Newsletter الرسالة الإخبارية Events الأحداث البودكاست فيديو Africanews
Loader
ابحثوا عنا
اعلان

هل يجعلك الطقس الحار في مزاج سيئ؟ الدراسات العلمية تكشف أن الأثر يتجاوز ما نتخيّله

تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يترك أثرًا مباشرًا على حالتك المزاجية.
تشير الدراسات إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يترك أثرًا مباشرًا على حالتك المزاجية. حقوق النشر  Pexels
حقوق النشر Pexels
بقلم: Rosie Frost & يورونيوز
نشرت في
شارك هذا المقال محادثة
شارك هذا المقال Close Button

أجرى العلماء تحليلًا لأكثر من مليار منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف قياس تأثير ارتفاع درجات الحرارة على المزاج.

اعلان

إذا كانت الحرارة الحارقة تُفقدك أعصابك، فاعلم أنك لست وحدك، إذ كشف بحث جديد أن ارتفاع درجة حرارة الأرض قد ينعكس مباشرة على المزاج.

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، راقب علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلى جانب مؤسسات دولية أخرى، مشاعر الناس خلال الأيام الحارّة جدًا وعمدوا إلى توثيقها.

حلّل الباحثون أكثر من مليار منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في أكثر من 150 دولة، وخلص العلماء إلى أن الحر لا يجعلنا نتصبب عرقًا فقط، بل يؤثر أيضًا في انفعالاتنا.

وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة One Earth أن تجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية ينعكس بانخفاض واضح في المزاج الجماعي، خصوصًا في الدول ذات الدخل المنخفض.

"نافذة غير مسبوقة" على المشاعر الإنسانية

فحص الباحثون 1.2 مليار منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عبر منصتي X (المعروف سابقًا باسم تويتر) وويبو، شملت 157 دولة على مدار عام كامل. وقد جرى تصنيف كل منشور وفق مؤشر للمشاعر يتدرج من 0.0 للمنشورات شديدة السلبية إلى 1.0 للمنشورات شديدة الإيجابية.

ولتحديد العلاقة مع الطقس جرى ربط كل منشور بـ2,988 موقعًا جغرافيًا حول العالم، وهو ما أتاح تحديد درجة الحرارة المصاحبة للحظة النشر.

وأظهرت النتائج أنه عند تخطي درجات الحرارة 35 مئوية، تتزايد حدة المشاعر السلبية في المنشورات بنسبة 25% في الدول منخفضة الدخل، مقارنة بـ8% فقط في الدول مرتفعة الدخل.

وفي هذا السياق، يقول جيانغاو وانغ، المؤلف المشارك في الدراسة: "توفر لنا وسائل التواصل الاجتماعي نافذة غير مسبوقة على المشاعر الإنسانية عبر الثقافات والقارات".

وأضاف: "يسمح لنا هذا النهج بقياس التأثيرات العاطفية لتغير المناخ على نطاق لا يمكن أن تحققه الدراسات الاستقصائية التقليدية، مانحًا إيانا رؤى مباشرة حول كيفية تأثير درجات الحرارة على المشاعر الإنسانية في مختلف أنحاء العالم".

وبيّنت الدراسة أن تأثير الحرارة على الحالة المزاجية في الدول منخفضة الدخل يبلغ ثلاثة أضعاف تأثيرها على البيئات ذات القوة الاقتصادية الأكبر، وهو ما يؤكد، بحسب الباحثين، أهمية إدماج خطط التكيف في التوقعات المستقبلية لآثار تغيّر المناخ.

كيف يتسبب الحر في تعكير المزاج؟

ليست هذه الدراسة الأولى التي تربط بين ارتفاع درجات الحرارة وتدهور الحالة المزاجية. ففي ثمانينيات القرن الماضي، أظهر بحث أن ارتفاع الحرارة يزيد من احتمالية لجوء السائقين إلى استخدام أبواق سياراتهم. كما تبيّن أن السائقين الذين تركوا نوافذ سياراتهم مفتوحة، ويُفترض أنهم لا يملكون أجهزة تكييف، كانوا أكثر ميلًا للتعبير عن غضبهم أثناء القيادة.

أظهرت دراسة أُجريت على التغطية الإعلامية لأولمبياد بكين 2008 أن الصحفيين أنفسهم يصبحون أكثر ميلًا لاستخدام لغة سلبية عندما ترتفع درجات الحرارة.

مع ذلك، قد يتجاوز تأثير الحرارة مجرد إثارة الغضب، إذ أظهرت أبحاث واسعة النطاق خلال الخمسين عامًا الماضية وجود ارتباط بين ارتفاع درجات الحرارة وتزايد معدلات الجرائم العنيفة.

