ألقت السلطات الإيطالية القبض على راهبة كانت قد فازت بجائزة مرموقة تكريمًا لعملها التطوعي في السجون، وذلك بتهمة التورط كوسيط لصالح إحدى أخطر عصابات المافيا.
واشتهرت آنا دونيلي، البالغة من العمر 57 عامًا، بعملها الروحي داخل السجون. ومع ذلك، تواجه الآن اتهامات خطيرة تتعلق بنقل رسائل وأوامر بين أفراد عصابة تريبودي التابعة لمنظمة ندرانجيتا الإجرامية، التي تتخذ من منطقة كالابريا الجنوبية مقرًا لها.
وجاء اعتقال دونيلي كجزء من عملية أمنية موسعة شملت القبض على 24 شخصًا آخرين، بينهم مستشار سياسي سابق في حزب "إخوان إيطاليا".
وقد واجه جميع المعتقلين اتهامات بغسيل الأموال، والاتجار بالمخدرات، والابتزاز. ووفقًا للمدعي العام فرانشيسكو بريتي، استغلت دونيلي نفوذها الروحي ومهامها كمستشارة داخل السجون لتسهيل النشاط الإجرامي، حيث نقلت تعليمات ومعلومات أساسية لدعم الخطط الاستراتيجية للعصابة.
وأضاف بريتي أن دونيلي كانت تتمتع بإمكانية وصول واسعة النطاق إلى السجناء، مما سمح لها بلعب دور محوري في التواصل بين السجناء وشركائهم في الخارج.
وبالإضافة إلى الاعتقالات، صادرت الشرطة أصولًا تُقدّر قيمتها بحوالي مليوني يورو. اللافت أن دونيلي، التي اعتادت تنظيم أنشطة رياضية وروحية داخل السجون، كانت قد حصلت على جائزة "البانيتون الذهبي" في فبراير الماضي تكريمًا لخدماتها الاجتماعية. وبينما استمر المحققون في تتبع الأدلة، كشفت تسجيلات صوتية عن وصف رئيس العصابة، ستيفانو تريبودي، لدونيلي بأنها "واحدة منا"، مما أضاف مصداقية للاتهامات الموجهة ضدها.