تعود قضية الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز إلى الواجهة، بعدما حدّدت محكمة تيزي وزو موعد للنظر في استئناف الحكم، فيما تجدد منظمة "مراسلون بلا حدود" دعوتها للإفراج عنه.
في منشور عبر فايسبوك، أعلن محامي الصحافي كريستوف غليز، عميروش باكوري، تحديد موعد محاكمة الاستئناف في 3 كانون الأول/ديسمبر المقبل أمام محكمة الجنايات الاستئنافية في تيزي وزو، الواقعة على بُعد 110 كيلومترات شرق الجزائر العاصمة.
في 29 حزيران/يونيو الماضي، أصدرت المحكمة الابتدائية في تيزي وزو حكمًا بالسجن سبع سنوات بحق الصحافي الفرنسي. ويواجه غليز، الذي يعمل مع عدد من وسائل الإعلام الفرنسية من بينها مجلتا Society وSo Foot، تهمًا تتعلق بـ"تمجيد الإرهاب" و"حيازة منشورات يُزعم أنها تهدف إلى دعاية تضر بالمصلحة الوطنية".
يأتي ذلك بعد محاولته إعداد تقرير ميداني حول نادي كرة القدم "شبيبة القبائل" (JS Kabylie). وتقول السلطات الجزائرية إنّ القضية تتعلّق بتواصله مع شخصية رياضية محلية تُعد مناصرة لـ"حركة تقرير مصير منطقة القبائل" (MAK)، التي صنّفتها الحكومة الجزائرية كمنظمة إرهابية عام 2021.
حملة للمطالبة بالإفراج عنه
جددت منظمة "مراسلون بلا حدود"، في بيان لها، مطالبتها للسلطات الجزائرية بالإفراج عن الصحافي الفرنسي، حتى يتمكن من العودة إلى عائلته وأحبّائه، مشددة على أنّ غليز لم يكن يقوم سوى بعمله المهني المشروع.
منذ لحظة اعتقاله، أطلقت المنظمة حملة دولية للمطالبة بالإفراج عن غليز. ففي 29 آب/أغسطس الماضي، رُفعت في مدينة آجان الفرنسية لافتة ضخمة تحمل صورته تكريمًا له، ضمن سلسلة من المبادرات الرمزية.
وقد رافقت هذه المبادرات حملات توعية أطلقتها المنظمة خلال فعاليات رياضية كبرى مثل "طواف فرنسا". كما أطلقت عريضة إلكترونية جمعت حتى الآن أكثر من 20 ألف توقيع تضامنًا معه.
خلفيات سياسية معقدة
تأتي هذه القضية في إطار علاقات متوترة بين باريس والجزائر، شهدت في الأشهر الماضية طرد دبلوماسيين من الجانبين واعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
كما تتقاطع القضية مع ملفات سياسية حساسة أبرزها اعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي "تحت السيادة المغربية" في الصحراء الغربية، إلى جانب الجدل الدائر حول اتفاق عام 1968 الفرنسي الجزائري، الذي يمنح المواطنين الجزائريين تسهيلات خاصة في الحصول على إقامة طويلة الأمد في فرنسا.