وأظهرت دراسة أُجريت عام 2019 أن أكثر من 30% من جرائم القتل البالغ عددها 137، والمسجّلة في وسط وشمال اليونان بين عامي 1995 و2004، وقعت في أيام تجاوز فيها متوسط درجات الحرارة 25 درجة مئوية.

وفي ورقة بحثية تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، تتبّع العلماء موجات الانتفاضات حول العالم بين عامي 1791 و1880، فوجدوا أن الغالبية العظمى منها وقعت في الصيف، بغض النظر عن موقعها في نصف الكرة الشمالي أو الجنوبي. ففي أوروبا، تزايدت احتمالية اندلاع الانتفاضات في يوليو، بينما في أمريكا الجنوبية برز شهر يناير كأكثر الأشهر ارتباطًا بها.

أشخاص يتجولون في ساحة تروكاديرو قرب برج إيفل خلال موجة حر في باريس، 2 يوليو 2025.
أشخاص يتجولون في ساحة تروكاديرو قرب برج إيفل خلال موجة حر في باريس، 2 يوليو 2025. Christophe Ena/ AP

كما أظهرت دراسة أُجريت عام 2018 أن الناس أكثر عرضة لتوجيه غضبهم ومزاجهم السلبي نحو أنفسهم، مع ارتفاع خطر الانتحار في الأيام الأشد حرارة.

وتتعدد التفسيرات وراء هذه الظاهرة، إذ يرى بعض الباحثين أن الطقس يؤثر في بيولوجيا الدماغ، مشيرين إلى أن درجات الحرارة المرتفعة ترتبط بمستويات السيروتونين، وهي مادة كيميائية أساسية تنظم السعادة والقلق والمزاج العام. فيما يذهب آخرون إلى أن الحر الشديد قد يرفع مستويات هرمون التستوستيرون، بما يجعل السلوك أكثر عدوانية.

ومع ذلك، يبقى من الضروري التذكير بأن معظم الدراسات تكتفي بإظهار علاقة بين الطقس الحار وتدهور المزاج أو السلوك، من دون أن تثبت بالضرورة وجود تأثير مباشر، إذ يمكن لعوامل أخرى كثيرة أن تلعب دورًا في هذه المعادلة.

هل ستكون حالتنا المزاجية أكثر سوءًا في المستقبل؟

استنادًا إلى نماذج مناخية عالمية طويلة الأمد، قدّر الباحثون كيف يمكن لارتفاع درجات الحرارة أن ينعكس على رفاهيتنا العاطفية بحلول نهاية القرن. وتشير توقعاتهم إلى تراجع المزاج العالمي بنسبة 2.3% بحلول عام 2100، حتى في حال افترضنا أن المجتمعات ستتكيف تدريجيًا مع الحرارة المرتفعة.

وقال نيك أوبرادوفيتش، المؤلف المشارك في الدراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومعهد لوريت لأبحاث الدماغ في تولسا: "من الواضح الآن، مع نتائج دراستنا التي تضاف إلى ما سبقها، أن الطقس يغيّر المشاعر على نطاق عالمي".

وأضاف: "ومع تغير الطقس والمناخ، فإن تمكين الأفراد من تعزيز قدرتهم على مواجهة الصدمات العاطفية سيشكّل عنصرًا أساسيًا في عملية التكيف المجتمعي".

غير أن الباحثين يؤكدون أن هناك الكثير مما ينبغي التعمق فيه، فمستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي لا يمثلون جميع الفئات السكانية، إذ يغيب عن هذه المنصات كل من الأطفال الصغار وكبار السن، وهما من الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الحرارة الشديدة. ما يعني أن الأثر العاطفي الحقيقي قد يكون أكبر مما أظهرته النتائج.

ويشير الباحثون إلى أن البنى التحتية قد تساعد المجتمعات على التكيف مع الأثر الجسدي للحرارة، لكن فهم تبعاتها العاطفية والاستعداد لها لا يقل أهمية عن ذلك.

انتقل إلى اختصارات الوصول
شارك هذا المقال محادثة

مواضيع إضافية

بينهم نساء وأطفال.. مقتل 25 فلسطينياً في غزة بهجمات إسرائيلية اليوم

دراسة: عمالقة النفط والفحم مسؤولون عن موجات حر قاتلة أودت بحياة الآلاف

أمطار قوية ورياح عاتية في هونغ كونغ مع وصول إعصار "تاباه"