أمير سعودي مقرب من بن سلمان يشتري أغلى لوحة في العالم

أمير سعودي مقرب من بن سلمان يشتري أغلى لوحة في العالم
Copyright 
بقلم:  Brahim Rezzoug
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، هوية "المشتري الغامض" الذي اشترى أغلى لوحة في التاريخ، بثمن حطم السجلات في مزاد للوحات الفنية في نيويورك والعالم، مؤكدة أنه أمير سعودي وصديق مقرب لولي العهد محمد بن سلمان.

وأضافت نفس الصحيفة انها تمتلك وثائق تؤكد أن مشتري لوحة ليوناردو ديفنشي "سالفاتور موندي" (مخلِّص العالم أو المسيح)، هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود.

وقالت الصحيفة أن الأمير البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاما، لا يعرف عنه الكثير، وينحدر من فرع بعيد من العائلة السعودية الحاكمة، وليس له تاريخ في جمع اللوحات الفنية، ولا حتى مصدر ثراء عظيم معروف.

وكشفت الوثائق الواردة من داخل المملكة العربية السعودية، والتي اطلعت عليها الصحيفة، عن أن ممثلين عن الأمير بدر، لم يسجلوا اسمه كمزايد على اللوحة حتى آخر لحظة، أي في اليوم الذي سبق البيع. وبما انه شخصية غير معروفة في عالم جمع اللوحات الفنية، ولم يسمع به أحد من قبل، قام المسؤولون عن مؤسسة كريستيز بإجراء العديد من التحريات للتأكد من هويته ومن قدراته المالية، رغم دفعه عربونا قدره مئة مليون دولار لكي يتأهل للمزاد.

من هو الأمير بدر بن عبد الله؟

وينحدر الأمير بدر، من فرع " الفرحان" من العائلة الملكية، الذي كان شقيقاً لأحد الحكام السعوديين في القرن الثامن عشر الميلادي، فهم ليسوا من سلالة مؤسس المملكة الحديثة الملك عبد العزيز آل سعود، إلا أن الأمير بدر من أقران ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى أنهما تزاملا في مقاعد الدراسة في جامعة الملك سعود في الرياض. وبعد أن آل العرش إلى الملك سلمان، الذي يبلغ الآن من العمر 81 عاماً، عين ابنه الأمير محمد ليدير معظم شؤون الدولة، والذي عين بدوره الأمير بدر في عدد من المناصب العليا، بما في ذلك منصب على صلة وثيقة بالعائلة، آخرها رئاسة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، التي تصدر صحيفة الشرق الأوسط وغيرها من المطبوعات.

وفي شهر يوليو/تموز، عيّن الملك سلمان الأمير بدر في منصب حاكم هيئة تشكلت حديثا برئاسة الأمير محمد بن سلمان، لتطوير منطقة العلا، التي تحتوي على مواقع أثرية يأمل ولي العهد في أن يحولها إلى مركز لجذب السياح.

إضافة إلى ذلك، يشارك الأمير بدر في مجلس إدارة عدة شركات منها شركة للطاقة تمارس بعض المهام داخل المملكة العربية السعودية، اسمها "إنرجي هولدنغز إنترناشيونال"، وهو أيضا رئيس اللجنة المؤسسة لمجموعة شركات محلية، حصلت على رخصة من المملكة لإنشاء شبكة فايبر أوبتيك، وذلك بالشراكة مع "فيريزون"، كما أنه يوصف بأنه واحد من مؤسسي أكبر شركات إعادة التدوير وإدارة الفضلات في المملكة العربية السعودية.

أما فيما يتعلق بقطاع العقارات، التي صرح الأمير بدر لمؤسسة كريستيز، بأنه مصدر أمواله، فمعروف عنه انه ينشط منذ ما يزيد على خمسة أعوام في المشاريع العقارية داخل المملكة العربية السعودية، وفي دبي، وفي سائر بلدان الشرق الأوسط.

