أشارت صحيفة "أوكرانيسكا براودا" إلى أن مينديتش أوصى بتعيين عدد من كبار المسؤولين، بينهم نائب رئيس الوزراء أوليسيي تشيرنيشوف، ووزير العدل هيرمان غالوشينكو، ووزيرة الطاقة سفيتلانا غرينتشوك.
فرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، عقوبات على رجل الأعمال تيمور مينديتش، الذي يعتبر أحد المقربين منه، متهماً إياه بأنه العقل المدبر لشبكة فساد واسعة في قطاع الطاقة، أدت إلى اختلاس نحو 100 مليون دولار كانت مخصصة لدعم البنية التحتية الكهربائية.
ونُشر مرسوم رئاسي في اليوم نفسه يقضي بتجميد أصول مينديتش ورجل الأعمال أوليكساندر تسوكرمان، مع حظر التعامل معهما. وكشفت الرئاسة الأوكرانية أن كليهما يحمل جوازي سفر إسرائيليين.
استقالات وزارية وتحركات برلمانية
وأعلن وزيرا الطاقة سفيتلانا غرينتشوك والعدل هيرمان غالوشينكو استقالتيهما الأربعاء، بناءً على طلب مباشر من زيلينسكي، في أعقاب انكشاف تفاصيل الفضيحة.
ويشتبه في أن غالوشينكو تلقى "منافع شخصية" مقابل منح مينديتش السيطرة على التدفقات المالية في قطاع الطاقة، بينما لا تواجه غرينتشوك اتهامات مباشرة، لكنها تُعد من المقربين منه، وفق تقارير إعلامية أوكرانية.
ومن المتوقع أن يصوّت البرلمان الأوكراني الجمعة لتأكيد إقالة الوزيرين، وفق ما أفاد نواب أوكرانيون.
الشريك القديم ومركز النفوذ
ويُعد تيمور مينديتش (46 عاماً)، من مدينة دنيبرو، شريكاً في شركة "كفارتال 95" للإنتاج التلفزيوني، التي أسسها زيلينسكي قبل دخوله السياسة. وبعد انتخابه رئيساً عام 2019، نقل زيلينسكي حصته في الشركة إلى شركاء آخرين.
وبحسب مشروع "سكيمز" للتحقيقات الصحفية، احتفل زيلينسكي بعيد ميلاده في شقة مينديتش عام 2021. كما حضر الأخير حفل عيد ميلاد أندريه ييرماك، رئيس أركان الرئاسة، في مقر "سينيوجورا" الحكومي، وفق لصحيفة "أوكرانيسكا براودا".
وجرى تسجيل ثلاث زيارات على الأقل لمينديتش إلى مكتب الرئاسة عام 2020، حيث التقى ييرماك، وفق "راديو فري أوروبا".
وأشارت "أوكرانيسكا براودا" إلى أن مينديتش أوصى بتعيين عدد من كبار المسؤولين، بينهم نائب رئيس الوزراء أوليسيي تشيرنيشوف، ووزير العدل هيرمان غالوشينكو، ووزيرة الطاقة سفيتلانا غرينتشوك، ورئيس مؤقت لوزارة الزراعة، فيتالي كوفال.
تحقيقات متعددة
وأكد المكتب الوطني لمكافحة الفساد (نابو) في 10 نوفمبر أنه يحقق في مخطط فساد كبير يستهدف شركة "إينيرغواتوم" الحكومية للطاقة النووية، وهو نفس التحقيق الذي تشمله معلومات من "كييف إنديبيندنت".
وفي اليوم نفسه، أجرت السلطات عمليات تفتيش في مبانٍ مرتبطة بمينديتش وغالوشينكو في كييف، وفق مصادر أمنية. لكن مينديتش كان قد غادر أوكرانيا قبل تنفيذ التفتيشات، وفق ما أكدته "أوكرانيسكا براودا"، التي أشارت إلى أنه سافر إلى إسرائيل، حيث احتفل بعيد ميلاده في سبتمبر، وعاد في منتصف أكتوبر، ثم غادر مجدداً.
كما اعتُقل قريبه ليونيد مينديتش في يونيو عند محاولة هروبه من البلاد، ووجهت إليه تهمة اختلاس 16 مليون دولار من شركة "خاركيفوبليينيرغو"، وفق "أوكرانيسكا براودا".
اتهامات بالتعاون مع روسيا ونفوذ اقتصادي واسع
وفي 6 نوفمبر، أعلنت دائرة الأمن الأوكرانية (SBU) أنها تحقق مع مينديتش بتهمة "مساعدة الدولة المعتدية"، وذلك بعد تحقيق نشره النائب ياروسلاف زهيليزنياك (من حزب "هولوس") في أكتوبر، كشف فيه أن مينديتش كان يمتلك حصة في شركة "نيو دايموند تكنولوجي" الروسية للماس حتى عام 2024، أي خلال فترة الحرب.
كما يتهم زهيليزنياك، في تحقيق سابق من أبريل، المكتب الوطني لمكافحة الفساد بالتحقيق مع مينديتش في قضية اختلاس 2 مليار هريفنا (48 مليون دولار) عبر مصنع "أوديسا بورتسايد" لإنتاج الأسمدة. ولم يُصدر المكتب تعليقاً رسمياً على الادعاء.
ويُشتبه أيضاً في ممارسة مينديتش نفوذاً على بنك "سينس" الذي تم تأميمه، وعلى شركة "فاير بوينت" لإنتاج الطائرات المسيرة، رغم نفي الأخيرة لأي صلة به.
وفي قطاع الإعلام، أظهر مشروع "بيهوس.إنفو" أن شركة "كينوكيت"، المملوكة للمستشار القانوني السابق لمينديتش، يوليا دروزدوفا، وقّعت عقوداً بقيمة تزيد عن 350 مليون هريفنا (8.5 مليون دولار) مع الشبكة الحكومية "اليوكرانيا" بين 2022 و2024.
رد فعل ألمانيا وزيارة الجنود
وخلال محادثة هاتفية مع زيلينسكي الخميس، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الذي تُعد بلاده المانح الأوروبي الرئيسي لكييف، إلى مكافحة الفساد "بقوة".
ولم يُشر زيلينسكي إلى هذه القضية في تعليقه على المحادثة عبر منصة "إكس"، واكتفى بالقول: "أكدتُ لميرتس أن أوكرانيا ستبذل كل ما في وسعها لتعزيز ثقة شركائها".
في سياق آخر، أعلن زيلينسكي أنه زار الجنود الأوكرانيين في منطقة زابوريجيا الجنوبية، في وقت سابق من الخميس، حيث تتعرض المنطقة لهجوم روسي جديد.