ظاهرة "باشا بوش".. فتيات أفغانستان السريات

امرأة أفغانية في متجر في مدينة كابول القديمة بأفغانستان، الخميس 11 أبريل / نيسان 2013
امرأة أفغانية في متجر في مدينة كابول القديمة بأفغانستان، الخميس 11 أبريل / نيسان 2013 Copyright Anja Niedringhaus/AP
Copyright Anja Niedringhaus/AP
بقلم:  Hafsa Alami Rahmouni
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

"باشا بوش" كلمة فارسية تعني ارتداء زي الصبيان، وهي ممارسة ثقافية في أفغانستان وباكستان، تقوم بتحويل الأنثى إلى "باشا بوش" لتصبح شبيهة بالرجال، ترتدي ملابسهم وتتصرف مثلهم وتعمل في الخارج لتعيل الأسرة.

اعلان

"باشا بوش" كلمة فارسية تعني ارتداء زي الصبيان، وهي ممارسة ثقافية تختص بها بعض المناطق في أفغانستان وباكستان تلجأ إليها الأسر التي لا يوجد بها فرد ذكر. وتقوم بتحويل الأنثى إلى "باشا بوش" لتصبح هيأتها شبيهة بالرجال، ترتدي ملابسهم وتتصرف مثلهم وتعمل في الخارج لتعيل أسرتها.

وبالرغم من أن تشبه النساء بالرجال والعكس في المجتمعات مكروه وغير محبذ، إلا أن هذا السلوك تلجأ إليه بعض الفتيات لأنه يمنحهن حرية لا تملكها الفتيات في هذه المجتمعات على وجه الخصوص، كما يجنبها من مضايقات مجتمعية مرتبطة بالتفكير الذكوري الطاغي وعدم السماح للبنات بالعمل خارج المنزل في بعض الأحيان.

ولكن "الباشا بوش" تعود إلى طبيعتها الأنثوية عندما تبلغ 17 أو 18 عاما وتبدأ استعداداتها للزواج وترتدي البرقع لتنهي باقي سنوات حياتها كربة بيت.

تقليد قديم

تقول كتب التاريخ إن هذا التقليد يرجع إلى القرن الثامن عشر عندما كانت تتنكر النساء بزي الرجال في الحروب والمعارك أو عندما كانت تقدم خدمات للجنود تتمثل في تحضير الأكل أو التمريض.

وأكدت المؤرخة، نانسي دوبري، عن وجود صور ترجع إلى عهد الملك الأفغاني حبيب الله خان، أي في عام 1900، لفتيات يرتدين لباس الرجال توكل لهن مهمة حراسة "حريم الملك" لأنه كان يمنع رؤية الرجال للحريم. وتحول هذا الأمر إلى تقليد يتبعه المجتمع الأفغاني حتى يومنا هذا.

ويعتقد المجتمع الأفغاني أن تقليد "الباشا بوش" يجلب الحظ للأسرة التي ليس لها ذكور ويمنع عنها العار.

وقد تم تناول هذه الظاهرة في فيلم أنتج عام 2003 بعنوان "أسامة" من تأليف وإخراج صديق بارماك، وهو أول عمل سينمائي أفغاني يتم إنتاجه في عهد ما بعد طالبان.

وتحكي أحداث الفيلم، المستوحاة من قصة حقيقية، قصة فتاة عاشت في فترة حكم حركة طالبان واضطرت أن تتشبه بالصبيان لكي تتمكن من مساعدة عائلتها بعد مقتل والدها خلال الغزو السوفييتي على أفغانستان.

فتيات كابول السريات

وقد سلطت الكاتبة والصحفية السويدية، جيني نوردبرج، الضوء على "الباشا بوش" في كتابها "فتيات كابول السريات". وتقول إن عند زيارتها لصديقتها أزيتا قبل بضع سنوات، وهي نائبة في البرلمان الأفغاني، وجدت أن إحدى بناتها الأربعة ترتدي ملابس الشباب وتتصرف بشكل ذكوري مختلف تماما عن أخواتها.

ولأنها لم تجد ما يكفي من الكتب أو المصادر لتتعرف بشكل أعمق على هذه الظاهرة المجتمعية، قررت جيني زيارة عائلات أفغانية وأجرت العديد من المقابلات لتوثيق ما يحدث هناك.

واكتشفت جيني خلال جولتها في أنحاء أفغانستان أن "الباشا بوش" توجد في كل المناطق الأفغانية بدون استثناء.

كما نشرت الكاتبة الأفغانية، نادية هاشمي، رواية "اللؤلؤة التي كسرت محارتها"، وتسرد من خلالها قصة حزينة تعكس صراعات النساء الأفغانيات التي لا تزال مستمرة.

وقد تحدثت سارة عن أحداث الرواية في تغريدة عبر حسابها على تويتر قائلة: "اللؤلؤة التي كسرت محارتها هي قصة لؤلؤة مؤلمة عن العجز والقدر وحرية التحكم في المصير ، في كابول ، 2007 ، مع أب مدمن على المخدرات وبلا إخوة ، لا تستطيع رحيمة وشقيقاتها الذهاب إلى المدرسة إلا بشكل متقطع ، ونادرًا ما يمكنهم مغادرة المنزل و أملهم الوحيد في تقليد الباشا بوش القديم.."

ويقول علماء النفس إن هذه الظاهرة تمثل صراعا نفسيا وجسديا تعيشه الطفلة لتلبية رغبة والديها والمجتمع ولنيل الحرية، حتى ولو كانت لفترة مؤقتة. كما أنها تؤثر بشكل سيء جدا على نفسية وهوية الفتيات.

وبغض النظر عن عدم عيشهن لطفولة طبيعية كباقي الفتيات، تعاني "الباشا بوش" من سلوك ذكوري خلال فترة المراهقة ومن تداعيات مدمرة على أنوثتهن عند النضوج أو الزواج.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: عناصر من طالبان يغنون ويرقصون فهل ثمةّ تغيير لدى الحركة؟

مؤتمر للدول المانحة في جنيف يبحث عن جمع مئات ملايين اليورو لمساعدة الأفغان

القضاء الأردني يثبت أحكام أمن الدولة بحق مداني قضية "الفتنة"