اختبار دم حديث يساعد على تقييم فاعلية العلاج الكيميائي لمرضى سرطان الدماغ

تمكن فريق بحثي مشترك من نورث وسترن ميديسن وجامعة ميشيغان من تطوير اختبار دم يمكنه تحديد مدى نجاح العلاج الكيميائي لمرضى سرطان الدماغ، وخاصة المصابين بـ"الورم الأرومي الدبقي" (Glioblastoma).

ويعتمد الاختبار على شريحة تشخيصية تُسمى GlioExoChip، التي تلتقط الجزيئات الصغيرة جدًا التي تطلقها الخلايا السرطانية في الدم، والمعروفة باسم الحويصلات والجزيئات خارج الخلوية (EVPs).

وقد أظهرت التجارب أن عدد هذه الجزيئات يرتفع عندما يموت عدد أكبر من خلايا الورم استجابة للعلاج الكيميائي، مما يعطي الأطباء مؤشرًا مباشرًا على فاعلية الدواء.

وقال آدم سوناباند، جرّاح أعصاب في نورث وسترن ومؤلف مشارك بالدراسة المنشورة في Nature Communications: "بدل الانتظار لشهور لمعرفة ما إذا كان العلاج ناجحًا، يمكننا بعد جرعة واحدة فقط أن نعرف النتيجة.. هذا إنجاز كبير لمرضى الورم الأرومي الدبقي، وقد يمنعهم من التعرض لعلاجات طويلة وغير ناجعة، مع آثار جانبية محتملة."

ويُعرف الورم الأرومي الدبقي بأنه سرطان دماغي قاتل عادةً، إذ يتوفى معظم المرضى خلال عامين، ولا تتجاوز نسبة البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات 10%.

وتُعد الجراحة غير قادرة على إزالة الورم بالكامل، بينما تعيق الحاجز الدموي الدماغي معظم أدوية العلاج الكيميائي من الوصول إلى الدماغ.

وقد استخدم الباحثون سابقًا جهاز SonoCloud-9 في فرنسا، وهو جهاز موجات فوق صوتية يفتح الحاجز الدموي الدماغي مؤقتًا، ما سمح بدخول دواء باكليتاكسيل.

وأظهر التحليل الجديد أن فتح الحاجز يتيح أيضًا تسرب محتوى الورم إلى الدم، ما يجعل من الممكن تقييم استجابة العلاج عبر عينات دم بسيطة قبل وبعد كل جلسة علاجية.

وأضافت سونيثا ناغراث، أستاذة الهندسة الكيميائية بجامعة ميشيغان والمؤلفة المشاركة: "توجد جزيئات دقيقة تطلقها الخلايا السرطانية في الدم، تحمل معلومات وراثية وبروتينات مميزة.".

وأكدت طالبة دكتوراه : "الحويصلات خارج الخلوية تُستخدم للتواصل بين الخلايا، ويمكن استغلالها في تتبع تطور المرض.. من المثير أن هذه التقنية توفر طريقة مباشرة وسريعة لمراقبة الاستجابة للعلاج."

ويخطط الفريق البحثي لتوسيع التجارب لتشمل علاجات أخرى للورم الأرومي الدبقي، واستكشاف إمكانية استخدام هذه التقنية لمراقبة علاجات أنواع أخرى من السرطان.