يشكو فلسطينيون من إفلات المستوطنين من العقاب جراء اعتداءات ينفذونها ضد المزارعين في الضفة الغربية في ظل حكومة هي الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل تحميهم من أي مساءلة
التقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، الأحد، بمجموعة من المزارعين الفلسطينيين خلال زيارتها قرية صغيرة قرب رام الله، في الضفة الغربية المحتلة.
وأبلغها المزارعون أنهم لم يتمكنوا هذا العام من جني محصول الزيتون؛ بسبب التهديدات والطرد الذي تعرضوا له من قبل المستوطنين، والذي أدى إلى إخلاء أراضيهم ومنازلهم.
وخلال هذه الزيارة، نددت كولونا بعنف المستوطنين الإسرائيليين، واعتبرت أن هذه الممارسات "تقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي".
وقالت كولونا "هذه أعمال خطيرة تقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي، وتضعف السلطة الفلسطينية، ويمكنها أن تدفع نحو تطورات جديدة وزعزعة استقرار الضفة الغربية"، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يصب في مصلحة إسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلنت قبل فترة أنّها لن تمنح تأشيرات لمستوطنين إسرائيليين متطرفين ضالعين في موجة العنف ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مطالبة من جهة ثانية الدولة العبرية ببذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة.
وقال المتحدّث باسم الخارجيّة ماثيو ميلر في بيان، إنّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شدّد في مكالمة هاتفيّة مع بيني غانتس، زعيم المعارضة الإسرائيليّة الذي انضمّ إلى حكومة طوارئ الحرب التي شكّلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على "الحاجة الملحّة لاتّخاذ خطوات إيجابيّة لخفض التوتّر في الضفّة الغربيّة، بما في ذلك من خلال مواجهة تزايد مستوى عنف المستوطنين المتطرّفين".
بدورها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أنها "تؤيد" فرض عقوبات على "المتطرفين" من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، مندّدة أمام البرلمان الأوروبي بـ"تصاعد" أعمال العنف التي يمارسونها، والتي اعتبرت أنها تهدد استقرار المنطقة.
وفي سياق متصل، أعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "قلق" الاتحاد الأوروبي "إزاء عنف المستوطنين المتطرفين بالضفة الغربية"، ودان مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 1700 وحدة سكنية جديدة في القدس، وهو ما تعتبره بروكسل انتهاكا للقانون الدولي.
وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في التوترات منذ اندلاع الحرب في غزة.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قُتل 255 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.
ويشكو فلسطينيون من إفلات من العقاب في هجمات ومضايقات يرتكبها مستوطنون.
ويقود نتنياهو حكومة ائتلافية تضمّ أحزابا يمينية متطرفة تؤيد بشدة الاستيطان في أراض احتلتها إسرائيل في العام 1967، على الرغم من أن بناء وحدات سكنية إسرائيلية في هذه الأراضي يعدّ عملاً غير مشروع بحسب القانون الدولي.