تحوّلت مساحات واسعة من قطاع غزة إلى مناطق موبوءة، بسبب نقص المياه وغياب مقومات النظافة الأساسية، إلى جانب تهجير مئات آلاف الفلسطينيين. وقد أدى هذا الوضع إلى تحول المنازل المدمرة إلى ملاجئ للكلاب الضالة والحيوانات المفترسة، مع انتشار الحشرات والقوارض بشكل واسع.
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن انتشار إصابات وأمراض جلدية وصفها الخبراء بـ"الخطيرة" بين الجنود والحراس الإسرائيليين المتمركزين في وسط وجنوب قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن الجنود يعانون من الحكة والطفح الجلدي المستمر، نتيجة انتشار بق الفراش في المباني التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، والتي غالبًا ما تكون مبانٍ مدمرة أو ملوثة. وأفاد الجنود بأن الحالة تتفاقم خلال ساعات الليل.
وأشارت إلى أن هذه الإصابات طالت جنودًا نظاميين واحتياطًا ووحدات أخرى تدير تحصينات مؤقتة بعد استيلاء الجيش على المباني المتضررة. ورغم أن المشكلة تتركز في وسط وجنوب غزة، فقد أبلغت القوات في حي الزيتون وجباليا شمال القطاع عن حالات مماثلة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط احتياط قوله إن الجنود يعانون بصمت منذ أسابيع، مشيرًا إلى أن النوم على الأرض في أماكن موبوءة يشكل السبب الرئيسي لهذه الإصابات.. "حتى من ينام على الأسرّة لم يسلم من اللدغات، إذ ينتقل بق الفراش عبر الزي الرسمي وأكياس النوم، مع غياب الحمامات الأساسية".
كما تحدثت يديعوت أحرونوت مع والد أحد الجنود الإسرائيليين في غزة، الذي أكد أن ابنه حاول إخفاء آثار اللدغات حتى رآها بنفسه خلال فترة الاستراحة. وأشار إلى أن الجنود تم إبلاغهم في البداية بأن هذه المواقع مؤقتة لبضعة أسابيع، "لكنهم مضطرون للبقاء فيها بشكل دائم وسط القذارة والفضلات القريبة منهم، دون أي اعتبار لصحتهم العامة".
وأضافت الصحيفة أن الجنود يعيشون إلى جانب القطط والكلاب الضالة التي تنقل الأمراض، في بيئة يعمها انتشار الحشرات والقوارض نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وانعدام المياه ووسائل النظافة، وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين، ما حول بيوتهم المدمرة إلى مناطق موبوءة.
ويأتي هذا التقرير في سياق الحرب في غزة والتي خلفت أكثر من 64 ألف قتيل بالإضافة إلى مئات الآلاف من الجرحى والنازحين، ومجاعة أودت بحياة المئات من الفلسطينيين بينهم 142 طفلًا.