خلال زيارته لمستوطنة معاليه أدوميم، قال نتنياهو: "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، مُكرراً تعهداً سبق أن أعلن عنه في مناسبات سابقة. وأضاف: "سيكون هناك كثير من المدن المشابهة لمعاليه أدوميم في أرضنا".
وقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، اتفاقاً يُمهد لتنفيذ خطة توسع استيطاني في الضفة الغربية المحتلة، تشمل آلاف الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة "معاليه أدوميم"، شرقي القدس.
وتأتي الخطوة في إطار مشروع " E1"، الذي حصل الشهر الماضي على الموافقة النهائية من السلطات الإسرائيلية، ويهدف إلى ربط المستوطنة بالقدس عبر بناء تجمعات سكنية جديدة، ما يُتوقع أن يعزل القدس الشرقية عن بقية أراضي الضفة الغربية.
وخلال زيارته لمستوطنة معاليه أدوميم، قال نتنياهو: "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، مُكرراً تعهداً سبق أن أعلن عنه في مناسبات سابقة. وأضاف: "سيكون هناك كثير من المدن المشابهة لمعاليه أدوميم في أرضنا".
وأشار نتنياهو إلى أن "الجبهة الشرقية لإسرائيل ليست معاليه أدوميم بل غور الأردن"، مُشدداً على أن حكومته "تعمل بعزم على كل الجبهات لتحقيق هدف واحد وهو أبدية إسرائيل".
كما تطرق إلى التصعيد الأخير في قطاع غزة، قائلاً: "ما بدأ في غزة سينتهي في غزة، وسنهزم حماس". وأشار إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، قائلاً إنها "أزالت تهديداً وجودياً كان يواجه إسرائيل".
إسرائيل تضخ 3 مليارات شيكل لمضاعفة سكان معاليه أدوميم
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قالت بداية الشهر الجاري: إنه بموجب الاتفاقية ستطوّر الحكومة مناطق تجارية للعمل على مساحة إجمالية تصل إلى نحو 20,000 متر مربع.
ومن أجل ذلك، سيستثمر حوالي ثلاثة مليارات شيكل (890 مليون دولار)، وفق ما أعلن وزير البناء والإسكان حاييم كاتس. كما سيُخصص نحو 420 مليون شيكل (125 مليون دولار) لتطوير البنية التحتية الرئيسية، بما في ذلك الطرق والصرف الصحي والمياه والكهرباء والمواصلات في الأحياء الجديدة، ونحو 340 مليون شيكل (100 مليون دولار) لإنشاء المؤسسات العامة وتطوير الخدمات المجتمعية، بما فيها الأحياء القديمة.
ومن المقرر أن تُوقع الاتفاقية يوم الخميس المقبل بين مكتب رئيس الوزراء ووزارة البناء والإسكان ووزارة المالية وبلدية معاليه أدوميم، بحضور نتنياهو شخصيًا.
باب لضم الضفة الغربية المحتلة
وقد نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن عمدة معاليه أدوميم، جوي يفرخ، قوله إن هذا التوسيع سيكون فرصة "ذهبية" لتطبيق السيادة في الضفة الغربية، مضيفًا أن نتنياهو لم يعرب عن نيته لإعلان الضم، مضيفًا: " لكنني سأكون سعيدًا إذا فاجأنا بذلك".
ويأتي الإعلان عن الاتفاقية بعد أن قدّم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يوم الأربعاء الماضي، خطة تدعو إلى ضم 82% من الضفة الغربية، وحظي بدعم نتنياهو.
وكان نتنياهو قد وضع إعلان السيادة على الضفة الغربية على جدول أعماله بعد تلقيه الضوء الأخضر من الولايات المتحدة، إلا أن الخطوة واجهت معارضة من دولة الإمارات، التي اعتبرت مسألة الضم "خطًا أحمر" يقوض روح اتفاقيات أبراهام، مما دفع زعيم حزب الليكود إلى تأجيل قضية تطبيق السيادة على الضفة الغربية.
بدوره وصف وزير البناء القرار بأنه "تاريخي والأول الذي يتم توقيعه في يهودا والسامرة، كجزء أساسي من سياستي للاستثمار الكبير في الاستيطان اليهودي"،
وأضاف: "سنضيف آلاف الوحدات السكنية الجديدة والمباني العامة والبنية التحتية المتقدمة، وأحياء توفر جودة حياة عالية وتستجيب للاحتياجات العامة بشكل كبير."
ما أهمية المستوطنة؟
تقع مستوطنة معاليه أدوميم على الطريق التاريخي الذي يربط القدس بمدينة أريحا، على بعد نحو 7 كيلومترات شرق القدس.
وتمتد على أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس، بما يزيد عن 48 ألف دونم، ويقطنها أكثر من 40 ألف مستوطن. تحيط بها من الغرب القدس وبلدات العيزرية وأبو ديس والعيساوية، التي صودرت منها مساحات واسعة.
مخطط "E1"
وفي أغسطس الماضي، أقر سموتريتش مشروع "E1" الاستيطاني في الضفة الغربية، والذي يقع بين مستوطنتي معاليه أدوميم وبسغات زئيف في مناطق (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ويمتد على نحو 12 كيلومترًا مربعًا بين بلدات عناتا والعيساوية والزعيم والعيزرية وأبو ديس.
وفي مؤتمر صحفي، قال وزير المالية: "لسنوات قيل لنا إنه إذا وافقنا على مستوطنات جديدة، ستشتعل المنطقة، وإذا وافقنا على البناء في E1، فإن ما يُسمى 'برميل بارود' الشرق الأوسط سينفجر. لقد فعلنا ذلك، والحمد لله لم يحدث شيء. وهذا بالضبط ما سيحدث مع السيادة."