بعد مرور شهر على بدايته.. هل أصبح الغزو الروسي لأوكرانيا حرب استنزاف؟

صفارات وضجة وأعمدة من الدخان في الأفق. ما لا يمكن تصوره يصبح واقعاً. في 24 شباط/ فبراير، اندلعت الحرب وغزت روسيا أوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب.
خلال ساعات قليلة تستولي على محطة تشيرنوبيل للطاقة. ويأمر الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالتعبئة العامة، لجميع الذكور فوق سن 18 عاماً.
في الأيام التالية، يعلن الغرب سلسلة غير مسبوقة من العقوبات ضد روسيا، ويعزلها عن النظام المالي الدولي. يضع بوتين "قوات الردع" النووي في حالة تأهب قصوى والناتو يندد.
المقاومة الأوكرانية شرسة وغير متوقعة. يرفض زيلينسكي الإخلاء ويضاعف رسائله الوطنية على مواقع التواصل الاجتماعي ويطلب مساعدة المجتمع الدولي.
تتقدم القوات الروسية في الشرق والجنوب، حيث سيطرت على خيرسون، أول مركز حضري كبير يسقط في أيدي القوات الروسية. ويظهر السكان رفضهم للمحتلين.
بعد يومين، وبعد قتال عنيف، تستولي القوات الروسية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي من بين أكبر محطات الطاقة النووية في أوروبا. الأمر الذي أغضب المجتمع الدولي.
يفر أكثر من مليون شخص من البلاد، أغلبهم من النساء والأطفال، توجه معظمهم إلى بولندا.
لكن بعد مرور فترة قصيرة على الغزو، تتعثر القوات الروسية في عدة مدن أوكرانية، وتُظهر صوراً للأقمار الصناعية حصار قافلة عسكرية عملاقة على الطريق السريع المؤدي إلى كييف.
موسكو تقوم بقصف مكثف دون اعتبار لسقوط ضحايا مدنيين وتحاصر ماريوبول على بحر آزوف. تقصف مستشفى للولادة والأطفال في ماريوبول. وبعد أسبوع تدمر القنابل مسرحاً تحول إلى مأوى بداخله مئات المدنيين. فشلت، لغاية ألآن، محاولات فتح ممرات إنسانية في ماريوبول، المدينة التي بدأت تدفن ضحاياها في مقابر جماعية.
تحول الرئيس الروسي إلى شخص منبوذ على الساحة الدولية. في الذكرى الثامنة لضم شبه جزيرة القرم، يستغل تجمعاً حاشداً في موسكو، لتسويق مبررات غزوه لأوكرانيا.
مر شهر والحرب مستمرة .. آلاف القتلى من الجانبين، كثير منهم مدنيون أوكرانيون. يقترب عدد اللاجئين من 4 ملايين، وهناك نحو 3.5 مليون نازح داخلي ويستمر حوار الصُمّ عندما يتعلق الأمر بوقف القتال.