بعد أسبوع على الفيضانات المدمّرة التي حصدت آلاف القتلى في مدينة درنة على سواحل شرق ليبيا، تواصل أجهزة الإسعاف الليبية بمساندة فرق أجنبية الأحد، البحث عن آلاف المفقودين جراء الكارثة.
قال الهلال الأحمر الليبي إن أكثر من 10 آلاف شخص فقدوا حياتهم، وإن أكثر من 30 شخصا آخرين شردوا من منازلهم، بعد انهيار سدين في مدينة درنة جراء الإعصار الذي ضرب ليبيا يوم 11 أيلول / سبتمبر. في هذه الاثناء طلبت منظمة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين بمزيد تقديم المساعدات لضحايا الفيضانات.
وفي ما يلي آخر تطورات عمليات البحث والإنقاذ في ليبيا:
البابا يبحث السلام في أوكرانيا مع السفير الروسي الجديد لدى الكرسي الرسولي
التقى البابا فرنسيس الاثنين سفير روسيا الجديد لدى الكرسي الرسولي الذي أكد أنهما ناقشا جهود الحبر الأعظم لإرساء السلام في أوكرانيا.
وأشار الفاتيكان في بيان إلى أن إيفان سلطانوفسكي، وهو دبلوماسي مخضرم، قدّم أوراق اعتماده إلى رئيس الكنيسة الكاثوليكية.
وقال السفير الجديد إنه والحبر الأعظم "ناقشا خصوصاً مهمة مبعوث البابا للسلام في أوكرانيا، الكاردينال ماتيو زوبي، الهادفة إلى حل بعض المشاكل الإنسانية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء.
وأكد أنهما اتفقا على "مواصلة حوار صادق ومفتوح مع الكرسي الرسولي، يقوم تقليدياً على الاحترام المتبادل".
عيّن البابا الكاردينال زوبي، رئيس الكنيسة الإيطالية، على رأس بعثة سلام تهدف إلى وضع حد للنزاع في أوكرانيا. وفي هذا السياق، زار الكاردينال زوبي كييف وموسكو وبكين وواشنطن حيث التقى الرئيس جو بايدن.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ألمح الأسبوع الماضي إلى أن الكاردينال سيعود إلى موسكو. ونقلت عنه وكالة تاس قوله خلال طاولة مستديرة إن "الجهود المشتركة مع الفاتيكان الذي سيعود مبعوثه، تتواصل". وأضاف "نحن مستعدون للقاء الجميع، ومستعدون للتحدث مع الجميع".
وأطلق البابا فرنسيس نداءات عدة من أجل السلام في أوكرانيا، لكنها لم تؤدّ إلى نتائج ملموسة حتى الآن، كما يصلي باستمرار من أجل ضحايا النزاع.
أكثر من 100 قتيل سوري في فيضانات درنة بحسب المرصد
قتل 112 سورياً، بينهم عائلات برمّتها، فيما لا يزال أكثر من مئة آخرين في عداد المفقودين، جراء الفيضانات التي ضربت مدينة درنة في شرق ليبيا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتستضيف ليبيا جالية سورية كبيرة، كما تعد منطلقاً أساسياً لمهاجرين من سوريا ومن دول عدة يبحرون على متن مراكب متهالكة ومكتظة باتجاه أوروبا.
وأفاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أنه تم تحديد 112 قتيلاً وأكثر من مئة مفقود حتى الآن، في وقت تتراجع فرص العثور على ناجين جراء الفيضانات التي ضربت درنة في 10 أيلول/سبتمبر، مودية بحياة 3300 شخص، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
وقال خالد علي (37 عاماً) من درنة عبر الهاتف لوكالة فرانس برس "فقدت اثنين من أولاد أخوتي، هاني عبد الحميد علي ومحمود فيصل علي، وزوجتيهما وأطفالهما الستة"، وأصغرهم يبلغ ستة أشهر فقط.
وأضاف الرجل الذي يتحدر من محافظة درعا في جنوب سوريا "جرفت الفيضانات منزلهم، ولم يبق منه شيئاً"، مشيراً إلى أنه تعرف على جثتي الشابين بعدما تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل ثلاث سنوات، انتقل الشابان هاني ومحمود وأفراد آخرون من العائلة بينهم خالد، إلى ليبيا بحثاً عن مصدر رزق مع بدء الانهيار الاقتصادي في لبنان الذي كانوا لجأوا إليه هرباً من الأوضاع المعيشية الصعبة الناتجة عن النزاع المستمر في سوريا منذ 2011.
وقال خالد الذي يعمل مع بقية أفراد العائلة في مجال البناء "هربنا من أزمة إلى أزمة. لكن هذه هي الحال. هذا نصيبنا".
وفي دمشق، تقبلت عائلتا قلعجي والخطيب التعازي بثمانية أفراد هم الوالد محّمد قلعجي وزوجته رنا الخطيب وأولادهما الستة.
وقال ابراهيم قلعجي (46 عاماً)، شقيق محّمد، لوكالة فرانس برس "كنا على تواصل معهم قبل ثلاث ساعات من الفيضانات، وقالوا لنا إن الأمطار غزيرة (...) ثم انقطع التواصل تماماً، موضحاً "علمنا لاحقاً من أحد الأطباء أن أخي وزوجته توفيا، لكن ليس هناك أثر لبقية أفراد العائلة".
وأضاف "سلمنا أمرنا لله. عاشوا في غربة وماتوا في غربة".
وفيما قضى محمّد الذي انتقل إلى ليبيا في العام 2000 وعمل في ورشة تصليح سيارات، فإن شقيقه شادي "نجا بأعجوبة بعدما أمسك بمئذنة جامع وكان الناس يرتطمون به من كل حدب وصوب"، على حد قول ابراهيم.
وأضاف ابراهيم "أخي الناجي هناك اليوم لا يملك اي ورقة تثبت هويته وبات بلا ماض وحاضر ومستقبل".
شاهد: محتجون في درنة يطالبون بإسقاط البرلمان
شهدت مدينة درنة المنكوبة في ليبيا اليوم الإثنين، مظاهرات حيث طالب محتجون خلالها بـ"حلّ البرلمان وتوحيد ليبيا" وإعادة إعمار المدينة التي لحقتها أضرار هائلة بسبب الفيضانات.

درنة من الجو | مئات المباني المدمرة التي جرفتها الفيضانات
أظهر مقطع فيديو نشر حديثاً والتقط من الجو عبر درون كمية الدمار الهائلة التي تسببت بها الفيضانات التي غمرت مدينة درنة الليبية وأدت إلى مقتل الآلاف وفقدان الآلاف أيضاً.


فيضانات ليبيا: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تدعو إلى التبرعات
euronewsتعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة درنة الليبية، وتشارك في مهمة مشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة لمساعدة المدينة التي اجتاحتها الفيضانات.