامبيدوزا Copyright Olmo Calvo/ AP
Copyright Olmo Calvo/ AP
بقلم:  Ahlem Taharيورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

قلة من المهاجرين يبقون في الجزيرة، بحكم صغر مساحتها واقتصار المهن فيها على الصيد والوظائف الحكومية والزراعة. لكن أهميتها تكمن باعتبارها أول شاطئ يقابل قارة إفريقيا، فهي بذلك محطة عبورهم الأولى قبل دخول البر الإيطالي ومنه إلى أوروبا

اعلان

"استرخوا فأنتم في لامبيدوزا" كثيراً ما كنا نسمع هذه الجملة على لسان قاطني الجزيرة الصغيرة الواقعة جنوب إيطاليا، لكن الأمر لم يعد كذلك بعد أن غدت مشهورة باستقبال قوارب المهاجرين الحالمين بعبور المتوسط، والذين تضاعف عددهم ثلاث مرات منذ العام الماضي.

وتعتبر لامبيدوزا أقرب إلى تونس منها إلى إيطاليا، وهي مليئة بشواطئ تعدّ الأجمل سياحياً، حيث تكتظ قوارب الصيادين في الميناء، ومن بينها قارب سالفاتور لامباردو الذي يعكف على إصلاح الشِباك، ويقول بامتعاض: "كل شباكنا تمزقت بعد أن علقت فيها أخشاب قوارب المهاجرين المحطمة، لقد أصبحت الجزيرة مقبرة للقوارب والجثث".

ويضيف: "عمري 60 عاماً تقريباً، رأيت الكثير من الناس يموتون. نحن أيضاً جمعنا رفاة الغرقى، لكنني لا أرغب في التحدث عن ذلك".

ويسعى المهاجرون وطالبو اللجوء إلى الوصول إلى لامبيدوزا، إما مباشرة من تونس عبر قوارب خشبية أو بعد إنقاذهم من قبل خفر السواحل، لينتهي بهم المطاف في مركز لإيواء مكتظ، تم بناؤه لاستيعاب 400 شخص لكنه يستضيف اليوم أكثر من 1000 مهاجر.

ويقول المهاجر التونسي أيمن: "أنا آسف لكن الحياة هنا لا تطاق. لا شيء على ما يرام، نحن محاطون بالأوساخ ولم نعد نجد مكاناً للنوم"، أما آدم الذي لا يتجازو عمره 14 عاماً، فهو يرغب في بدء حياة جديدة واستئناف دراسته في إيطاليا.

وحين يوشك النهار على نهايته، نرى في الجزيرة آثاراً تركها المهاجرون العابرون، إما أجساد دُفنت في مقبرة خاصة أو قوارب محطمة وصل خشبها إلى شباك الصيادين. وفي هذه الأثناء، يستعد سالفاتور لامباردو إلى ولوج البحر مرة أخرى، آملاً أن تكون الشباك متينة بما يكفي لكي تعلق فيها بعض الأسماك هذه المرة.

قلة من المهاجرين يبقون في الجزيرة، بحكم صغر مساحتها واقتصار المهن فيها على الصيد والوظائف الحكومية والزراعة. لكن أهميتها تكمن باعتبارها أول شاطئ يقابل قارة إفريقيا، فهي بذلك محطة عبورهم الأولى قبل دخول البر الإيطالي ومنه إلى أوروبا.

ورغم الجهود المبذولة من جانب عديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتصدي للهجرة غير الشرعية وتحسن الإمكانات اللوجيستية وأدوات التصدي لهذه الظاهرة، إلا أن الجزيرة لا تزال تستقبل آلاف المهاجرين بشكل غير شرعي سنوياً. ومنذ بداية هذا العام، وصل 17،592 مهاجراً إلى إيطاليا، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد المهاجرين الذين دخلوا في العام الماضي (5،995) والعام الذي سبقه أيضاً (5،976).

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الفلسطينيون يحيون "يوم الأسير الفلسطيني" في قطاع غزة

مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بينما كان في حضن أسرته

مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في غزة