يُحاول الفلسطينيون شمال القطاع أخذ ما يُمكن أخذه من الأغراض التي يمكن أن يستغلوها خلال رحلة النزوح الجديدة التي فرضتها الحرب الأخيرة على يومياتهم.
استغلّ الفلسطينيون اتفاق التهدئة، الذي تمّ بموجبه إطلاق سراح دفعة أولى من الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح 39 من الأسرى الفلسطينيين، لتفقد الدمار في جباليا شمال قطاع غزة. مشاهد الدمار أثارت صدمة كبرى لدى الكثير منهم، بعد مشاهدتهم إنهيار المباني والطرقات نتيجة ما يقرب من سبعة أسابيع من الغارات الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
وقال محمود مسعود، وهو من سكان جباليا الذي جاء لتفقد منزله: "أبراج الشيخ زايد دمرت بالكامل، مدينة غزة دمرت بالكامل، ماذا أقول لك؟ لا يوجد بيت واحد سليم وسط هذا الدمار، كل السكان الآن نزحوا والبيوت أصبحت بيوت أشباح، البيوت مدمرة، لا أعرف ماذا أقول لك".
وتساءل محمود مسعود عن سبب استهداف إسرائيل للمدنيين قائلا: "نحن غير مسلحين، إننا مدنيون، لا نحمل سلاحا ولا نقاوم. لماذا دمروا منازلنا؟ إذا كانت لديكم مشكلة مع المقاومة، لماذا تهدمون منازلنا وتقتلون أطفالنا؟ إبناي تزوجا للتو، وفقدا أحلامهما والآن يعيشان بشكل منفصل عن زوجاتهما، ولداي الآن في بيت وزوجة كل منهما في بيت آخر".
أما أبو العبد نصر، وهو من سكان شمال قطاع غزة فقال: "لقد استشهد هنا الكثير، لم نتمكن من إحصائهم لأنهم قتلوا واحداً تلو الآخر، وبقي العديد من القتلى على الأرض لفترة طويلة، لم يتمكن رجال الإنقاذ والدفاع المدني من إخراج الجثث".
بين البكاء والحنين إلى بيوتهم، يُحاول الفلسطينيون أخذ ما يُمكن أخذه من الأغراض التي يمكن أن يستغلوها خلال رحلة النزوح الجديدة التي فرضتها الحرب الأخيرة على يومياتهم.