المناضلة جميلة بوباشا تعتذر عن شغل مقعد بالغرفة العليا للبرلمان الجزائري بعد تعيينها من قبل الرئيس

رفضت المناضلة الجزائرية جميلة بوباشا، التي تعتبر إحدى أيقونات الثورة الجزائرية ضدّ الاستعمار الفرنسي شغل مقعد في مجلس الأمة، بعيد الإعلان عن ورود اسمها ضمن قائمة الأعضاء الذين قام بتعيينهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ولم تتردد جميلة بوباشا في نشر بيان قدمت فيه شكرها السلطة الرسمية على الثقة. وقالت: "خدمت وطني مع رفاقي ورفيقاتي المجاهدين والمجاهدات، وعدت إلى صفوف الشعب، وقررت أن أبقى كذلك".
وأشادت الأوساط الشعبية في الجزائر بقرار بوباشا الذي يمثل مفاجأة حيث تعدّ هذه أول مرة تعتذر فيها شخصية "معروفة" في الجزائر عن عدم قبول تعيينها في منصب رسمي.
وقالت بوباشا في بيان: "في أعقاب المعلومات التي أذيعت اليوم 15 فبراير-شباط 2022 خلال نشرة الثامنة مساء على التلفزيون الجزائري والمتعلقة بالإعلان الرسمي عن قائمة الثلث الرئاسي التي ضمت اسمي من بين الشخصيات التي اختيرت لعضوية مجلس الشيوخ. أرغب التوضيح أنني أعرب عن إرادتي ورأيي حول المسألة وأرفض هذا الاقتراح الذي قدمته لي الجهات الرسمية وأشكرهم على الثقة التي أولوها لي. لهذا أود إطلاع الرأي العام، أن جميلة بوباشا لن تكون ضمن الثلث الرئاسي الثالث المعين. لقد خدمت بلدي إلى جانب إخواني وأخواتي كمجاهدة واستأنفت حياتي منذ ذلك الحين كمواطن وأريد البقاء كذلك".
وكان الرئيس الجزائري قد عيّن، الثلاثاء، 26 عضواً في مجلس الأمة، وهي الغرفة العليا للبرلمان، أبرزهم جميلة بوباشا، التي اعتذرت عن عدم شغل المقعد لاحقا، ووزير الداخلية السابق دحو ولد قابلية وآخرين، وذلك في إطار عملية التجديد النصفي للمجلس الأمة، بعد انتخاب ممثلي الولايات.
جميلة بوباشا شخصية محبوبة لدى الجزائريين، فهي إحدى "جميلات الجزائر" اللاتي اشتهرن خلال معركة الجزائر إبان ثورة التحرير المجيدة ضدّ الاستعمار الفرنسي، إلى جانب جميلة بوحيرد وجميلة بوعزة حيث نشطت ضمن شبكة فدائيات حي القصبة والتي قامت بعمليات وضع القنابل التي استهدفت مواقع قوات الإحتلال بمدينة الجزائر.
وتمّ القبض عليها في العام 1960، وحُكم عليها بالإعدام على خلفية مشاركتها رفقة المجاهدات جميلة بوحيرد وباية حسين وغيرهن من المناضلات بالعمليات الفدائية بالقنابل، وقد تحولت قضيتها إلى قضية رأي عام عالمي كونها تتعلق بفضح التعذيب الوحشي الممارس من طرف الجيش الفرنسي داخل السجون حيث تعاطف معها كبار الشخصيات السياسية والثقافية في العالم بعد أن رسمها الفنان بابلو بيكاسو خلال فترة اعتقالها، تضامنا مع نضال المرأة الجزائرية.