الأمريكيون فقدوا تفوقهم في سماء العراق بعد قصف إيران قاعدة عين الأسد

جندي أمريكي يمشي بجوار موقع قصف إيراني في قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق 13/01/2020
جندي أمريكي يمشي بجوار موقع قصف إيراني في قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق 13/01/2020 Copyright أ ب
Copyright أ ب
بقلم:  Kalthoum Ben Abdallahأ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

فقد الجنود الأمريكيون، في قاعدتهم بالعراق، اتصالهم بالطائرات المسيّرة التي تضمن لهم التفوق في سماء العراق، بعد لحظات من بدء تساقط الصواريخ البالستية الإيرانية على قاعدة عين الأسد الجوية.

اعلان

بعد لحظات من بدء تساقط الصواريخ البالستية الإيرانية على قاعدة عين الأسد الجوية، فقد الجنود الأميركيون في القاعدة اتصالهم بالطائرات المسيّرة التي تضمن لهم التفوق في سماء العراق.

وقد كانت سبع طائرات مراقبة أميركية تحلق في سماء العراق لمتابعة القواعد التي تنتشر فيها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، عندما سقطت الدفعة الأولى من الصواريخ في 8 كانون الثاني/ يناير. وتعرف هذه الطائرات بـ "النسور الرمادية" من طراز "أم كيو-1 سي"، مزودة بمعدات متطورة للمراقبة وتحمل أربعة صواريخ "هيل فاير" بإمكانها الطيران لمدة 27 ساعة متواصلة .

وقال السرجنت كوستين هرويغ (26 عاماً)، وهو أحد طياري قاعدة "عين الأسد" لوكالة فرانس برس "توقعنا هجوماً برياً، لذلك واصلنا تحليق الطائرات".

وقد كان هرويغ ضمن الفريق الموجه لأحد "النسور الرمادية"، عندما سقط أول صاروخ إيراني على القاعدة رداً على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في الثالث من الشهر الحالي بعد قصفه بطائرة أميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي.

ومع استمرار القصف الصاروخي وانقطاع الاتصال بالطائرات المسيّرة، انتقل الطيارون إلى الملاجئ، وبمجرد توقف الانفجارات، انطلقوا في سباق مع الزمن من أجل استعادة إشارة الاتصالات والعثور على "النسور الرمادية" وتحويلها للهبوط في القاعدة. ومع بزوغ الفجر، اندفع بعض الجنود لاستبدال 500 متر من الأسلاك لتأمين عودة الاتصال. في تلك الأثناء، كان برج مراقبة حركة الطائرات خالياً، بعدما خلفت الصواريخ البالستية الإيرانية عدة حفر في قاعدة عين الأسد الجوية.

ويذكر أن معظم الجنود الأميركيين في عين الأسد، وعددهم 1500 جندي، كانوا مختبئين منذ ساعتين في الملاجىء بعد تحذير مسبق من قيادتهم، لكن بقي 14 طياراً داخل حاويات مظلمة تحولت إلى مقصورات قيادة لتوجيه المسيَّرات عن بُعد، وتحليل المعلومات التي ترسلها كاميراتها عالية الدقة.

وقال هرويغ خلال جولة للصحافيين نظمها التحالف الدولي داخل قاعدة عين الأسد، "إن أول صاروخ أثار الغبار الذي اندفع إلى داخل تلك الحاويات، لكن الطيارين بقوا في أماكنهم، وقد توالت الموجات الصاروخية واحدة بعد الأخرى". وأضاف الجندي أنه لم يكن أمامه سوى "قبول المصير. اعتقدنا أساساً أننا انتهينا".

لكن الأزمة الحقيقية لم تكن قد بدأت بعد، لقد تواصل القصف بالصواريخ التي قال عنها الجنود بأنها استمرت تنهمر على القاعدة نحو ثلاث ساعات، وبعضها سقط على مساكن جنود.

يقول السرجنت ويسلي كيلباتريك إنه "بعد مرور أقل من دقيقة على آخر ضربة، كنت أتجه إلى مستودعات تقع في الجهة الخلفية، عندها رأيت النار تشتعل في أسلاك خطوط" الاتصالات، وتؤمن تلك الخطوط التواصل مع مقصورة قيادة الطائرة المسيرة عبر هوائيات تنقل المعلومات إلى أقمار اصطناعية تتولى إرسال إشارات إلى النسور الرمادية، كما تنقل المعلومات التي يجري عرضها على شاشات غرف العمليات في قاعدة عين الأسد".

وقال كيلباتريك "عندما احترقت أسلاك الخطوط، فقدنا السيطرة، ولم يعد بإمكان الجنود تحديد مواقع المسيّرات، ولا معرفة ما يحدث في السماء ولا ما يدور على الأرض، وحتى في حال إسقاط طائرة مسيرة، لم يكن فريق السيطرة في عين الأسد ليعلم بذلك".

ويشير هيرويغ إلى أن "الأمر خطير، لأن الطائرات المسيرة باهظة الثمن، وأجهزتها تحمل بيانات كثيرة لا نريد أن يطلع عليها آخرون أو تقع بيد العدو".

ووفقا لتقديرات موازنة الجيش الأميركي لعام 2019، تبلغ تكلفة طائرة "النسر الرمادي" الواحدة حوالى سبعة ملايين دولار.

ويذكر أن التحالف الدولي يعتمد على هذه الطائرات منذ 2017 على الأقل، في إطار الحرب ضد تنظيم "داعش" الدولة الإسلامية في العراق.

ومن المفترض على التحالف الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة العراقية للسماح بتحليق طائراته الحربية والمسيّرة، لكن تلك الأذون كانت منتهية الصلاحية قبل وقوع الهجمات الصاروخية الإيرانية بأيام عدة.

وفي نفس السياق، قال مسؤول عسكري أميركي للصحافيين، إن الجيش الأميركي يواصل الطيران المسيّر في الأجواء (العراقية) بكل الأحوال، خصوصاً بعد هجمات صاروخية متكررة استهدفت خلال الأشهر الماضية قواعد يتمركز فيها جنود أميركيون.

ويستذكر هرويغ ما جرى قائلا "كان المطار مغلقاً، وكان علينا الهبوط دون الاتصال بأي شخص! لم نكن نعرف مواقع كل طائرة، كان ذلك أمراً مرهقاً، كانت الأولوية لاستعادة "النسور الرمادية" وكان مقرراً لها النزول في الوقت الذي بدأ فيه القصف الصاروخي، لكنها بقيت تحلق طوال الوقت وبدأ وقودها ينفد".

واصل الطيارون العمل لساعات حتى تمكنوا من إنزال طائرة بعد الأخرى، فيما كان الجنود يستردون أنفاسهم ويغتسلون، ويقيمون الأضرار.

حوالى التاسعة صباحاً، هبطت آخر طائرة مسيرة، وقول كيلباتريك وهو يبتسم معبراً عن سعادته "أنزلنا جميع طيورنا إلى القاعدة. كان ذلك إنجازاً".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العراق: استمرار الإشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن

ترودو يدعو إيران للتعجيل بتعويض ضحايا الطائرة الأوكرانية وإرسال الصندوقين الأسودين إلى فرنسا

تقرير: السعودية تسجل أعلى عدد من الإعدامات منذ 2015