في خطوة تعكس التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز الروابط الاستراتيجية مع دول آسيا الوسطى، أجرى رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، مؤخرًا محادثة هاتفية هامة مع رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف.
وجاءت هذه المكالمة في إطار استراتيجية الاتحاد الأوروبي تجاه آسيا الوسطى واتفاقية الشراكة والتعاون المعززة التي تربط الطرفين.
وأكد توكاييف خلال حديثه، أن الاتحاد الأوروبي لا يزال يُعتبر شريكًا تجاريًا وسياسيًا حيويًا بالنسبة لكازاخستان، مشيرًا إلى أهمية استمرار التعاون في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، ناقش الزعيمان القضايا الرئيسة التي تحدد سبل تطوير العلاقات الثنائية، مثل تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى دعم الحوار السياسي بين الجانبين.
إضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى مجالات التعاون المستقبلية في مجالات حيوية كالمشروعات المشتركة في الطاقة، اللوجستيات، النقل، والتنمية المستدامة. كما تم التأكيد على أهمية التحول الرقمي كأداة لتعزيز التكامل بين الاتحاد الأوروبي وكازاخستان.
وفي منشور له على منصة "إكس"، عبر كوستا عن تقديره الكبير للتعاون الاستراتيجي بين الجانبين، مؤكدًا أن "كازاخستان تُعد شريكًا مهمًا للاتحاد الأوروبي، وأننا سنواصل تعزيز الروابط التجارية وروابط التواصل بيننا".
وفي خطوة أخرى نحو تعزيز التعاون المشترك، أضاف كوستا قائلاً: "أُشيد بموقف كازاخستان الثابت في دعم النظام الدولي القائم على القواعد، كما اتفقنا على مواصلة العمل المشترك لدعم التعددية والسلامة الإقليمية، وكذلك التسوية السلمية للنزاعات".
وفيما يخص آفاق التعاون المستقبلي، أشار الزعيمان إلى القمة المرتقبة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى التي ستعقد في سمرقند في أبريل/نيسان المقبل، حيث من المتوقع أن تسهم هذه القمة في دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة.
من جهة أخرى، يُعد الاتحاد الأوروبي الآن الشريك الاستثماري الرئيسي لكازاخستان، حيث تجاوزت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي 6.4 مليار دولار (ما يعادل 6.2 مليار يورو) في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي.
كما سجل حجم التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي وكازاخستان 48.7 مليار دولار (47.3 مليار يورو) في العام الماضي، محققًا زيادة ملحوظة بنسبة 18% مقارنة بنفس الفترة من عام 2023.
ويُعزى ذلك إلى كفاءة التعاون المستمر بين الطرفين، حيث يشكل هذا التبادل 80% من إجمالي حجم التجارة في آسيا الوسطى.
في نهاية الاتصال، وجه توكاييف دعوة إلى كوستا لزيارة كازاخستان، مما يعكس رغبة البلدين في استمرار تعزيز التعاون وتطويره بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار والنمو في المنطقة.