كشفت وسائل إعلام عبرية، نقلاً عن مصادر عسكرية في تل أبيب، عن خطط لتوسيع العمليات في الضفة الغربية، تتضمن إقامة معسكرات دائمة في مخيم جنين.
وذكرت المصادر أن الجنرال آفي بلوط، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، قد أعلن مؤخرا خلال اجتماع مغلق أن الجيش اكتشف نقاط مراقبة ومخازن أسلحة تابعة للفصائل الفلسطينية المسلحة في شمال الضفة المحتلة.
وأكد أن التصعيد الأمني في المنطقة بلغ مستويات مقلقة، خاصة مع المخاوف الإسرائيلية من انعكاس تداعيات الحرب في غزة على الوضع بالضفة الغربية.
فماذا يجري بالضبط في المنطقة خصوصا في ظل جهود اليمين المتطرف في حكوم بنيامين نتنياهو لضم الضفة الغربية.
هذا الاحتمال لم يستبعده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال قبل أيام في مؤتمر صحفي أمام ملك الأردن عبد الله الثاني: "إن هذا الأمر (ضم الضفة) سينجح بشكل جيد للغاية، سينجح تلقائيا"
نابلس: إصابة 11 فلسطينياً ومحاصرة منزل خلال اقتحام للجيش
اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة البلدة القديمة في نابلس هذا الأحد، وفرضت حصارًا على منزل في حارة حبس الدم، مع تعزيزات عسكرية مكثفة في المنطقة.
وشهدت المنطقة مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمواطنين، أسفرت عن إصابة 11 فلسطينيًا على الأقل. وذكرت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني أن خمسة من المصابين تم تقديم العلاج لهم في الموقع، بينهم رجل في الستينيات من عمره أصيب في قدمه، وحالته وُصفت بالمتوسطة.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن المصابين نُقلوا إلى مستشفى رفيديا الحكومي، حيث كانت إصابتان في حالة متوسطة إلى خطيرة، بينما كانت الإصابات الأخرى طفيفة.
جنين: تعزيزات عسكرية وتدمير واسع للمخيم
على الأرض، تواصل الآليات العسكرية الإسرائيلية عمليات التدمير الواسعة في مخيم جنين، وسط إرسال تعزيزات عسكرية مكثفة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش ينوي إقامة مواقع عسكرية دائمة داخل المخيم، يُتوقع أن تُدار من قِبل كتيبة متخصصة لـ"تنفيذ عمليات سريعة".
يأتي هذا بالتزامن مع حصار خانق يُعانيه المخيم منذ أكثر من 25 يوماً، حيث أعلنت اللجنة الإعلامية في جنين عن مقتل 25 فلسطينياً، وتدمير 470 منزلاً ومنشأة تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي جراء القصف والتدمير المستمر، ونزوح نحو 20 ألف مدني بسبب القصف المتواصل، فيما تتفاقم أزمة انقطاع المياه والكهرباء.
كما يمنع الجيش وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية، ما يحرم 35% من أهالي مدينة جنين من هذه المادة الحيوية، ويزيد من معاناة الأهالي ويجعلهم عرضة لكارثة صحية.
طولكرم: موجات نزوح واعتقالات
في مدينة طولكرم، استولت القوات الإسرائيلية على عدد من المنازل في الحي الشرقي، وحولتها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار السكان على إخلاء منازلهم، مع فرض حصار مشدد على المنطقة.
كما لاحقت قوات الجيش الأهالي من مخيمي طولكرم ونور شمس أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في المخيمين، حيث أطلقت الرصاص والقنابل الصوتية وقد احتجزت العديد منهم.
وفي سياق متصل، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأنه تم اعتقال نحو 380 فلسطينياً من شمال الضفة الغربية خلال الشهر الماضي، وذلك في إطار حملة الاعتقالات الواسعة التي ترافق العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
تتزايد التحذيرات من تداعيات هذا التصعيد العسكري على المدنيين في الضفة الغربية، حيث تسود المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
من جانبها، أصدرت وكالة "الأونروا" بيانًا أدانت فيه اقتحام أحد مراكزها الصحية في مخيم العروب قرب بيت لحم، حيث استُخدم كمركز احتجاز لفلسطينيين. وأكدت الوكالة أن هذا التصرف يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتجاهلاً لحرمة المرافق الأممية.