وجاء في تغريدة على حساب اللوفر أبو ظبي على تويتر أن فرعه الجديد في أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، سيعرض لوحة الفنان ليوناردو دا فينشي (سالفاتور موندي) التي تصور السيد المسيح وهو رافع يده اليمنى وفي يده اليسرى كرة زجاجية، ومعروف أن ولي العهد السعودي حليف مقرب من نظيره في أبو ظبي، بحسب الصحيفة الأميركية.

تفاصيل عن المزاد

عندما افتتح المزاد في مؤسسة كريستيز في مدينة نيويورك، يوم الخامس عشر من نوفمبر-تشرين الثاني، شارك الأمير بدر عبر الهاتف، وكان يمثله داخل القاعة أليكس روتر، نائب الرئيس لشؤون فن ما بعد الحرب والفن المعاصر في مؤسسة المزاد.

افتتح المزاد بعرض مبلغ 100 مليون دولار كبداية للمزايدة، وبدأت العروض تتوالى بزيادة قدرها عشرة ملايين دولار في كل مرة، وسرعان ما وصل المبلغ إلى 225 مليون دولار، متجاوزا بقدر كبير الرقم القياسي الذي حققته المبيعات في المزادات السابقة، وكان ذلك في مزاد لمؤسسة كريستيز عام 2015، الذي دُفع فيه مبلغ قدره 179.4 مليون دولار ثمنا للوحة من رسم الفنان بيكاسو تعرف باسم "نساء الجزائر".

ثم صعد السعر إلى أعلى، في كل مرة، إلى أن وصل إلى 260 مليون دولار خلال أقل من دقيقتين، ثم ارتفع السعر ببطء إلى أن وصل إلى 330 مليون دولار، حيث بدأ الأمير بدر يرفع السعر بكميات ضخمة، وبشكل متزايد، واستمرت المزايدات لما يقرب من 19 دقيقة منذ بدء المزاد، الذي ما لبث أن ختمه الأمير بدر بإضافة ثلاثين مليون دولار دفعة واحدة، ليصل المبلغ إلى 400 مليون دولار. ويشتمل المبلغ النهائي البالغ 450 مليون دولار على رسوم إضافية يدفعها المشتري.

قيام الأمير بدر بدفع هذا المبلغ غير المسبوق ثمنا للوحة تصور وجه المسيح يعد مجازفة لما يمكن أن يشكله ذلك من تحد لمشاعر المسلمين في بلاده، وخاصة رجال الدين في المملكة العربية السعودية، الذين يعتبرون تصوير الأنبياء عملا غير جائز، لأنه ينال من قدسيتهم.

تفاصيل قد تهمكم

سعر اللوحة هو 450.3 مليون دولار، بما في ذلك الرسوم الإضافية التي يجب على المشتري دفعها. ويعتبر أعلى وأغلى ثمن دفع في حق لوحة فنية الى يومنا هذا.

مالك اللوحة السابق هو الملياردير الروسي ديمتري رابولوفليف، الذي اشترى منزلا في فلوريدا من دونالد ترامب بمبلغ 95 مليون دولار، قبل ما يقرب من عقد من الزمن. وكان السيد رابولوفليف قد دفع في العام 2013 مبلغاً قدره 127.5 مليون دولار ثمناً للوحة، أي أقل من ثلث القيمة التي دفعت فيها خلال عملية البيع في المزاد، ولا يزال حتى الآن يخوض معركة قانونية مع تاجر اللوحات الفنية الذي باعه اللوحة بذلك السعر المرتفع جدا حسبه، ضمن مجموعة أخرى من المشتريات.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

صورة لترامب طُرحت في مزاد ولم تجد مشترياً، فاضطرت مؤسسته أن تشتريها

العثور على نص الهرطقة في تعاليم المسيح السرية

لوحة "امرأة الساعة" لبيكاسو تُعرض في دبي قبل بيعها بمزاد في نيويورك