صرخة أمهات لبنانيات بوجه التوتر الطائفي: "ما أغلى من الولد إلا توحيد البلد"

صرخة أمهات لبنانيات بوجه التوتر الطائفي: "ما أغلى من الولد إلا توحيد البلد"
Copyright REUTERS/Andres Martinez Casares
Copyright REUTERS/Andres Martinez Casares
بقلم:  Mariam Chehab
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

صرخة أمهات لبنانيات بوجه التوتر الطائفي: "ما أغلى من الولد إلا توحيد البلد"

اعلان

عقب انتشار فيديو، تبين لاحقاً أنه قديم، يظهر أنصاراً تابعين لحزب القوات اللبناني (حزب سياسي مسيحي) وهم يهتفون شعارات تهين أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وتداوله بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة، كادت الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) أن تتجدد ليل الثلاثاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني.

لا يخفى على أحد أن ثمة في لبنان بعض التوتر الطائفي، خصوصاً بين مناصري الأحزاب في السلطة، واللبنانيون بشكل عام متخوفون من خروج الأمور عن السيطرة. انطلاقاً من هذه النقطة بالذات، خرجت الأمهات في منطقة عين الرمانة (المسيحية) والشياح (المسلمة) في مسيرة عابرة لما كان يعرف في الحرب الأهلية بـ"خط التماس".

بالعودة إلى الفيديو المذكور أعلاه، تسبب بإشكالات بين أنصار الحزبين (القوات وحزب الله) عند خط التماس الذي يفصل بين منطقتي عين الرمانة والشياح، في منطقة كانت شرارة اندلاع الحرب الطاحنة بين أبناء الشعب الواحد في العام 1975.

وعلى الرغم من إصدار حزب الله الفريق اللبناني المدعوم من إيران، بيان يؤكد من خلاله أن الفيديو قديم، ودعواته لمناصريه بضرورة توخي الحيطة والحذر وعدم الانجرار إلى الفتنة، لم تهدأ حدة المواجهات بين الطرفين إلا بتدخل الجيش الذي نجح في فض الإشكال، وأقدم على توقيف العشرات من مثيري الشغب.

مواجهات أعادت إلى أذهان اللبنانيين، ذكرى تاريخ مأساوي ويوم اندلاع حرب (13 أبريل/نيسان) يدأب اللبنانيون حتى يومنا هذا للتخلص من تداعياته ومسحه من الأذهان.

وفي خطوة تؤكد رفض الأهالي تجدد الاشتباكات، وتنديداً بما شهدته المنطقة ليل الثلاثاء (26 نوفمبر/تشرين الثاني) نظمت عشرات الأمهات والرجال يوم أمس مسيرة انطلقت من عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية إلى الشياح ذات الغالبية المسلمة، تحت عنوان "كي نحمي أولادنا وأولاد الوطن من أجواء الفتنة".

ورفعت الشعارات التي تؤكد أن شبح الحرب الأهلية لن يعود، ومنها "ما بدنا طائفية بدنا وحدة وطنية"، "كلنا وطن واحد، كلنا وجع واحد"، "مش محاور مش متراس، الشارع لكل الناس"، "ربيتن بعيوني، مش لحياتهم تسلبوني"، "ما أغلى من الولد، إلا توحيد البلد". هذا وعلت الزغاريد، وتم توزيع الورود البيضاء التي تدل على السلام.

وأشاد اللبنانيون بمختلف أطيافهم بهذه الخطوة، التي وصفها البعض بالضرورية في ظل توتر حاد يعاني منه أبناء الوطن الواحد والسياسيين على وقع احتجاجات شعبية مستمرة منذ أكثر من شهر تصر على رحيل الطبقة السياسية مجتمعة.

وتعليقا على هذه المبادرة، قال الفنان اللبناني زين العمر عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر " ألف تحية حب إلى أمهات #الشياح_عين_الرمانة، هذا #لبنان الحلو لبنان المحبة، لبنان أرض الله ولن تقوى عليه أبواب الجحيم، كل إم فيكن هي إمي".

هذا وكتبت ميشيلين عبود "الحلو بمشهد اليوم كيف تضامنت الأمهات ضد الفتنة، ضد الحرب الطائفية التي مللنا من الخوف منها. المتاريس هي أفكارنا الخاطئة عن بعض! تقبل الآخر ضروري! ولكن الغريب كيف يكون قلب الأم، الجامع دوما".

ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، في حراك بدا عابراً للطوائف والمناطق، ومتمسكاً بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء.

وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الذي يرأس تيار المستقبل ويعد أبرز الزعامات السنية في البلاد، استقالته بتاريخ 29 تشرين الأول/أكتوبر، من دون أن يحدد رئيس الجمهورية ميشال عون حتى الآن موعداً للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة جديد. ويثير ذلك غضب المتظاهرين الذين يطالبون بحكومة مؤلفة من اختصاصيين.

للمزيد على يورونيوز:

شاهد: لبناني يغيّر وجه طرابلس برسومات غرافيتي

اللبنانيون يواصلون التظاهر والحريري يبدي عزوفا بشأن تولي رئاسة الحكومة مجددا

توقيف قاصرين يثير غضبا في لبنان ودعوات للمشاركة في "أحد التمزيق"

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: مواجهات ليلية بين قوى الأمن ومتظاهرين عند جسر الرينغ بوسط العاصمة بيروت

شاهد: مطالبين بزيادة رواتبهم .. عسكريون متقاعدون يتظاهرون أمام السراي الحكومي في بيروت

شاهد: بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.. قوى الأمن تفرق المتظاهرين أمام سفارة أمريكا في لبنان