استقالة رئيس البرلمان في جورجيا والاحتجاجات المطالبة بالتغيير مستمرة

عناصر من الشرطة في تبليسي خلال احتجاج ضدّ زيارة نائب روسي البلاد
عناصر من الشرطة في تبليسي خلال احتجاج ضدّ زيارة نائب روسي البلاد Copyright REUTERS/Irakli Gedenidze
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

اندلعت الاحتجاجات في جورجيا إثر زيارة نائب روسي العاصمة وتحدثه باللغة الروسية أمام عدد من السياسيين. الحادثة لم تمرّ مرور الكرام، خصوصاً في ظل انقطاع العلاقات بين موسكو وتبليسي اللتين خاضتا مواجهة عسكرياً في 2008...

اعلان

استمرت الاحتجاجات في العاصمة الجورجية تبليسي لليلة الثالثة على التوالي ولكنها كانت أهدأ من ليل الخميس-الجمعة، حيث وقعت مواجهات بين المحتجين ورجال الأمن ما أدى إلى سقوط نحو 240 جريحاً بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. 

وتظاهر آلاف المواطنين الجورجيين أمام مقر البرلمان في العاصمة، ليل الجمعة-السبت، احتجاجاً على زيارة قام بها نائب روسي في وقت سابق من هذا الأسبوع ومن أجل مطالب أخرى. 

وقال المتظاهرون إن التحرك سلمي، فيما يقول مراقبون إن استقالة رئيس مجلس النواب، إراكلي كوباخيدزيه، التي جاءت بعد ظهر أمس، قد تكون أسهمت في تخفيف حدّة المظاهرات. 

روسيا وجورجيا وحرب 2008

تبادلت جورجيا وروسيا الاتهامات يوم أمس، الجمعة، بشأن اضطرابات اندلعت في تبليسي بسبب زيارة نائب روسي، فما حاولت أحزاب المعارضة الجورجية استثمار الغضب الشعبي إزاء ما حدث في الضغط من أجل مطالب سياسية أوسع.

واندلع العنف في العاصمة الجورجية في وقت متأخر يوم الخميس واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لمنع الحشود الغاضبة من اقتحام البرلمان.

وأصيب المئات من المحتجين وأفراد الشرطة في الاشتباكات بعضهم إصابته خطيرة عندما حاول المحتجون اقتحام صفوف شرطة مكافحة الشغب ورشقوها بالزجاجات والحجارة وجذبوا الدروع الواقية من أفرادها مما أثار رد فعل عنيفا من الشرطة.

وعلى الرغم من أن سبب الاحتجاجات ظاهريا هو كيفية إدارة العلاقات مع روسيا التي خاضت حربا قصيرة مع جورجيا وكسبتها في عام 2008، تسعى أحزاب المعارضة لاقتناص تلك اللحظة للضغط من أجل مطالب أوسع ولا صلة لها بالشأن الروسي. 

وكانت المعارضة دعت المواطنين للنزول إلى الشوارع مرة أخرى مساء يوم الجمعة، ولبى الآلاف الدعوة وتجمعوا أمام مقر البرلمان، وأعطى قادة المعارضة الفرصة للمحتجين من الشبان والطلاب للحديث.

وقال أحد المحتجين "نحن هنا لإظهار غضبنا وإظهار استعدادنا لتغيير وجه هذه البلاد". وكان هناك وجود محدود للشرطة.

ويطالب ائتلاف من أحزاب معارضة في وقت لاحق باستقالة وزير الداخلية أيضا والإفراج عن المحتجين الذين ألقي القبض عليهم ليل الخميس وإجراء محادثات حول إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

وقال تيمار كوردزايا زعيم الحزب الجمهوري المعارض إن الاحتجاجات ستستمر لتحقيق المطالب. وأيد المحتجون يوم الجمعة تلك المطالب.

ووسط تصاعد حدة التوتر بين جورجيا وروسيا، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يوم الجمعة بتعليق رحلات طيران الركاب من روسيا إلى جورجيا اعتبارا من الثامن من يوليو تموز لحماية الأفراد مما وصفها الكرملين بأعمال إجرامية.

كما أوصى بوتين بأن تقوم وكالات السياحة والسفر بتعليق الرحلات من روسيا إلى جورجيا، وأمر الحكومة الروسية بإعادة السائحين الروس المتواجدين في جورجيا.

ووصفت سالومي زورابيشفيلي رئيسة جورجيا يوم الجمعة روسيا بأنها "عدو ومحتل" واتهمت موسكو بالمساعدة في إشعال احتجاجات اجتاحت العاصمة تبليسي لكن الكرملين اتهم اليوم سياسيين جورجيين متطرفين بالمسؤولية عما وصفه بأنه "تحريض ضد روسيا".

وكتبت الرئيسة في صفحتها على فيسبوك "روسيا عدو ومحتل. قد يكون الطابور الخامس الذي تديره أكثر خطرا من العدوان السافر".

وما زال النفوذ الروسي في جورجيا موضوعا حساسا من الناحية السياسية وتتهم المعارضة حزب الحلم الجورجي الحاكم الذي ساند زورابيشفيلي للوصول للحكم في أواخر العام الماضي بأنه أضعف من اللازم عندما يتعلق الأمر بمواجهة روسيا.

وخاضت الدولة الصغيرة في جنوب القوقاز والحليفة للولايات المتحدة حربا قصيرة مع روسيا وخسرتها في 2008. 

وليس هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ ذلك الوقت. واعترفت روسيا باستقلال منطقتين جورجيتين منشقتين وهما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين ترابط فيهما قوات روسية الآن.

اعلان

غضب جورجي

كان المحتجون غاضبين بسبب زيارة سيرجي غافريلوف عضو مجلس النواب الروسي للمشاركة في الجمعية البرلمانية الدولية للأرثوذكس التي تسعى لتعزيز الروابط بين البرلمانيين الأرثوذكس.

وألقى غافريلوف كلمة باللغة الروسية جالساً على مقعد رئيس البرلمان الجورجي مما أثار حفيظة بعض السياسيين والجورجيين الذين يريدون أن تبقى روسيا بمنأى عن السيطرة على بلادهم.

وقال غافريلوف في مؤتمر صحفي في موسكو اليوم الجمعة إنه يعتقد أن الاحتجاجات جرى الإعداد لها سلفا.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن سلامة غافريلوف وغيره من أفراد الوفد الروسي تعرضت للخطر مضيفا أن موسكو قلقة بشدة نظرا لأن جورجيا مقصد مهم للسائحين الروس.

وقالت المتحدثة باسم الرئيسة لرويترز إنها تعتزم قطع زيارتها الرسمية لروسيا البيضاء والعودة إلى البلاد في ظل الأحداث.

اعلان

المصادر الإضافية • رويترز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: تخصيص عشرات الفنادق كبديل للمستشفيات لرعاية مرضى كوفيد-19 في جورجيا

رئيسة جورجيا: "الطابور الخامس الروسي" وراء أعمال العنف الأخيرة

اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين يحتجون على بناء محطة للطاقة في جورجيا