هزيمة لليمين المتطرف.. أحزاب اليسار تحقق مفاجأة وتتصدر الانتخابات التشريعية الفرنسية

اعتبر جوردان بارديلا في خطاب إلى مناصريه بعد الإعلان عن النتائج "أننا سنكون إلى جانب الشعب الفرنسي وعلى استعداد لتحمل مسؤولياتنا. سأكون هنا معكم ولأجلكم حتى تحقيق النصر. لا شيء يمكنه أن يوقف شعبا استعاد الأمل مجددا".

اعتبرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان أن فوز حزبها مسألة وقت لا أكثر.

وقالت: "كل ما في الأمر أن فوزنا تأجل لأننا الحزب الأول في فرنسا. فالمدّ في تصاعد، صحيح أنه لم يرتفع كما يجب لكنه مستمر والتالي فإن فوزنا مؤجل فقط. وتجربتي الطويلة تقول لي إنه لا يجب أن نشعر بالخيبة حين نرى أن عدد نواب حزبنا قد تضاعف".

قال رئيس الوزراء غابرييل أتال إنه سيقدم استقالته للرئيس إيمانويل ماكرون غدًا "وفقًا للتقاليد"، لكنه سيواصل ممارسة مهامه "ما دامت واجباته تتطلب ذلك".

وأضاف أتال: "أعلم أنه في ضوء نتائج الليلة، يشعر العديد من الفرنسيين بدرجة من عدم اليقين بشأن المستقبل، حيث لا توجد أغلبية مطلقة".

وتابع أتال، في إشارة إلى الألعاب الأولمبية المقرر انطلاقها خلال أسابيع قليلة، إن “بلادنا تعيش وضعا سياسيا غير مسبوق وتستعد لاستقبال العالم خلال أسابيع قليلة”.

وأضاف: "الليلة تمثل بداية حقبة جديدة".

رئيس الوزراء غابريال أتال الذي سيتقدم غدا باستقالته للرئيس ماكرون فاز في انتخابات الدور الثاني بنسبة 61.6 في المئة.

علّق رئيس المجلس الأوروبي السابق دونالد توسك في تغريدة على تويتر على فوز اليسار بالانتخابات التشريعية الفرنسية قائلًا: "فرح في باريس، خيبة أمل في موسكو، ارتياح في كييف. هذا يكفينا لنكون سعداء في وارسو".

انتقد رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا الأحد "تحالف العار" الذي حرم الفرنسيين من "سياسة إنعاش" في وقت حلّ حزبه في المرتبة الثالثة في تقديرات نتائج التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية.

وقال بارديلا "يُجسّد حزب التجمع الوطني أكثر من أي وقت مضى البديل الوحيد"، متعهدًا أن حزبه لن ينزلق نحو "أي تسوية سياسية ضيقة" ومؤكدًا أن "لا شيء يمكن أن يوقف شعبًا عاد له الأمل".

رأى زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون الأحد أن على رئيس الوزراء "المغادرة" وأنه ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة متصدرة الانتخابات التشريعية في فرنسا الأحد والتي ينتمي إليها حزبه، أن "تحكم".

وقال ميلانشون زعيم حزب فرنسا الأبية، فيما حل اليمين المتطرف ثالثا بعدما كان فوزه مرجحا "شعبنا أطاح بوضوح أسوأ الحلول".

أشارت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية إلى أن الجبهة الشعبية الجديدة حلّت في المركز الأول حيث ستحصل عدد تقريبي من المقاعد يقدّر بما بين 172 إلى 192، فيما سيحصل حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف على ما بين 132 و152 مقعداً، أما ائتلاف الرئيس إيمانويل ماكرون فحصل على ما بين 150 و170 مقعداً.

نسبة مشاركة استثنائية في الانتخابات التشريعية الفرنسية حيث كانت الأعلى منذ قرابة ثلاثين سنة (1997) بحسب معهد إيبسوس لاستطلاع الرأي، حيث وصلت هذه النسبة إلى 67.1%. وسجل هذا الرقم القياسي بحدود الساعة السادسة و25د مساء بتوقيت فرنسا

حث أوليفييه فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، المواطنين على توخي الحذر هذا المساء تحسبا لأعمال عنف محتملة من اليمين المتطرف.

وقال في منشور على منصة إكس: "اليمين المتطرف لا يحب الديمقراطية. إنه يتوقع هزيمته ويدعو إلى العنف".

وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الفرنسية إلى 59.71% عند الساعة الخامسة ظهرًا.

والجدير بالذكر أن هذه النسبة كانت 38.11% في الوقت نفسه خلال الانتخابات التشريعية لعام 2022، ما يشير إلى ازدياد نسبة الإقبال على التصويت.

أصبح إيمانويل تجيباو أول نائب برلماني مؤيد للاستقلال عن كاليدونيا الجديدة، إحدى أقاليم فرنسا الخارجية، منذ عام 1986.

تجيباو، الذي حصل على 57% من الأصوات، هو ابن جان ماري تجيباو، زعيم استقلال الكاناك الذي اغتيل في بلدة أوفيا في عام 1989.

ومن المثير للاهتمام أن إقليم ما وراء البحار أجرى استفتاءات حول مستقبله داخل فرنسا في السنوات الأخيرة، وكانت النتيجة مؤيدة لفرنسا في كل مرة. ومع ذلك، فإن مسألة الاستقلال لا تزال محل نزاع ساخن.