قرر الكاهن يورغ ألت قضاء عقوبة السجن لمدة 25 يومًا بدلًا من دفع غرامة مالية قدرها 500 يورو، بسبب مشاركته في إغلاق أحد الشوارع بمدينة نورنبيرغ الألمانية خلال احتجاج مناخي.
وأكد ألت أن هذا الخيار هو آخر وسيلة متاحة لديه للاحتجاج، مشددًا على أن الهدف من تصرفه هو تسليط الضوء على قضايا بيئية مهمة، مثل التغير المناخي.
وفي تصريحات سابقة، أوضح ألت أنه ليس لديه دخل شخصي أو حساب مصرفي بسبب نذره للفقر ككاهن يسوعي، مضيفًا أنه لا يريد أن يُحمّل الرهبنة اليسوعية أو زملاءه عبء دفع الغرامة. جاء ذلك بعد أن رفضت محكمة بافاريا العليا استئنافه وأيدت إدانته بتهمة الإكراه بسبب مشاركته في الاحتجاج.
وكان الكاهن في أغسطس/ آب 2022، قد شارك برفقة نحو 40 ناشطًا في إغلاق شارع رئيسي في نورنبيرغ، حيث قاموا بلصق أيديهم على الأرض أمام محطة القطار الرئيسية، في خطوة تهدف إلى جذب الانتباه إلى الآثار الخطيرة للتغير المناخي. بعد صدور الحكم، طالبت السلطات ألت مرارًا بدفع الغرامة، لكنه رفض، مما أدى في النهاية إلى تحويل الغرامة إلى عقوبة بالسجن لمدة 25 يومًا، والتي بدأ تنفيذها الثلاثاء.
كما شهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة العديد من الاحتجاجات المماثلة التي تهدف إلى تسليط الضوء على أزمة المناخ، لكن ردود الفعل العامة والسياسية تجاهها كانت متباينة. ففي حين أبدى بعض الألمان تعاطفًا مع قضية المناخ، انتقد آخرون الأساليب المتبعة في الاحتجاجات، حيث واجه النشطاء اعتداءات من سائقين غاضبين، إلى جانب دعوات من ساسة محافظين لفرض عقوبات أشد عليهم.
وفي سياق متصل، انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس بشدة أساليب الناشطين ووصفهم بـ"المجانين"، بسبب احتجاجاتهم التي تضمنت خصوصا تعطيل الطرق أو إلصاق أنفسهم بلوحات فنية في المتاحف.
وفي ظل تشديد العقوبات ضد الاحتجاجات المناخية، أعلنت العام الماضي حركةُ "الجيل الأخير"، إحدى أبرز مجموعات الناشطين المناخيين، التخلي عن تكتيك إغلاق الطرق، والانتقال إلى تنظيم ما يسمونه "تجمعات العصاة".
أما ألت، فقد أكد أن قراره قضاء عقوبة السجن هو تعبير عن التضامن مع النشطاء المدافعين عن المناخ الذين يلقوْن معاملة مشابهة من قبل السلطات والقضاء، مشددًا على أن "الأمر قد يكون قانونيًا، لكنه ليس عادلًا".
كما أن هذه هي ليست المرة الأولى التي يُدان فيها ألت بسبب نشاطه المناخي، إذ سبق أن أدانته محكمة في مايو/ أيار 2023 بتهمة الإكراه لمشاركته في إغلاق أحد الطرقات في ميونيخ، وحكمت عليه بدفع غرامة مالية بسيطة.