أوروبا تفكر في التخلي عن "صيدليتيْ العالم" وإنتاج الدواء مجدداً في الداخل

عينة لأدوية موزعة في فرنسا
عينة لأدوية موزعة في فرنسا Copyright AP
Copyright AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أثر وباء كورونا العالمي على سلسلة إمدادات الدواء في العالم ذلك أن الدول الأوروبية تؤمن احتياجاتها عبر الاستيراد من دولتين تمثلان صيدلتيْ العالم...

اعلان

تفشي فيروس كورونا من المحتمل أن يؤثر على سلسلة الإمدادات في العالم ذلك أن الدول الاوروبية وأمريكا تعتمد في استيراد الأدوية من الصين والهند بشكل أساسي حيث أن المكونات الصيدلانية النشطة غالباً ما يتم شحنها من الصين إلى مصنعي الأدوية في الهند قبل التوجه إلى أماكن أخرى في العالم.

مشكلات محتملة في توريد الأدوية من الصين

في شباط/فبراير الماضي قالت وكالة الأدوية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي إنها" تراقب عن كثب التأثير المحتمل لتفشي الفيروس على استيراد الأدوية إلى الاتحاد الأوروبي على الرغم من أنها لم تتلق أي تقارير عن انقطاع الإمدادات".

كذلك حذر وزراء الصحة الأوروبيون من مشكلات محتملة في توريد الأدوية والمعدات من الصين بعد انتشار الوباء.

الأدوية الرديفة الأكثر إنتاجا في الصين والهند

الهند والصين معروفتان بإنتاج الأدوية الرديفة والعقاقير البديلة وهي الأدوية التي يمكن لشركات مصنعة أخرى القيام بها إذا ما تم التغاضي عن التكلفة الزهيدة التي تفرضها الشركات الصينية والهندية على منتجاتها في قطاع الأدوية.

فالأدوية الرديفة لا غنى عنها في السوق لأنها أرخص بكثير من الأدوية الأساسية حيث إن شركات التصنيع العالمية تفرض مبالغ ضخمة بشأنها نظراً إلى أن الشركات العالمية تشترط تصريح بيع المنتج الطبي في السوق أخضوعه لعمليات اختبار ودراسات تستغرق وقتاً طويلاً في الحالة العادية أكثر من 10 سنوات. فالرعاية الطبية الألمانية أكدت أن من 80 ٪ من جميع الأدوية التي تم بيعها و اعتمادها من وكالات الضمان الصحي في عام 2018 هي أدوية رديفة.

الهند حين تعلن الحد من صادرات الأدوية

في بداية مارس، أعلنت الهند، أنها ستحد من صادرات الأدوية إلى دول العالم .هذا الإعلان دق ناقوس الخطر لدى كثير من دول العالم و بخاصة دول الاتحاد الأوروبي.

يتم تصنيع منتجات شركات الأدوية الأوروبية في الهند، في حين أن 70 ٪ من المكونات النشطة الأساسية تأتي من الصين. على سبيل المثال، توفر الدولة ما بين 80٪ و 90٪ من العرض العالمي للمكونات النشطة للمضادات الحيوية ويفسر ذلك بكثافة الإنتاج والتكلفة الزهيدة في الوقت ذاته.

لكن القدرة الإنتاجية للمصانع الخاصة بالمواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية شهدت تدنياً كبيراً منذ تفشي الفيروس، فعشرات المصانع توقفت في الصين وهي التي كانت تؤمن الإمدادات العالمية للمضادات الحيوية وأدوية فيروس نقص المناعة و داء السكري.

أوروبا والبحث عن بدائل لتقليص التبعية في استيراد الدواء

هذا الاعتماد الكبير على الهند والصين من شأنه أن يدفع الدول الأوروبية إلى التفكير في بحث تدابير بديلة ينبغي اتخاذها في مواجهة أخطار محتملة تتعلق أساسا بنقص الأدوية بعد إغلاق المصانع في الصين، وهنا تبرز أهمية إيجاد استراتيجيات بديلة في أوروبا يمكنها من الاستقلالية شبه التامة على الأقل في الأمد القريب حين يتعلق الأمر بإنتاج الأدوية داخل أوروبا. ومن هذا المنطلق توجد دعوات تطالب بإعادة إنتاج الأدوية الرديفة داخل الاتحاد الأوروبي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تقرير: تجارة المخدرات عرفت "انتعاشا" في أوروبا أثناء فترة الحجر الصحي التي رافقت استشراء وباء كورونا

"حرب كورونا الاقتصادية": فرنسا مستعدة لتأميم شركات إذا لزم الأمر

رئيس وزراء هولندا: نريد تطوير "مناعة جماعية" وفيروس كورونا سيصيب غالبية المواطنين