قال كاتس إنه لن يُناقش الأزمة "في وسائل الإعلام"، بينما أصدر زامير بياناً حاداً وغير مسبوق قال فيه "إن التشكيك في تقرير أعدّه 12 جنرالاً وضابطاً برتبة عميد على مدار سبعة أشهر، ووافق عليه رئيس الأركان وعُرض شخصياً على الوزير، يثير تساؤلات جادّة
بعد أن بلغت الخلافات ذروتها، تدخّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتواء النزاع بين وزير دفاعه يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، لكن جهوده لم تُثمِر حسبما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر مطلعة أن زعيم حزب الليكود سعى لعقد اجتماع مشترك بين كاتس وزامير، إلا أنه اضطر في النهاية إلى عقد لقاءات منفصلة مع كل منهما. وأكد المتحدث باسم نتنياهو أن الأخير "مصمم على حل القضايا العالقة، وسيفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة."
خلفية الأزمة
وقد حافظ نتنياهو على موقف محايد إزاء هذا الخلاف، الذي اشتعل بعد قرار زامير إقالة كبار ضباط الجيش الإسرائيلي بسبب تقصيرهم في أحداث السابع من أكتوبر دون إبلاغ وزير الدفاع مسبقاً.
وردّ كاتس على القرار بتجميد التعيينات في المناصب العسكرية العليا، كما أمر زامير بإعادة تقييم ما يُعرف بتقرير "تورغمان"، وهو مراجعة للتحقيق في 7 أكتوبر، استمرت سبعة أشهر وأشرف عليها اللواء المتقاعد سامي تورغمان ولجنة مكونة من 12 جنرالاً، ما أثار حفيظة زامير ودفعه إلى اتهام كاتس بالسعي "لإلحاق الضرر بالأمن".
وفيما قال كاتس إنه لن يُناقش الأزمة "في وسائل الإعلام"، أصدر زامير بياناً حاداً وغير مسبوق قال فيه "إن التشكيك في تقرير أعدّه 12 جنرالاً وضابطاً برتبة عميد على مدار سبعة أشهر، ووافق عليه رئيس الأركان وعُرض شخصياً على الوزير، يثير تساؤلات جادّة."
وأكد زامير أن عمل اللجنة "كان موجهاً منذ البداية لتمكين رئيس الأركان من تقييم جودة تحقيقات الجيش والاستفادة من الدروس المستخلصة، وليس لأغراض سياسية." وأضاف أن اللجنة استعرضت "مئات الشهادات" وأجرت عملية مهنية دقيقة.
وردّ كاتس بأنه "يحترم" رئيس الأركان، لكنه لفت إلى أن زامير "يتبع لرئيس الوزراء ووزير الدفاع وحكومة إسرائيل". وأضاف أن مراقب الوزارة سيقدّم استنتاجاته خلال 30 يوماً، "وعندها فقط سيصدر قراره بشأن التعيينات، وفقاً لمسؤولياته وصلاحياته."
انتقادات للمسؤوليْن
من جهة أخرى، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن انتقادات داخل دائرة نتنياهو طالت الرجلين معاً في الأسابيع الأخيرة، حيث عبّر مقرّبون من رئيس الوزراء عن استيائهم من محاولات كاتس "نسب الإنجازات الأمنية لنفسه" سعياً لتحقيق مكاسب سياسية، خاصة قبل الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود.
كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مقربة من نتنياهو أنها عبرت عن " أسفها لتعيين رئيس الأركان إيال زامير، قائلةً: "لقد أخطأنا بتعيينه. إنه يتصرف باستقلالية مفرطة ويخالف كل ما وعدنا به".
وبحسب المصادر، كان نتنياهو قد وجه توبيخاً لكاتس خلال اجتماع الحكومة الأسبوع الماضي، حين قال للوزراء: "لم أشهد من قبل مثل هذا السيل من التغريدات حول مسائل أمنية"، ذاكراً إياهم بالانتخابات التمهيدية.
في المقابل، قال الصحفي الإسرائيلي عميت سيغال إن الخلاف بين الرجلين قديم، معبّرًا عن أمله في ألا تنتهي الأزمة بإقالة رئيس الأركان.