قبل عامين، أطلقت مدينة آرهوس الدنماركية مشروعًا تجريبيًا للتشجيع على إعادة تدوير أكواب القهوة، حيث أنشأت آلات إيداع تحول مبالغ نقدية بسيطة إلى حسابات المستهلكين الذين يلقون أكواب القهوة فيها. وخلال العام الماضي، تم إرجاع أكثر من سبعمئة ألف كوب. فكيف كانت التجربة؟
يقول سيمون سميديجارد روساو، مدير مشروع التغليف الدائري في بلدية آرهوس، إنهم اكتشفوا من خلال تحليل النفايات قبل عامين أن 45% من النفايات في المدينة تأتي من عبوات الوجبات الجاهزة، وهي ما وصفها بنقطة التحول التي دفعتهم للتفكير في حل لهذه المشكلة، فكانت فكرة آلات إيداع أكواب القهوة التي صممتها شركة "تومرا".
ما الذي يميز تجربة آرهوس؟
استحدثت العديد من البلدان الأوروبية مثل رومانيا والدنمارك وبلجيكا أنظمة إيداع تمكن الناس من إعادة الزجاجات والعلب البلاستيكية أو الزجاجية إلى آلات مخصصة في سلاسل المتاجر الكبرى، حيث يتم مكافأتهم باسترداد مبلغ صغير في المقابل.
ومع ذلك، ما يميز نظام آرهوس هو أن الآلات موجودة في الهواء الطلق وفي شوارع التسوق الرئيسية، والهدف من ذلك هو التشجيع على إعادة تدوير أكواب المشروبات التي تحظى بشعبية مثل المشروبات الباردة والساخنة في الأماكن المكتظة.
في هذا السياق، يقول روساو إن نسبة تدوير أكواب القهوة البلاستيكية في العالم لا تتجاوز 2%، لذلك كان على المسؤولين في آرهوس أن يفكروا، ليس فقط في بناء الآلات وأماكن وضعها، بل في كيفية تغيير سلوك المستهلكين.
كيف أقنعت آرهوس الناس؟
في البداية، حصلت السلطات على دعم 45 مقهى وافقوا على بيع المشروبات في الأكواب القابلة لإعادة التدوير. وخلال الأسابيع الأولى، بلغ معدل الاستفادة 25% فقط، مما أثار القلق بشأن استمرارية النظام.
استغلت السلطات مهرجان آرهوس للتعريف بالأكواب والترويج لها، ونجحت التجربة حيث تعرف عليها عدد كبير من المواطنين، وتم إرجاع مئة ألف كوب بعدها.
كم عدد الأكواب البلاستيكية التي تم إرجاعها في آرهوس؟
يهدف البرنامج التجريبي في آرهوس إلى جمع 500,000 كوب في عامه الأول، وقد تم تجاوز هذا الهدف بشكل كبير، حيث تم إرجاع 735,000 كوب، مما وفر 14 طناً من البلاستيك من الحرق وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
أما بالنسبة لعام 2025، فإن الهدف هو جمع 1.5 مليون كوب، مع التخطيط لجمع 1.5 مليون كوب إضافي في السنة الثالثة. وتتطلع بلدية آرهوس إلى التوسع في بعض المدن الصغيرة المجاورة، بالإضافة إلى تغليف مواد غذائية أخرى، وهي تجربة تأمل أن تنتشر في جميع أنحاء أوروبا.