وفقاً لدراسة حديثة ، الأمومة عامل رئيسي لنجاح الطفل في المدرسة. سنتعرف على مدى تأثير العلاقة بين الأم والطفل من الحمل حتى سن البلوغ من خلال بعض الحالات المتميزة.
كوريا الجنوبية: تنمية القدرة الدماغية للجنين
في كوريا الجنوبية، النساء الحوامل يطبقن التايو . انها تقنية كورية قديمة تمارسها الأم لآثارها الجيدة على طفلها الذي لم يولد بعد. التركيز يكون على خلق بيئة تساعد على تنمية القدرة الدماغية والعاطفية للجنين ، مع دروس محددة لممارسة اليوغا وما يساعد على إسترخاء أمهات المستقبل
.
وفقا للثقافة الكورية، الجنين هو مخلوق حي يعيش في بيئة خاصة لها تأثير كبير على نموه بعد ولادته. هنا، يقال دائماً، إن تسعة اشهر من التعليم قبل الولادة أفضل من تسع سنوات من التعليم بعد الولادة .
في كوريا، تتزايد شعبية التايو ، وبدأت تنتشر في دول أخرى، فالأمهات الأمريكيات ، مثلاً، بدأن باستخدامها على نحو متزايد.
باكستان: أم غيرت مسار حياة إبنتها
عمل حُميرة باشال ،التي توفر التعليم للأطفال في قريتها ، اصبح معروفاً في أنحاء باكستان ، بيد انها كافحت من أجل تعليمها . والدتها هي التي غيرت مسار حياتها.
في بيتها ، في بلدة صغيرة على مشارف كراتشي، حُميرة تحترم القواعد العائلية، بيد انها تمكنت من التغلب على بعض منها .
والدها أراد لها الزواج بيد أن والدتها ارادت لها التعليم. على مدى ثلاث سنوات ، إضطرت إلى الذهاب الى المدرسة سراً.
والدتها غير متعلمة لكنها ارادت ان تفعل كأخواتها اللواتي حصلن على التعليم في إيران . أرادت أن تذهب إبنتها الى المدرسة. ففعلت كل ما بامكانها.
لسنوت عدة طرقت ابواب جيرانها لإقناعهم باهمية المدرسة. حملة قادت إلى تأسيس، في العام الفين وسبعة، ما اطلق عليه Dream Model Street
School- أي نموذج لمدرسة شارع يُحلم بها، اليوم انها تدير مدرسة من إثنين وعشرين معلماً لتدريس ألف طالب تقريباً.
حُميرة تقول إنها حين بدأت في هذه المدرسة ، لم تكن هناك اية فتاة انهت المدرسة المتوسطة. اليوم، من عشرين الى خمسة وعشرين بالمئة من الفتيات حصلن على و ظائف لائقة في المستشفى، أوفي شركة أو مصنع. العدد لا يزال قليلاً، لكن لا باس به ايضاً .
في الباكستان، سبعة ملايين طفل لا يذهبون الى المدرسة واربعون بالمئة فقط من الفتيات يُكملن التعليم الإبتدائي.
أسبانيا: لم يفت الأوان للعودة إلى المدرسة
هذا ما يمكن أن نتعلمه من سيدة اسبانية قررت دراسة الإعلام في السابعة والسبعين من العمر، انها مثل بالنسبة لإحفادها للسير على خطاها. اليوم، كارمن لها شهادة في الإعلام، انه حلم الطفولة الذي حققته في السابعة والسبعين من العمر، بعد خمس سنوات تخرجت. اليوم انها فخورة بهذا وتطلع احفادها على دروسها وعلاماتها خلال دراستها .كارمن دلغادو، تتحدث عن تجربتها :
“أردت أن أدرس الإعلام منذ ان كنت صغيرة جدا، لكنني لم أتمكن من تحقيق هذا. في ذلك العصر، لم يكن هناك سوى عدد قليل من النساء اللواتي ذهبن إلى الجامعة. لربما أن والدي لم يكن معارضاً ، بيد أن ذهاب المراة إلى الجامعة لم يكن معتاداً . لهذا السبب لم أدرس آنذاك .
كنت حزينة جداً بعد وفاة زوجي. تحدثت مع حفيدي الذي كان قد انهى تواً دراسته الثانوية ولم يكن يعلم ماذا سيفعل من بعد. قلت بأنني متأسفة لعدم إمكانية
حصولي على شهادة في الإعلام . قال لي إنه هو ايضاً يفكر بدراسة الإعلام. فأجبته : “ إن درست هذا الإختصاص انا ايضا سأفعل هذا.
طالما كانت هناك حياة ، هناك أمل. اذا كانت لديكم طاقة ، لديكم الكثير من الإمكانيات. عليكم أن تأخذوا كل ما تستطيعون من الحياة قبل ان تبلغوا العمر الذي لم يعد بامكانكم ان تفعلوا اي شيء. قبل ان يأتي هذا الوقت، عليكم الإستمرار بالنشاطات” .