نزاع عسكري وكورونا وغلاء للأسعار.. "بأي حال عدت يا عيد" إلى ليبيا

صورة لخروف
صورة لخروف Copyright Uschi Dugulin from Pixabay
Copyright Uschi Dugulin from Pixabay
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

نزاع عسكري وكورونا وغلاء للأسعار.. "بأي حال عدت يا عيد" إلى ليبيا

اعلان

عزف العديد من الليبيين هذه السنة عن زيارة سوق الماشية لشراء الأضاحي، إذ يقبل العيد عليهم فيما تثقل كاهلهم مجموعة أزمات: فبالإضافة إلى تداعيات نزاع عسكري يطول، يتفشى فيروس كورونا الجديد، بينما تنوء العائلات تحت ثقل الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار.

ويقول سليمان ارطيل، وهو مربّي أغنام من مدينة زليتن التي تبعد 140 كلم شرق طرابلس، إنه جاء إلى سوق الماشية الأكبر في طرابلس وغرب ليبيا الواقع في الضاحية الجنوبية لبلدية تاجوراء بضواحي العاصمة، لعرض رؤوس للبيع.

ويضيف "على غير العادة، هذا العام هناك عزوف لافت للزبائن الذين في الأيام التي تسبق العيد، يقومون بشراء الأضاحي من الأغنام".

ويتابع "المشهد الذي يخلو فيه السوق من الزبائن بهذه الصورة، لم نعهده منذ أعوام طويلة".

ويقصد السوق مربو الماشية من مدن ليبية مختلفة، خصوصا في ذروة موسم بيع الأغنام الذي يتزامن مع عيد الأضحى.

ويعيد أرطيل الذي كان يعرض المئات من رؤوس الغنم داخل حظائر، أسباب العزوف إلى "خوف الناس من تجمعات السوق المكتظة مع ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مؤخرا، إلى جانب غلاء أسعار للمواشي"، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار "خارج عن إرادة المربين".

ويتابع "كل شيء ارتفع ثمنه، من أسعار الأعلاف التي قفزت إلى ضعفين، الى تكلفة النقل العالية بين المدن بفعل المخاطر الأمنية المترتبة".

وشهد معدل الإصابات بفيروس كورونا الجديد في ليبيا خلال الأيام الماضية ارتفاعا لافتا، وتسجّل يوميا أكثر من مئة إصابة. ومنذ تسجيل أول حالة في نهاية آذار/مارس، بلغ عدد الإصابات 3017 بينها 67 وفاة.

قبل أيام قليلة من العيد الذي بدأ الجمعة، كان يتواجد في السوق الممتد على أكثر من ثلاثة كلم مربع، عدد قليل من الزبائن، وكان معظمهم يقومون بعملية تجول وتعرّف على الأسعار مع شحّ واضح في عمليات الشراء.

وقال أحد الزوار أحمد الفلاح إن "الأسعار المرتفعة جعلت الكثيرين يفكرون جديا في إلغاء شراء الأضحية، لا سيما مع اضطرار بعضهم إلى الاقتراض لتأمين ثمنها، ما يشكل عبئا إضافيا على مداخيلهم المحدودة والمتضررة بفعل النزاعات المسلحة من الأساس".

وأضاف "منذ ثلاثة أيام أتردد إلى السوق، أقوم بالتجول والتعرّف على الأسعار دون قدرة على الشراء، المبلغ الذي بحوزتي لا يكفي لشراء الأضحية".

وكان الفلاح يتجوّل برفقة أطفاله الثلاثة.

ويتراوح متوسط أسعار الأغنام في أسواق الماشية بين 1400 دينار أي ما يعادل 1000 دولار بالسوق الرسمية و1200 دينار.

من جانبه، قال محمد كشر إن "الأسعار الحالية ستجعل شريحة كبيرة من الليبيين عاجزين عن الشراء، لأنها تفوق قدرتهم المالية المحدودة".

وأوضح كشر بينما كان ينظر إلى حظائر الماشية، "قامت معظم البنوك بصرف 1000 دينار فقط خلال هذه الأيام، مبلغ أقل من الأسعار المعروضة للمواشي، والمواطن في حيرة من أمره، هل يصرفه على الأضحية أو يحتفظ به لتأمين مصروف عائلته لشهر كامل؟".

وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، نزاعاً مسلحاً بين قوات المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة ومقرّها طرابلس.

وجرت معارك طويلة بين الطرفين، لا سيما في محيط طرابلس انتهت مطلع حزيران/يونيو بسيطرة حكومة الوفاق على كامل غرب ليبيا وانسحاب قوات حفتر إلى سرت الواقعة 450 كلم شرق طرابلس. وقتل وجرح في المعارك المئات من المدنيين وتشرّد أكثر من 200 ألف شخص.

وتسببت المعارك أيضا بتضرر كبير في البنى التحتية، لا سيما في الكهرباء. وبالتالي، سيواجه الليبيون، في حال شراء الأضاحي، صعوبات جمة، في الاحتفاظ باللحم المذبوح في ثلاجات لا تعمل إلا نادرا بسبب انقطاع التيار الكهربائي وسط حر قائظ.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الصليب الأحمر: تزايد الإصابات بكورونا في ليبيا يفاقم أزمة البلد

اجتماع للجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية لتقييم وضع كورونا

ما قصة اكتشاف مقبرة جماعية في صحراء غربي ليبيا؟