هل ستقدّم روسيا "تنازلات" لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا؟

مناورات عسكرية بمشاركة بولندا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة قرب منطقة، كادجا،  لاتفيا ، 13 سبتمبر 2021
مناورات عسكرية بمشاركة بولندا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة قرب منطقة، كادجا، لاتفيا ، 13 سبتمبر 2021 Copyright AP Photo
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

وتلتقي الولايات المتحدة وروسيا اعتبارا من مساء الأحد في جنيف في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا فضلا عن السعي إلى تقريب وجهات نظر حول الأمن في أوروبا يستحيل التوفيق بينها ظاهريا.

اعلان

تتهم واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون روسيا بالتهديد بغزو أوكرانيا التي يرابض على حدودها نحو 100 ألف جندي روسي. وهدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين الشهر السابق بعقوبات "ليس لها مثيل" في حال اجتاحت موسكو كييف. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "بالتأكيد يندرج تقديم (الروس) لائحة مطالب غير مقبولة، ضمن استراتيجيتهم للادعاء بعد ذلك بأن الطرف الثاني لا يدخل في اللعبة ولاستخدام ذلك كمبرر لشن عدوان". في 1 نيسان/ابريل اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بحشد عشرات آلاف العسكريين على حدود بلاده وفي القرم. لكن الكرملين دعا كييف والغربيين الى "عدم القلق" مؤكدا ان روسيا "تنقل قواتها المسلحة على أراضيها كما تراه مناسبا".

مخاوف غربية من احتمال حصول غزو روسي لأوكرانيا

وتلتقي الولايات المتحدة وروسيا اعتبارا من مساء الأحد في جنيف في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا فضلا عن السعي إلى تقريب وجهات نظر حول الأمن في أوروبا يستحيل التوفيق بينها ظاهريا.

انطلقت المحادثات الأمريكية-الروسية في جنيف الاثنين، وفق ما أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، على خلفية مخاوف غربية من احتمال حصول غزو روسي لأوكرانيا.

وقبل محادثات جنيف، أصدرت روسيا مسوّدة مقترحات تهدف إلى الحد من توسع حلف شمال الأطلسي. وتطالب موسكو حلف الأطلسي بعدم قبول أعضاء جدد، كما أنها تريد منع الولايات المتحدة من إنشاء قواعد جديدة في الدول السوفياتية السابقة. وتتّهم روسيا حلف شمال الأطلسي بعدم التزام تعهده نهاية الحرب الباردة بعدم التوسع شرقا.

اجتماع بين حلف الأطلسي وروسيا الأربعاء في بروكسل

وبعد محادثات جنيف، ستلتقي روسيا الأربعاء مع الأعضاء الثلاثين في هذا التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، في أول لقاء من نوعه منذ تموز/يوليو 2019. ويتواصل الأسبوع الدبلوماسي باجتماع بين حلف الأطلسي وروسيا الأربعاء في بروكسل ومن ثم بلقاء الخميس في فيينا مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بغية إشراك الأوروبيين الذين يخشون تهميشهم. وفي السياق ذاته، تخشى بروكسل من أنها باتت مهمّشة فيما تناقش الولايات المتحدة وروسيا توازن القوى في أوروبا. وشدد بوريل الأربعاء على أنه "لا يوجد أمن في أوروبا من دون أمن أوكرانيا" مضيفا " من الواضح أن الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا يجب أن يشاركا في أي نقاش بشأن أمن أوروبا" حسب قوله.

أعلن نائب وزير الخارجيّة الروسي سيرغي ريابكوف في وقت سابق أنّه أجرى مناقشة "معقّدة" مساء الأحد مع نظيرته الأمريكيّة، قبل أسبوع من محادثات دبلوماسيّة شديدة الخطورة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة المتفجّرة بشأن أوكرانيا. وكانت الولايات المتحدة وروسيا اتّخذتا مواقف حازمة قبل هذه المفاوضات. ففي حين حذّرت واشنطن من مخاطر حصول "مواجهة"، استبعدت موسكو من جهتها تقديم أيّ تنازلات

