في فرنسا عمدة "يحارب" رغيف الخبز الطويل (باغيت) مع محاربته كورونا

بائعة في مخبزة في باريس تحمل قناعا - 2020/03/23
بائعة في مخبزة في باريس تحمل قناعا - 2020/03/23 Copyright ميشال أوليه/أ ب
Copyright ميشال أوليه/أ ب
بقلم:  Sami Fradi
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الأولوية الآن وقت مكافحة الوباء ليست للمزاج، وإنما لأن تبقى معافى بحسب عمدة فرنسي، فكل واحد منا يمكنه أن يجمد الخبز، بل الاستغناء عنه، فالأمر ليس تضحية به، وإنما هو تأقلم.

اعلان

أضحى شراء رغيف الخبز اليوم في فرنسا محملا بكثير من الاعتبارات الأخلاقية، التي لم يكن من الممكن تصورها، قبل أن يقلب انتشار فيروس كوفيد-19 (كورونا) الأمور رأسا على عقب.

ففيما يعيش الناس معزولين عن بعضهم في الحجر المنزلي تجنبا للعدوى بالفيروس، نجد أن الخروج لشراء رغيف الخبز الطويل (الباغيت) الطازج، يمثل عذرا مقبولا للخروج من البيت، لكن هناك استثناء جاء من مدينة فرنسية على ساحل المتوسط، حيث منع العمدة الناس من التوجه إلى المخابز، التزاما بالحجر المنزلي.

وقد عبر فرنسيون عن تضامنهم مع الأطباء والموظفين الذين يكافحون من أجل إنقاذ المصابين، من خلال التضحية بشراء الرغيف الطازج، والبقاء في البيت محافظة منهم على صحتهم.

عشق لا ينتهي لرغيف "الباغيت"

وفي محاولة للجمع بين حبهم لرغيف "الباغيت" وقهر الفيروس، يقدم بعض الفرنسيين على شراء الخبز بكميات أكبر من العادة، ويقومون بتجميده في الثلاجة، ثم إعادة تسخينه شيئا فشيئا عند الضرورة. إن العلاقة مع تناول الخبز تمتد لعقود طويلة، فقد بدأ الفرنسيون بإعداد رغيف الخبز الطويل منذ حوالي 120 سنة، وهم يستهلكون منه المليارات سنويا.

عندما فرضت الحكومة الفرنسية الحجر المنزلي بداية الشهر الحالي، فاغلقت المدارس والمتاجر التي تعتبر أساسية، قامت كذلك بمنح الخبازين إعفاء خاصا للعمل كامل أيام الأسبوع لو رغبوا في ذلك.

وترى مارغو هازار صاحبة مخبزة وبجانبها زوجها، أنها تقدم مع خبزها و الكعك الذي تصنعه، طعما من الحياة الطبيعية للزبائن المصطفين بنظام أمام المحل، محترمين المساحة الفاصلة بينهم، قبل الولوج داخل المخبزة التي لا ينبغي أن يكون داخلها أكثر من ثلاثة زبائن.

ويقول الزوج إن العمل صعب اليوم، إذ أن بعض الزبائن لا يريدونه أن يمس الخبز بيديه، معلقا بالقول إن الجميع على حافة الهاوية، واضاف قائلا إنه مهم أيضا أن أن تبقى المعنويات مرتفعة، ويأكل الناس ما يريدون حتى تكون معنوياتهم مرتفعة، وختم قائلا، إن حياة دون خبز وجبنة ونبيذ، ليست حياة فرنسية.

ويقول زبون إن تقاسم الخبز على المائدة أمر أساسي وله رمزيته، فهو يشعر بالتركيز على الأسرة، والأكل من أجل الحياة.

الاستثناء القاسي

ولكن في مدينة سناري سور مير، فإن شراء رغيف قد يكلف خطية بمبلغ 135 يورو، إذ قال العمدة فرديناند برنار إنه لا ينبغي للناس أن يستغلوا شراء الخبز كذريعة للخروج كل يوم.

وهدد العمدة بأن كل من يمسك به وهو خارج من مخبزة وبيده رغيف سيتم تغريمه، مبينا أنه عندما تذهب مرة واحدة في الأسبوع إلى المخبزة فإنك تقلص نسبة مخاطر العدوى بما يعادل سبعة أضعافها، على الخباز أولا وفي محيطه ثانيا وفي محيطك ثالثا.

وعلل العمدة كلامه بأن الأولوية الآن ليست للمزاج، وإنما لأن تبقى معافى، فكل واحد منا يمكنه أن يجمد الخبز، بل الاستغناء، فالأمر ليس تضحية به، وإنما هو تأقلم.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مجددا وبعد غياب ستة عشر عامًا.. فرنسا تفوز ببطولة العالم للمخبوزات

قطاع الضيافة الفرنسي يحظى بمساعدة ماكرون من أجل الصمود وسط الوباء

عقوبة السجن ضد كل من يتّهم العاملين في قطاع الصحة في فرنسا بنقل عدوى فيروس كورونا