تلقي الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقر في ليبيا منذ الثورة على نظام حكم معمر القذافي في 2011 بظلالها على جميع نواحي الحياة في البلاد وحتى يومنا هذا.
ولا تختلف صناعة الفخار التي تشتهر بها مدينة غريان الجبلية، التي تقع على بعد 80 كيلومترا جنوب العاصمة طرابلس، عن غيرها من الصناعات الليبية التي تعاني نتيجة عدم استقرار البلاد، بالإضافة إلى ما نتج عن إغراق الأسواق بالمنتجات الصينية والتركية.
وتتميز المدينة بصناعة مئات الأصناف من قطع الفخار الليبي، من الأطباق الملونة وأواني شرب المياه بزخارفها المميزة وفسيفسائها، إلى جانب قطع زينة للجدران وأوانٍ للشتول.
إلا أن الحرفيين في "عاصمة الفخار" توصلوا إلى طريقة مثلى لمواجهة ركود الأسواق وذلك عبر تسويق منتجاتهم بمواقع الإنترنت مثل فيسبوك وإنستغرام.
ويتحدث مؤيد الشبعاني، أحد صناع الفخار في المدينة، عن إطلاقه مشروع "الفخار عند باب البيت" منذ أربع سنوات لإتاحة عرض منتجاته على مواقع وتطبيقات الإنترنت ويوفر للزبائن خدمة توصيل المشتريات حتى أبواب منازلهم.
ويعمل الشبعاني بصحبة فريق مكون من عشرة أفراد يقومون بتلقي طلبات الزبائن على فيسبوك وإنستغرام وفرزها والعمل على تغليفها وترتيب عملية شحنها إلى المنازل.
ويواجه عمل الشبعاني الكثير من المعوقات مثل القيود التي تفرضها الحكومة على التحويلات البنكية عبر الإنترنت بالإضافة إلى طول المدة التي يستغرقها شحن البضائع.
ويؤكد أنه يتغلب على ذلك من خلال تلقي الأموال بمنصات في أوروبا وتسلمها عبر أشخاص لاحقاً في طرابلس.
ومكن مشروع الشبعاني من إيصال منتجات الفخار الليبية إلى دول مثل بريطانيا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة.