تعتبر مونتينغرو أو الجبل الأسود ملاذا للعديد من المواطنين القادمين من الدولتين المتحاربتين، حيث يعيشون معًا بسعادة وتفاهم.
في هذه الدولة الصغيرة الواقعة في جنوب شبه جزيرة البلقان، يمثل الأوكرانيون والروس حوالي واحد من كل ستة أشخاص، ووفقًا للنتائج الأولية لتعداد العام الماضي، فإن أعدادهم ازدادت بشكل ملحوظ منذ أن شنت موسكو حربها على جارتها كييف قبل عامين.
وتشير الإحصاءات الصادرة عن المكتب الإحصائي في البلاد، إلى أن عدد سكان الجبل الأسود قد زاد بنسبة 2% خلال العشر سنوات الماضية، ما يجعلها حالة فريدة من نوعها في جنوب شرق أوروبا.
ويعتقد أن الهجرة هي أحد الأسباب الرئيسية لزيادة عدد السكان في البلاد، ومن المتوقع أن تؤكد البيانات النهائية للتعداد السكاني أن الجبل الأسود يحتل المرتبة الأولى في استقبال أكبر عدد من المهاجرين من روسيا وأوكرانيا.
ويعيش الآن آلاف الأشخاص من كلا البلدين في الجبل الأسود، وبشكل خاص في الجانب الأوكراني، حيث وصل العديد منهم خلال السنتين الماضيتين بحثاً عن ملاذ آمن من الحرب.
ومع ذلك، فإن ذلك لا يعني أن هناك صراعاً بين المجموعتين؛ بل على العكس، فإنهم يعيشون غالباً جنباً إلى جنب.
الصالح العام
في مدينة بودفا القديمة، يجتمع الروس والأوكرانيون في كنيسة الثالوث الأقدس، ويشاركون معًا في الأداء الجماعي للتراتيل الدينية خلال قداس يوم الأحد.
ويقول الكاهن ألكسندر ليكيتش إن الناس يعتبرون "هذا المكان وطنهم، ويعتبرون أن جميع الخلافات يمكن حلها هنا. لا يرغب أحد في الدخول في حرب، ويدعون الله لتحقيق السلام، ولهذا السبب يجتمعون في هذا المكان".
بين مناخه المتوسطي وثقافته الأرثوذكسية، يعد الجبل الأسود وجهة جذابة للروس والأوكرانيين على حد سواء، ويعيش الكثير منهم الآن هناك في سلام، على الرغم من الحرب الشرسة بين دولتيهما الأم.
يقول الزوجان الروسيان رومان ولوسيا فولوبييف إنهما لم يواجها أي صعوبات. يؤكدان أنها ويتفهمان الظروف التي يعيشان فيها، ويضيفان أن البيئة ودية جداً.
تعكس العلاقة بين الأوكرانيين والروس الذين يعيشون في الجبل الأسود تناقضًا واضحًا. هذا التناقض ليس فقط بسبب الحرب القائمة بين البلدين الأم، ولكن أيضًا بسبب الأجواء السائدة في البلد الذي أصبح وطنهم.