ما هي نوايا بوتين الحقيقية؟

تساءل الكثيرون، ما هي نوايا بوتين الحقيقية؟ هل هناك رادع مناسب؟ وإذا شنت روسيا هجومًا، فهل يمتلك الناتو والغرب القدرة على الرد بطريقة قوية بما فيه الكفاية؟

لقد دعت الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا إلى التشكيك في الوحدة الغربية. كما أنها أعادت تسليط الضوء على دورحلف شمال الأطلسي على وجه الخصوص حيال الأزمة في شرق أوكرانيا، بعد أن وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلف شمال الأطلسي "الناتو" قبل عامين بأنه يعاني من الموت الدماغي مشرا حينها إلى أن الحلف في حاجة إلى "دعوة إنعاش".

وتسعى روسيا إلى الحفاظ على توازن استراتيجي، وأن تزيل أي تهديد لأمنها وفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فهي تريد ضمانات أمنية مكتوبة، بان أن أي توسع مستقبلي لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينبغي أن يستثني أوكرانيا وبلدان الاتحاد السوفياتي السابقة، وأن يزيل الناتو الأسلحة الهجومية من البلدان المجاورة لروسيا.

وتنفي روسيا أن تكون تهدد أوكرانيا رغم أنها اجتاحتها في 2014 وضمت شبه جزيرة القرم، وهي تؤكد في المقابل أنها تريد أن تحمي نفسها من عداء الغربيين الذين "يدعمون كييف ولا سيما في نزاعها مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد". واستبعد الغربيون حتى الآن أي رد عسكري على هجوم روسي، فيما لم يبد الكرملين أي اكتراث للتهديدات بفرض عقوبات.

ويطالب الكرملين الحلف بعدم السماح بانضمام أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة إلى عضويته، وبأن يسحب قواته من مناطق قريبة من الحدود الروسية.

وتخضع روسيا لعقوبات اقتصادية على خلفية الملف الأوكراني وقمع المعارضة الداخلية، غير أن أيا من هذه التدابير لم تحمل الكرملين على تغيير سياسته، بل على العكس.

واعتبر بوتين الذي أجرى محادثات مع نظيره الأمريكي جو بايدن مرتين منذ بدء هذه الأزمة الجديدة، أنّ فرض عقوبات جديدة سيشكل "خطأ فادحا"، وهدد بدوره برد "عسكري وتقني" إذا واصل خصومه "هذا النهج العدائي". وقد نجح في فرض توسيع الحوار ليشمل شروطه ومطالبه التي يعتبرها الغرب خطوطا حمرًا.

موسكو تستبعد "أي تنازل" خلال المحادثات مع واشنطن حول أوكرانيا

استبعدت روسيا الأحد القيام "بأي تنازل" خلال المحادثات البالغة الأهمية مع الولايات المتحدة في جنيف حول أوكرانيا والأمن في أوروبا، معربة عن "خيبة أمل" من "الإشارات" الصادرة من واشنطن. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي يشارك في المفاوضات، "لن نقبل بأي تنازل. هذا أمر مستبعد تماما" مؤكدا "خاب ظننا بالإشارات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن وبروكسل أيضا". وقال ريابكوف الأحد "من المحتمل جدًا أن نواجه تردّد زملائنا الأمريكيين وحلف شمال الأطلسي في رؤية ما نحتاج إليه فعلًا".

موقف الناتو من الأزمة في شرق أوكرانيا

حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا الاثنين من "كلفة عالية "ستتكبدها في حال شنت هجوما جديدا على اوكرانيا مؤكدا دعم الحلف لحق أوكرانيا "في الدفاع عن نفسها". وقال ستولتنبرغ خلال اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الأوكراني "نريد أن نوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأننا موحدون وبأن روسيا ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية في حال استخدمت مجددا القوة العسكرية ضد أوكرانيا. نحن ندعم أوكرانيا ونساعدها على تعزيز حقها في الدفاع عن النفس".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الكرملين: المحادثات الروسية-الأمريكية في جنيف "بداية إيجابية"

روسيا ترد بغضب على بلينكن وتدعوه لمراجعة سجل أمريكا الحافل بالتدخلات في العالم

شاهد: خدمة جديدة مريحة وصديقة للبيئة.. قطار لَيْلي من بروكسل إلى براغ