برلين (رويترز) - استأنف الجيش الألماني مهمته للاستطلاع في مالي يوم الثلاثاء، بعد تعليق استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع، إثر خلاف مع حكومة مالي حول تصاريح الطلعات الجوية.
وتنشر برلين نحو ألف جندي في مالي، معظمهم بالقرب من بلدة جاو بشمال البلاد، حيث تتركز مهمتهم الأساسية في جمع المعلومات لصالح بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما).
وكتب الجيش الألماني على تويتر "يمكن للقوات استئناف دورياتها خارج جاو"، فيما يعني رفع التعليق المعلن في منتصف أغسطس آب.
وتأسست البعثة عام 2013 لدعم القوات الأجنبية والمحلية التي تحارب المتشددين الإسلاميين، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت توترات متكررة بين سلطات مالي والبعثة.
وتبقى المشاركة الألمانية على المدى الأطول محل شك، بعد خلاف مع المجلس العسكري الحاكم في باماكو، وأنباء عن وصول قوات روسية إلى جاو، فيما يذكي مشاعر القلق لدى برلين من الوجود العسكري الروسي المتزايد في مالي.
وتدهورت العلاقات بين أوروبا ومالي منذ الانقلاب العسكري عام 2020، وبعدما دعت الحكومة مقاتلين من (مجموعة فاجنر)، وهي شركة عسكرية خاصة مرتبطة بالكرملين، لدعم حربها ضد المسلحين.
ودفع ذلك فرنسا إلى سحب قواتها في وقت سابق من هذا العام، بعد وجود استمر لما يقرب من عشر سنوات في البلاد.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الاثنين من أن برلين قد تضطر إلى سحب قواتها إذا لم توفر السلطات في مالي الاحتياجات الأمنية للقوات.
وفي مقابلة مع رويترز مؤخرا، قال مفتش الجيش الألماني إبرهارد زورن إنه يتعين ألا يعرقل وجود القوات الروسية عملَ قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ولا أن يوفر غطاء لانتهاكات حقوق الإنسان، محذرا من أن مثل هذه التطورات قد تؤدي إلى إنهاء مشاركة برلين هناك.