وصف رئيس الوزراء أنوتين تشارنفيراكول وفاتها بـ"الخسارة الكبيرة للبلاد"، معلناً تنكيس العلم الوطني في جميع المكاتب الحكومية لمدة 30 يوماً، وارتداء موظفي الخدمة المدنية شارات الحداد لمدة عام.
كشفت وكالة البلاط الملكي في تايلند عن وفاة الملكة سيريكيت، الجمعة، في أحد مستشفيات بانكوك، عن عمر ناهز 93 عاماً. وأشارت إلى أنّ حالتها تدهورت بعد إصابتها بتسمم دم في 17 تشرين الأول/أكتوبر، رغم الجهود الطبية المكثفة.
على امتداد عقود، قادت الملكة مشاريع ملكية ركّزت على دعم سكان الريف الفقراء، والحفاظ على الحرف التقليدية، وحماية البيئة. ومنذ إصابتها بسكتة دماغية عام 2012، تراجعت مشاركتها في الحياة العامة بشكل ملحوظ.
وتُوفي زوجها، الملك بوميبول أدولياديج، في أكتوبر 2016.
الجنازة بأعلى درجات التشريف
وأفاد بيان صادر عن المكتب الملكي بأن الملك ماها فاجيرالونجكورن أمر بإحياء جنازة للملكة سيريكيت بأعلى درجات الشرف، ووجّه أفراد العائلة المالكة والخدم الملكيين إلى التزام الحداد رسمياً لمدة عام.
وفي أعقاب إعلان الوفاة، تجمّع معزّون خارج مستشفى شولالونجكورن صباح السبت، تعبيراً عن حزنهم.
ووصف رئيس الوزراء أنوتين تشارنفيراكول وفاتها بـ"الخسارة الكبيرة للبلاد"، معلناً تنكيس العلم الوطني في جميع المكاتب الحكومية لمدة 30 يوماً، وارتداء موظفي الخدمة المدنية شارات الحداد لمدة عام.
رغم أن الراحل الملك بوميبول أدولياديج وابنهما الملك الحالي حظيا بحضور إعلامي أوسع، فإن سيريكيت تمتعت بشعبية عارمة ونفوذ لافت.
وكان يُحتفل بعيد ميلادها في 12 أغسطس باعتباره يوم الأم، بينما تزيّن صورها المنازل والمكاتب والأماكن العامة في جميع أنحاء تايلاند.
وامتدّ أثرها من دعم اللاجئين الكمبوديين إلى إنقاذ غابات البلاد من الدمار.
والتزم النظام الملكي التايلاندي تقليدياً بعدم التدخل العلني في السياسة، لكن عقود الاضطرابات التي شهدت انقلابين عسكريين واحتجاجات دامية أثارت تكهنات حول تأثير سيريكيت من خلف الكواليس.
وفي عام 2008، فُسّر حضورها جنازة محتج قُتل في اشتباك مع الشرطة على نطاق واسع كتعبير عن موقف سياسي، ما عزّز التساؤلات حول دورها في المشهد العام.
التعليم في أوروبا
ووُلدت سيريكيت كيتياكارا في 12 أغسطس 1932 ببانكوك، لعائلة أرستقراطية ثرية ينتسب كلا والديها إلى أقارب ملوك سلالة شاكري الحاكمة، في العام نفسه الذي استُبدل فيه النظام الملكي المطلق بنظام دستوري.
درست في مدارس العاصمة خلال الحرب العالمية الثانية، بينما كانت الغارات الجوية للحلفاء تستهدف المدينة، ثم انتقلت بعد انتهاء الحرب إلى فرنسا مع والدها الذي عُيّن سفيراً.
وفي سن السادسة عشرة، التقت في باريس بالملك بوميبول أدولياديج، الذي كان قد تُوّج حديثاً، بينما كانت تتابع دراستها في الموسيقى واللغات.
وازدهرت علاقتهما بعد أن أُصيب بحادث سيارة كاد أن يودي بحياته، فانتقلت إلى سويسرا حيث كان يكمل دراسته لتُشرف على رعايته، وعبّر لها الملك عن مشاعره عبر قصائد ولحّن لها رقصة فالس، حملت عنوان "أحلم بك".