واتهم الخامنئي الولايات المتحدة بـ"خيانة أصدقائها"، معتبراً أن واشنطن مستعدة لإشعال الحروب سعياً وراء النفط والمعادن، وأن أطماعها اليوم تمتد إلى أمريكا اللاتينية.
وجّه المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي خطاباً للشعب تناول فيه أبرز التطورات الوطنية والإقليمية والدولية، مشدداً على أن التدخلات الأمريكية عبر العقود لم تنتج سوى "الحروب والإبادة والدمار".
وقال إن الولايات المتحدة كانت المحرّك الأساسي للحرب "المدمّرة" في أوكرانيا، وإن الرئيس الأمريكي الحالي فشل في تنفيذ وعوده بإنهاء الأزمة خلال أيام، بل فرض بحسب قوله "خطة من 28 بنداً بالقوة" على الدولة التي "دفعتها واشنطن إلى الحرب".
وأشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة ليست إلا نتيجة "دعم أمريكي مباشر"، مؤكداً أن واشنطن تكبّدت "خسارة فعلية" في هذا السياق، وأصبحت "مكروهة" عالمياً، كما نفى ما يتردد عن إرسال طهران رسائل للولايات المتحدة عبر وسطاء، واصفاً الأمر بـ"الكذب المحض".
واتهم خامنئي الولايات المتحدة بـ"خيانة أصدقائها"، معتبراً أن واشنطن مستعدة لإشعال الحروب سعياً وراء النفط والمعادن، وأن أطماعها اليوم تمتد إلى أمريكا اللاتينية.
وشدد قائلاً: "لا يليق بالجمهورية الإسلامية أن تسعى إلى علاقة أو تعاون مع مثل هذه الدولة، قطعاً".
التعبئة.. "ثروة وطنية" تتناقلها الأجيال
خصص الخامنئي جزءاً مهماً من خطابه للحديث عن "التعبئة" ودورها في المجتمع الإيراني، مؤكداً أن جيلها الرابع "من الشباب واليافعين" بات اليوم "منشغلاً بالتحرك والنضال".
وأوضح أن التعبئة ليست مجرد تنظيم تابع للحرس الثوري، بل "حركة وطنية قيّمة" تستمد دوافعها من "الغيرة والثقة بالنفس"، وأن انتشارها في أرجاء البلاد يمثل "ثروة كبرى لا ينبغي التفريط بها".
وأضاف أن إيران، بوصفها دولة "تواجه المتغطرسين وقطاع الطرق الدوليين" وتشكّل ما أسماه بـ "جبهة المقاومة"، تحتاج إلى التعبئة أكثر من غيرها، نظراً لاتساع حجم العداء وتعدد الأطماع والتدخلات الأجنبية.
وأشار الخامنئي إلى أنّ تأثير "عنصر المقاومة" لم يعد محصوراً داخل إيران، بل امتد إلى الخارج، حيث تُرفع شعارات داعمة لغزة وفلسطين في شوارع الدول الأوروبية والغربية، وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها.
وقال إن هذه الظاهرة تؤكد أن "النبتة التي انطلقت من إيران" أصبحت نموذجاً عالمياً يتوسع تدريجياً.
المسار المقاوم… ضرورة دائمة
وأوضح أن ديمومة التعبئة هي الضمانة لبقاء روح المقاومة حيّة داخل إيران، لافتاً إلى أن المستضعفين حول العالم "يشعرون بوجود قوة تساندهم وتنطق باسمهم" حين تكون التعبئة حاضرة ومتيقظة.
وأضاف: "كل عام يجب أن نقدّر التعبئة أكثر من العام السابق، وأن نعظّم دورها وننشرها بين شبابنا".
وبيّن الخامنئي أن للتعبئة بعدين متكاملين: بعد رسمي صلب بوصفها جزءاً من الحرس الثوري، قادر على "كسر العدو"، بحسب وصفه، إضافة إلى بعد خدمي اجتماعي يظهر في الزلازل والفيضانات والكوارث والعمل الإنساني.
وأكد أن خلف هذا التنظيم توجد "ساحة واسعة يصعب إحصاؤها" تتكون من أفراد يعملون بدافع وطني في ميادين العلم والصناعة والاقتصاد والحوزات والجامعات وبيئات الإنتاج.
"من بدأ الهجوم تكبّد خسائر أكبر"
وتطرق الخامنئي إلى حرب الاثني عشر يوماً مع إسرائيل، قائلاً إن إيران تمكنت خلالها من "الانتصار على أمريكا وإسرائيل"، وإن مخططات استمرت لعشرين عاماً لإثارة الفتنة داخل إيران "انقلبت على أصحابها"، ما أدى إلى "اتحاد عام" بين الشعب والنظام.
وأكد أن الخسائر المادية التي لحقت بإسرائيل كانت أكبر بكثير مما أصاب إيران، مضيفاً: "نعم، فقدنا أرواحاً عزيزة، لكن من بدأ الهجوم تكبّد خسائر أكبر".
وقال إن الولايات المتحدة استخدمت أحدث الأسلحة، من الغواصات إلى المقاتلات وأنظمة الدفاع المتطورة، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها، بل إن محاولتها خداع الشعب الإيراني انعكست سلباً، وأدت إلى تعزيز وحدة الإيرانيين وإفشال خصومهم.