قبل أسابيع من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعلنت منظمته عن صفقة جديدة مثيرة للاهتمام، اذ وقّعت اتفاقًا لتأجير علامتها التجارية لمشروعين عقاريين فاخرين في السعودية، في خطوة تعكس طموح المنظمة لتعزيز وجودها في المنطقة.
وأعلنت المنظمة أنها ستدخل في شراكة مع شركة "دار جلوبال"، المتخصصة في التطوير العقاري الفاخر وتتخذ من لندن مقرًا لها، حيث ستتولى تطوير المشروعين بشكل كامل في العاصمة السعودية الرياض، مع الاستفادة من العلامة التجارية "ترامب". وتعد هذه الشراكة امتدادًا لتعاون سابق بين الطرفين في مشاريع أخرى، من بينها منتجع جولف في سلطنة عمان.
وفي بيان رسمي، قال إريك ترامب، نجل الرئيس المنتخب والمشرف على المصالح العقارية للعائلة: "بعد النجاح الملحوظ الذي حققه مشروع ترامب إنترناشيونال في عُمان، بالإضافة إلى مشاريعنا الأخيرة في دبي وجدة، يسعدنا الإعلان عن مشروعين إضافيين في الرياض"، في إشارة إلى الطموح المتزايد للمنظمة في المنطقة.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تُبرم فيها شركة ترامب صفقات دولية لتأجير علامتها التجارية، إذ سبق أن وقعت صفقات مماثلة قبل تولي ترامب الرئاسة عام 2017. شملت تلك الصفقات مشاريع عقارية في كندا ودبي والمكسيك والهند وتركيا، حيث اعتمدت المنظمة على نموذج التأجير بدلاً من الملكية الكاملة، وهو ما يمنحها الأرباح مع تقليل المخاطر المالية المرتبطة بالتطوير العقاري.
علاقات ترامب بالسعودية تثير الانتقادات
لم تمر هذه الصفقة الجديدة دون إثارة الجدل، إذ أعادت إلى الواجهة النقاش حول علاقة ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يُعتبر الحاكم الفعلي للسعودية. وكان ترامب قد تعرض لانتقادات واسعة بسبب ما وُصف بأنه "دعم ضمني" لولي العهد السعودي، خاصة بعد مقتل جمال خاشقجي، الكاتب الصحفي السعودي الشهير الذي كان أحد كتاب الرأي في صحيفة واشنطن بوست، الذي لقي مصرعه في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.
كما واجه جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مساعديه السابق، انتقادات مماثلة بسبب استثمار سعودي بقيمة ملياري دولار في صندوقه الاستثماري الخاص، والذي أسسه بعد مغادرته البيت الأبيض. وكان كوشنر قد لعب دورًا محوريًا في التوسط في اتفاقات أبراهام عام 2020، التي أسست العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات، ما جعل دوره محط تدقيق مستمر من قبل المعارضين الديمقراطيين.
"دار جلوبال".. شريك محوري في التوسع الإقليمي
شركة دار جلوبال، التي تُعد الذراع الدولية لشركة دار الأركان، هي إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في السعودية. تدير الشركة مشاريع تقدر قيمتها بحوالي 7.5 مليارات دولار في دول عدة، من بينها الإمارات وعُمان وقطر والمملكة المتحدة وإسبانيا إلى جانب السعودية، مما يعكس نطاق عملها الدولي الواسع.
وتشير المصادر إلى أن اختيار دار جلوبال شريكا في المشروعين الجديدين يعزز من احتمال التوسع الإقليمي لمشروعات منظمة ترامب في منطقة الخليج، خاصة بعد نجاح التعاون المشترك في مشروع منتجع الجولف في سلطنة عمان، ما قد يمهد الطريق لصفقات أخرى مستقبلية في المنطقة.
وتأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية تتبعها منظمة ترامب للعودة بقوة إلى المشهد الدولي، في وقت يترقب فيه العالم عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وسط تساؤلات حول طبيعة العلاقات التي ستربط إدارته المقبلة ببعض الدول، لا سيما السعودية، التي لطالما كانت محط انتقادات بسبب العلاقات الشخصية التي تربطه بحكّامها.