عنف وإصابات واعتقالات في الأسبوع 12 لاحتجاجات السترات الصفراء
خرج آلاف من متظاهري السترات الصفراء في عدة مدن فرنسية، السبت، في مسيرات احتجاجية ضد عنف الشرطة، غداة قرار مجلس الدولة السماح بمواصلة استخدام "قاذف الكرات الدفاعية" من أجل ردع المحتجين، والذي يرجح أنه يتسبب بجروح خطيرة.
وأطلق المتظاهرون اسم"مسيرة كبرى من أجل الجرحى" لمظاهراتهم المستمرة منذ 12 أسبوعا، حيث وجهوا دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من "أجل وضع حد للقوة المفرطة التي تستخدمها الحكومة لإخماد الاحتجاجات"، لا سيما بعد إصابة جيروم رودريغز، وهو أحد قادة الاحتجاجات، بجروح خطيرة السبت الماضي.
"لا للقنابل اليدوية"
وقبيل ظهر السبت، تجمع بضع مئات من المحتجين في ساحة في الدائرة الثانية عشرة في باريس وراء لافتة كتب عليها "لا للقنابل اليدوية والكرات الوامضة" مع صور جرحى تورمت وجوههم.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية إنها حشدت نحو 80 ألفا من قوات الأمن، بما يشمل خمسة آلاف في العاصمة باريس. كما تتابع الحكومة، التي أعلنت عن ما قيمته 10 مليار يورو من المساعدات، ونظمت نقاشا وطنيا كبيرا لتهدئة الغضب، من حجم التظاهرات.
ولا يمكن التكهن بحجم تجمعات السبت الثاني عشر، بعد مشاركة 80 ألف محتج السبت الماضي و84 ألفا السبت الذي سبقه، حسب أرقام وزارة الداخلية. لكن المتظاهرين يحتجون باستمرار على هذه الأرقام ويتهمون وزارة الداخلية بالتقليل من حجم التعبئة.
مئات الإصابات من الشرطة والمحتجين
وبدأت الاحتجاجات، التي اكتسبت اسمها من السترات الصفراء البراقة، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب خطط لرفع الضرائب المفروضة على الوقود، قبل أن تتحول لاحتجاجات أوسع نطاقا ضد الحكومة اجتذبت عشرات الآلاف من المتظاهرين على مستوى البلاد يوم السبت من كل أسبوع.
وحذرت الحكومة الفرنسية يوم الجمعة من أن الشرطة لن تتردد في استخدام بنادق الطلقات المطاطية السريعة حال جنوح المتظاهرين للعنف، بعد أن حصلت على تفويض بذلك من أرفع محكمة إدارية في البلاد.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو ألف من أفراد الشرطة أصيبوا إضافة لنحو 1700 محتج منذ بداية المظاهرات.
من جانبه، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير: "صحيح أن تلك الأسلحة متوسطة القوة يمكنها أن تتسبب في إصابات، لكن في مواجهة مثيري الشغب تحتاج الشرطة للدفاع عن نفسها ضد من يهاجمون أفرادها".
تعافي شعبية ماكرون
وأظهرت استطلاعات للرأي تعافيا في شعبية ماكرون، بعد أن أطلق جلسات تشاور وحلقات نقاش في محاولة لتهدئة الاضطرابات.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (هاريس إنترأكتيف) واستطلع رأي نحو ألف شخص يوم الجمعة أن شعبية ماكرون ارتفعت بأربع نقاط مئوية منذ ديسمبر كانون الأول مما وصل بنسبة التأييد له إلى 35 بالمئة.
وكما كان الأمر في احتجاجات الأسابيع السابقة حمل المتظاهرون أعلام فرنسا ولافتات تنتقد ماكرون لانفصاله عن الناس أو تدعو لإجراء استفتاءات بناء على مقترحات من المواطنين.
للمزيد على يورونيوز:
تعرف على السلاح الصاعق الذي تستخدمه الشرطة الفرنسية في مظاهرات السترات الصفراء
أكثر من 80 ألف متظاهر من أصحاب السترات الصفراء في فرنسا للأسبوع الحادي عشر
وتصدر متظاهرون أصيبوا خلال احتجاجات الأسابيع السابقة مسيرات يوم السبت وارتدى بعضهم عصابات على أعينهم رسمت عليها علامات تصويب.
وفي فالانس جنوب فرنسا قال رئيس البلدية إن إجراءات اتخذت استعدادا لخروج نحو عشرة آلاف متظاهر. وتخشى السلطات من أن نحو عشرة بالمئة من هذا العدد يمكن أن يكونوا من مثيري أعمال العنف.