تعديلات "تكتيكية" في خطاب ماكرون ولوبن لاستقطاب الأصوات الانتخابية

Access to the comments محادثة
بقلم:  Euronews
تعديلات "تكتيكية" في خطاب ماكرون ولوبن لاستقطاب الأصوات الانتخابية

المرشحان الفائزان في الدور الأول للانتخابات الرئاسية في فرنسا المستقل الوسطي إيمانويل ماكرون واليمينية المتطرفة مارين لوبن يخففان، كلٌّ من جهته، من حزم موقفيْهما من الاتحاد الأوربي طمعًا في استقطاب الأصوات الموالية مبدئيا للآخر.

هذه التعديلات في المواقف فُسِّرتْ بـ: “التكْتيكية” لكسب أصوات إضافية قبل موعد الدور الثاني والحاسِم من الانتخابات الذي سيُنظَّم الأحد المقبل.

مارين لوبن: ضد الاتحاد الأوروبي…لكن…

مارين لوبن، التي لَوَّحتْ بصرامة قبل وخلال حملتها الانتخابية بإخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي عبْر تنظيم استفتاء بمجرد وصولها إلى قصر الإليزيه، قالت الأحد إن هذه العملية ليست أولوية، رغم مواصلة انتقادها الشديد للتكتل الأوروبي وعملته النقدية “اليورو” التي اعتبرتْها عملةً مُنتهية و“مَيِّتة“، ومع ذلك دافعت عن إمكانية الإبقاء الجزئي لها في مستويات محدَّدة على غرار المؤسسات الكبرى.

إمانويل ماكرون: مع الاتحاد الأوروبي…لكن…

في المقابل، إمانويل ماكرون المُدافِع دفاعًا مطلقًا عن الاتحاد الأوروبي أجرى تعديلا نسبيا على رؤيته لهذا الملف بالقول إنه سيسلك سياسةً تدفع إلى إصلاح “الاتحاد“، وفي حال فشل هذا التوجه فإن الانسحاب من التكتل الأوروبي، والذي أسماه بالـ: “فْريكْسيتْ” استلهامًا من مصطلح الـ: “بريكسيت“، سيُصبح واردا على أجندته. ماكرون قال إن سماحَه للاتحاد الأوروبي بالاستمرار على النهج والنسق الحالييْن دون إصلاح، في حال وصوله إلى الإليزيه، سيكون، لو حدث، “خيانةَ” منه لشعبه وإن “الاختلال الوظيفي في الاتحاد الأوروبي لم يعد قابلا للاستمرار بعد الآن”.

لكن هذا التطوُّر الهام في موقفه لم يمنعه من الإلحاح على نيته تعميق الانخراط في الاتحاد الأوروبي وتعزيز هذا الأخير باستحداث منصب وزير مالية لدول الاتحاد المنتمية إلى منطقة اليورو، بالإضافة إلى ميزانية وبرلمان خاصيْن بها.

الاستطلاعات

استطلاعات الرأي الأخيرة تُعطي إمانويل ماكرون فائزا على منافِسته مارين لوبن في الدور الثاني من هذا الاستحقاق الانتخابي الرئاسي بنسبة تسعة وخمسين إلى ستين بالمائة من الأصوات مع الإشارة إلى كوْن خُطط اليمينية المتطرفة الخاصة بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي والتخلي عن عملته النقدية تُعدُّ الأقل شعبيةً، مما قد يكون السبب، حسب خبراء، في إعادة ترتيب حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف قائمة أولوياته ووضع مشروعه المناهض للاتحاد الأوروبي في مرتبة أدنى. وقالت وثيقة سياسية للحزب إن هذا التعديل بشأن الطلاق مع بروكسيل يأتي استجابةً لتطلعات شرائح من الفرنسيين الذين يخشون أن تتأثر مداخيلهم وقدرتهم الشرائية بعملية الخروج من الاتحاد الأوروبي.