وحدها غزة في الشرق الأوسط.. البقعة الوحيدة المشرقة في ظلام كورونا

عامل من الجهاز الطبي في غزة
عامل من الجهاز الطبي في غزة Copyright Adel Hana/The Associated Press
بقلم:  Samia Mekki
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بطبيعة الحال لم يشذّ الشرق الأوسط عن القاعدة.. مئات الحالات في مصر ولبنان وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة. إلا غزة، فهي وحتى كتابة هذه السطور تكاد تكون المكان الوحيد الذي نجا من تسونامي كورونا.

اعلان

ثلاثة أشهر مرّت حتى الآن على وباء العصر.. 160 دولة تصارع وحشا خفيا اسمه فيروس كورونا أو فيروس كوفيد 19 حسب التسمية العلمية لعدوى أصابت حتى الآن 200 ألف شخص على الأقل.

وبطبيعة الحال لم يشذّ الشرق الأوسط عن القاعدة.. مئات الحالات في مصر ولبنان وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة.. إلا غزة، فهي وحتى كتابة هذه السطور تكاد تكون المكان الوحيد الذي نجا من تسونامي كورونا.

فالقطاع المنهك بسبب الحروب والحصار والانقسام والرازح تحت ظروف اقتصادية مزرية وبنية تحتية مهترئة أو شبه معدومة لا يمكن له أبدا مواجهة تحد مثل تحدي وباء كورونا المستشري خصوصا إذ استذكرنا التحذيرات التي أطلقها قبل سنتين أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن غزة ستكون غير قابلة للحياة بحلول عام 2020 وها نحن في سنة 2020.

وقبل تزايد عدد الحالات في الشرق الأوسط، كانت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع قد اتخذت سلسلة إجراءات تهدف لاحتواء المرض والحد من انتشاره في صفوف أكثر من مليونيْ نسمة عدد سكان القطاع.

فبحسب الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة، فإن معبري إيريز ورفح وهما منْفَذا غزة إلى كل من إسرائيل ومصر هما أهم طريقين قد يدخل منهما الفيروس إلى هناك.

لذلك وكإجراء احترازي، تم إغلاق المعبريْن ابتداء من الأحد الماضي ولم يكن ذلك بالأمر المستعصي إذ أن متنفس غزة الوحيد إلى العالم الخارجي هو رفح وإيريز وهما شبه مغلقيْن بشكل دائم بسبب الحصار إلا أمام من يملكون تصاريح خاصة.

كما عمدت السلطات خلال الأسبوعين الأخيريْن إلى وضع 5000 آلاف شخص رهن الحجر الصحي بعد دخولهم القطاع. وقد استقبلت المدارس نحو ألفي شخص من هؤلاء أما الباقي فلزموا بيوتهم. وقد شمل الحجر أيضا نحو 80 شخصا ممن يعانون من أمراض القلب والسرطان بعد عودتهم من رحلة العلاج بالخارج.

ويقول المسؤول الفلسطيني لوكالة الصحافة الإسبانية أنه وبحسب الفحوصات التي تجرى على مدار الساعة في أحد مختبرات القطاع، لم يتم تسجيل أي إصابة بالفيروس القاتل.

كما أن السلطات الصحية قد أقامت مستشفى ميدانيا عند معبر رفح مجهزا ب30 سريرا وقسم للعناية المركزة وفريقا طبيا معززا بالتجهيزات اللازمة تحسبا لأي طارئ.

وإضافة لهذه الخطوات، قامت منظمة الصحة العالمية بإرسال مئات من معدات ووسائل الحماية في خطوة جرت بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية.

وقد طالت الإجراءات الاحترازية المدارس والجامعات إذ ستبقى مقفلة حتى نهاية هذا الشهر لكن السكان لا يزالون على عاداتهم اليومية كما دأبوا عليها. وبحسب ذات المصدر، فإن أبواب المكاتب والمصارف والأسواق بقيت مفتوحة أمام مرتاديها أما من ابتسم له الحظ ووجد عملا في قطاعٍ عزّت فيه الوسيلة لضمان العيش الكريم، فلا يزال يتوجه إلى مكان عمله كالمعتاد لكن مع اتخاذ كافة الإجراءات الصحية لمنع انتشار الوباء.

فهل تبقى غزة عصيّة على فيروس يحصد الأرواح ويأكل الأخضر واليابس؟

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: فتيات هنديات يقبلن على ممارسة الفنون القتالية للحماية من الاغتصاب

كيف تحولت قرية تزلج نمساوية إلى بؤرة مصدرة لفيروس كورونا وقذفته في أوروبا؟

الحرب على غزة| قصف وقتال مستمران.. غالانت في واشنطن وهنية في طهران ومفاوضات الدوحة في "طريق مسدود"