يقترب عيد الأضحى بسرعة، ومثل المسلمين في جميع أنحاء العالم، يقوم المغاربة تقليديا بالتضحية بخروف كجزء من الطقوس الدينية.
إلا أن هذه السنة تسبب الجفاف في انخفاض كمية العلف المتاحة للأغنام، كما هو الحال مثلاً مع المزارع وحيد رضوان.
يقول رضوان إنّ : "قلة العشب اضطرتنا إلى إعطائها العلف، لكن سعر العلف مرتفع جداً، وهذا ما يجعل بعض مربي الماشية غير قادرين على شرائه، وبالتالي ليس لدى مواشيهم ما تأكله، وبالتالي لا تتمكن من ولادة حملان وإناث جديدة، مما يؤدي إلى انخفاض عدد رؤوس الأغنام كل عام، وفي بعض الأحيان، بسبب هذه المشكلة، لا تتمكن الأغنام من إرضاع صغارها".
تمكن مربي المواشي المغربي إدارة الظروف في مزرعته، إلا أنه اضطر إلى صرف المزيد من التكاليف لتأمين العلف اللازم للأغنام.
وارتفعت أسعار الأعلاف تدريجياً من 200 (18.75 يورو) إلى 450 درهمًا (42 يورو) خلال السنوات الست الماضية.
ويتابع رضوان: "بسبب الجفاف، نضطر أحيانا إلى بيع الأغنام من أجل الحصول على المال لشراء العلف للأغنام المتبقية. وهذا ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في السوق، لأننا نبيع عددًا من الأغنام من أجل السيطرة على الوضع ومن أجل الحفاظ على رأس المال فقط".
ويتراوح سعر الأغنام المغربية بين 73 و83 درهمًا (6.83 إلى 7.76 يورو) للكيلوغرام الواحد. وهذا يعني أن متوسط تكلفة الخروف يزيد بمقدار 1000 إلى 1500 درهم عما كان عليه في العام الماضي.
لذلك يتطلع البائعون إلى إسبانيا حيث يمكنهم الحصول على الأغنام بأسعار معقولة.
ويقول حسن زيات، بائع أغنام في سوق برشيد.: "لم يتمكن المغاربة من تحمل ارتفاع أسعار الأغنام المغربية خلال جولاتهم في الأسواق، ولهذا اضطروا إلى شراء الأغنام الإسبانية لأن سعرها معقول وقد يصل إلى 67 درهمًا (6.27 يورو) للكيلوغرام الواحد".
واستورد المغرب 600 ألف خروف إسباني حتى الآن هذا العام حسب وزارة الفلاحة.
ويقول المواطن المحلي عبد الغني "الأجواء مختلفة هذه السنة. خلال جولتي في أسواق مدينة برشيد لاحظت أن الأسعار ارتفعت لكنها تختلف من سوق إلى آخر وأيضًا حسب نوعية الغنم".
ويقول مصطفى بن الرمل، خبير البيئة ورئيس جمعية الثروة الحيوانية، إن "فترات الجفاف المتتالية ستتواصل خلال السنوات المقبلة، وهو ما سيضع المغرب في أزمة على مستوى الحفاظ على مخزونه من الثروة الحيوانية، وهذا يتطلب منه اللجوء إلى تربية الماشية الحديثة".