توافد المصلون بأعداد كبيرة إلى مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في صلاة الجنازة على إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي اغتيل في طهران، وتوجه المشيعون إلى مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل لدفن أول رئيس وزراء فلسطيني منتخب.
وقد شارك في أداء صلاة الجنازة قيادة دولة قطر ممثلة بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالإضافة إلى وفود رسمية وقيادات الفصائل الفلسطينية.
كما أن إجراءات الدفن اقتصرت على الدائرة الضيقة المقربة من أسرة إسماعيل هنية، حرصًا على خصوصية العائلة مع الأخذ في عين الاعتبار مساحة المقبرة بحسب وسائل إعلام محلية.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة يوم حداد وطني بمناسبة مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران.
وفقًا لمرسوم رئاسي صدر يوم أمس، يجب أن تُرفع الأعلام التركية على نصف السارية في جميع أنحاء البلاد وفي البعثات التركية بالخارج حتى غروب الشمس.
في الضفة الغربية، أقيمت صلاة الغائب على إسماعيل هنية بعد صلاة الجمعة في معظم مساجد الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد نعى الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى في خطبته رئيس المكتب السياسي لحماس، وأكد صبري على أهمية "دعم قضية فلسطين ومواصلة الكفاح من أجلها" بحسب تعبيره. وقد أقدمت القوات الإسرائيلية على اعتقاله والتحقيق معه لنعيه القيادي المغتال. وقد حمل محاميه السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة الشيخ عكرمة صبري، وقد قررت الشرطة الإسرائيلية في وقت متاخر من مساء الجمعة إطلاق سراح خطيب المسجد الأقصى.
وفي لبنان خرج المئات في مظاهرة في العاصمة بيروت حاملين صورا لصلاح العاروري نائب اسماعيل هنية والذي اغتيل هو الآخر على يد إسرائيل. كما حملوا نعشين في إشارة للرئيس المكتب السياسي ومرافقه اللذين قضيا معا في طهران في ضربة صاروخية.
في باكستان، أعلنت الحكومة حدادًا رسميًا وأقامت صلاة الغائب لتكريم روح هنية. وفي جلسة برلمانية، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن إدانته القوية للاغتيال، قائلاً: "تدين حكومة باكستان وشعبها بشدة قتل السيد إسماعيل هنية، وتقدم تعازيها العميقة لعائلة الشهيد والشعب الفلسطيني."
في ماليزيا، أثار اغتيال هنية موجة من الاحتجاجات الشعبية، حيث نظم المواطنون مسيرات تعبيرًا عن غضبهم. وأشار أنور إبراهيم رئيس الوزراء الماليزي إلى تنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد المقبل، مؤكداً على ضرورة تجديد ما وصفه ب" الموقف الوطني وتعزيز التضامن مع القضية الفلسطينية".
في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، تجمع المسلمون في مسجد الاستقلال لأداء صلاة الجنازة الغائب. وقد عبر المصلون عن تضامنهم وحزنهم إزاء هذا الحدث، في وقت تواصل فيه ردود الفعل الدولية على مقتل هنية.
وكان جثمان هنية قد وصل إلى الدوحة يوم الخميس قادمًا من إيران، حيث شهدت العاصمة الإيرانية مراسم تشييع رسمية وشعبية بعد اغتياله في مقر إقامته.