قال الجيش الباكستاني إن "المعلومات المتوفرة تؤكد بشكل قاطع تورط مواطنين أفغان في الهجمات"، داعيًا السلطات في كابول إلى "منع استخدام أراضيها لتنفيذ أنشطة إرهابية معادية لباكستان".
رفعت السلطات الباكستانية نبرتها تجاه أفغانستان السبت، ملوّحة بإمكانية طرد المزيد من الأفغان من أراضيها، بعد مقتل 12 جنديا باكستانيا في كمين نُسب إلى حركة طالبان باكستان شمال غرب البلاد، على مقربة من الحدود مع أفغانستان.
وقال مسؤول محلي إن الهجوم وقع قرابة الساعة الرابعة صباحا عندما استهدف مسلحون متمركزون على جانبي الطريق قافلة للجيش وحرس الحدود بالأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن مقتل 12 عسكريا. وأكد مسؤول أمني محلي الحصيلة، مشيرا إلى أن المهاجمين استولوا على أسلحة من الموكب.
وتبنّت حركة طالبان الباكستانية العملية ووصفتها بأنها "هجوم شديد التعقيد" مكّن عناصرها من الاستيلاء على أسلحة رشاشة وطائرة مسيّرة.
من جهته، أعلن الجيش الباكستاني أنه قتل 13 مسلحا خلال الهجوم، إضافة إلى 22 آخرين في عملية منفصلة الأربعاء، وهي أرقام لم يتسنّ التحقق منها بشكل مستقل. ويُعد هذا أحد أكثر الهجمات دموية منذ أشهر في إقليم خيبر بختونخوا، حيث صعّدت الحركة هجماتها ضد قوات الأمن والسكان المدنيين.
اتهامات متبادل
منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول صيف 2021، تصاعدت الهجمات المنسوبة إلى الحركة الباكستانية. وتتهم إسلام آباد أفغانستان بعدم التحرك ضد المقاتلين الذين يستخدمون أراضيها لشن هجمات عبر الحدود، وهو ما تنفيه كابول.
وقال الجيش الباكستاني السبت إن "المعلومات تؤكد بشكل قاطع تورط مواطنين أفغان في الهجمات"، داعيا السلطات الأفغانية إلى "منع استخدام أراضيها لعمليات معادية لباكستان".
إجراءات وتشديدات
زار رئيس الوزراء شهباز شريف برفقة قائد الجيش عاصم منير ولاية خيبر بختونخوا للمشاركة في جنازات الجنود. ونقلت وسائل إعلام محلية عنه قوله إن "من المهم جدا طرد الأفغان غير النظاميين في أسرع وقت ممكن". وكانت إسلام آباد قد أجبرت في وقت سابق أكثر من مليون أفغاني على مغادرة البلاد، وألغت تصاريح إقامتهم وحتى بطاقات اللاجئين الصادرة عن الأمم المتحدة.
وفي الأسابيع الأخيرة، أفاد سكان في خيبر بختونخوا بظهور شعارات لحركة طالبان على الجدران، ما أثار مخاوف من عودة موجة العنف التي شهدتها المنطقة في العقدين الماضيين، حين كانت باكستان شريكا أساسيا للولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب" بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
سياق أوسع
شهدت المنطقة الحدودية سلسلة هجمات خلال الأشهر الماضية، بينها مقتل حارسي حدود باكستانيين في اشتباك مسلح الأسبوع الماضي، إضافة إلى مقتل 16 جنديا في تفجير انتحاري في يوليو/تموز. وقال الجيش إن المهاجمين ينتمون إلى طالبان باكستان أو جماعات مرتبطة بها، متهما الهند بدعم المسلحين، في إطار تبادل مزمن للاتهامات بين إسلام آباد ونيودلهي.