لماذا يستهدفون تمثال "عين الفوارة" في الجزائر؟ وما قصته؟
تعرض المعلم الأثري عين الفوارة في ولاية سطيف الجزائرية مجدداً إلى محاولة تخريب فاشلة. وأظهرت مضامين صور ومقطع فيديو تناقلتها وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي، شاباً يعتلي منصة التمثال حاملاً مطرقة قبل إنزاله ومنعه من تخريبه.
وتمثل المنحوتة جسد امرأة نصف عارية، تتباين وجهات نظر الناس إليها بين الموافقة والرفض، وسبق أن تعرضت المنحوتة لحادثتي تخريب سابقتين.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن محمد لمين زرارقة المسؤول عن الممتلكات الثقافية في الولاية، أن محاولة التخريب وقعت صباحاً، إثر تسلق شاب يبلغ من العمر نحو 30 سنة المعلم الأثري عين الفوارة من جهته الخلفية مشهراً مطرقة، ومتأهباً للقيام بتحطيم التمثال، إلا أن التدخل السريع لحارس المعلم، وأحد المواطنين حال دون وقوع الكارثة.
ونافورة عين الفوارة يعود بنائها إلى سنة 1898، منحوتة من الحجر الأبيض والمرمر، وهي على عين ماء تنسب إليه.
تتوسط المنحوتة ساحة الاستقلال في المدينة، وتُعتبر من معالمها التي كتب عنها شعراء وأدباء جزائريون وعرب.
للمزيد على يورونيوز:
- تماثيل على شكل ذئب تؤدي "تحية هتلر" في مدينة كيمنتس الألمانية
- فيديو: مدينة ألمانية تزيل تمثالاً لأردوغان أثار جدالاً واسعاً في ألمانيا
- تماثيل لأيقونات فرعونية وعالمية معاصرة بمتحف للرمال في مصر
محاولات تخريب سابقة
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها تمثال عين الفوارة للتخريب، إذ شهد سابقاً عدة محاولات، ففي يوم الثلاثاء 22 نيسان (إبريل) 1997، وخلال العشرية السوداء، أقدمت مجموعة على تفجير التمثال، باستخدام قنبلة وضعت بأسفله وحطمت أجزاء منه، فقامت السلطات المحلية بترميمه في أقل من 24 ساعة فقط.
وفي 18 كانون الأول (ديسمبر) 2017 أقدم رجل قيل إنه مختل عقلياً على تحطيم أجزاء منه.
وفي آب (أغسطس) الفائت احتُفل بتدشين التمثال بعد 7 أشهر من أعمال الترميم.
إذ يرى فيه قسم كبير من الجزائرين عملاً تاريخياً مدعاة للفخر، وعبروا عن ذلك في تغريداتهم المتنوعة، رداً على الحادثة.
تاريخ المنحوتة
صنع المنحوتة النحات الفرنسي الإيطالي الأصل فرنسيس سان فيدال في شهر تموز (يوليو) 1898، خلال إقامة المعرض العالمي للمنحوتات بمتحف اللوفر الفرنسي، بمناسبة مرور 100 عام على بناء برج إيفل، حيث شاهدها الحاكم العسكري الفرنسي لمدينة سطيف وأُعجب بها فنقلها إلى سطيف.