الرئيس الفرنسي يزور بولندا ليعيد الدفء للعلاقات الثنائية

الرئيس البولندي دودا مستقبلاً ماكرون
الرئيس البولندي دودا مستقبلاً ماكرون Copyright AP Photo/Czarek SokolowskiCzarek Sokolowski
بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

ينتقد ماكرون إصلاحات وارسو القضائية المثيرة للجدل، والتي جرى تشديدها في قانون تم التصويت عليه في 23 كانون الثاني/يناير، يهدف كما تقول المعارضة إلى معاقبة القضاة الرافضين لتطبيق الإصلاحات، كما يتهم ماكرون وارسو بعرقلة إصدار برنامج يهدف إلى تحقيق مستوى الحياد من انبعاثات الكربون بحلول 2050.

اعلان

يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين بأول زيارة له إلى بولندا في محاولة لتجديد الحوار مع أحد أبرز خصوم باريس داخل الاتحاد الأوروبي حيث تتواجه باريس ووارسو حول مسائل المناخ واحترام دولة القانون وسياسة الهجرة.

ويلتقي ماكرون الاثنين الرئيس البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء ماتوش مورافيتسكي، فضلاً عن رئيسة مجلس النواب إليزيبيتا فيتيك ورئيس مجلس الشيوخ توماش غرودزكي.

وتشهد علاقات البلدين توتراً منذ وصول حزب القانون والعدالة القومي المحافظ إلى السلطة في بولندا عام 2015.

إصلاحات وارسو القضائية

وينتقد ماكرون منذ انتخابه رئيساً إصلاحات وارسو القضائية المثيرة للجدل، والتي جرى تشديدها في قانون تم التصويت عليه في 23 كانون الثاني/يناير، يهدف كما تقول المعارضة إلى معاقبة القضاة الرافضين لتطبيق الإصلاحات.

ويتهم ماكرون وارسو كذلك بعرقلة إصدار برنامج يهدف إلى تحقيق مستوى الحياد من انبعاثات الكربون بحلول 2050.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2018 انتقد ماكرون بغضب خلال زيارته سلوفاكيا قادة بولندا والمجر الذين وصفهم بـ"العقول المجنونة" التي "تكذب على شعبها" عبر اعتمادها مواقف مناهضة للاتحاد الأوروبي.

"مجموعة فيشيغراد"

وهدد ماكرون أكثر من مرة بربط المساعدات الأوروبية إلى دول الاتحاد باحترامها لدولة القانون ومشاركتها في استقبال المهاجرين وهو تحذير يستهدف خصوصاً بولندا والمجر. ويشكّل هذان البلدان إلى جانب تشيكيا وسلوفاكيا "مجموعة فيشيغراد" المناهضة لأوروبا الغربية.

وشكل قول ماكرون إن حلف شمال الأطلسي "يعاني من موت سريري" وجهوده للتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صدمة في بولندا القلقة من طموحات جارتها روسيا.

ودعا أيضاً خلال الخريف الناشطين من أجل المناخ إلى "التظاهر في بولندا" بعدما وجهوا إليه انتقادات، معرباً عن غضبه من "بولندا التي تعرقل كل شيء".

رغم هذه الخلافات، الرئيس الفرنسي معروف باعتماده سياسيةً خارجية واقعية قائمة على مبدأ "الحوار مع الجميع" وتشكيل تحالفات ثنائية في كل القطاعات.

محاولة لتقريب وجهات النظر

من جهة ثانية، ومع مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، بات لبولندا ثقل إضافي في الاتحاد الأوروبي لكونها الدولة الخامسة فيه من حيث عدد السكان والسادسة من حيث الناتج المحلي الإجمالي.

وفي محاولة لتقريب وجهات النظر مع بولندا نظراً لحجمها في الاتحاد، قال الإليزيه الأسبوع الماضي إن "من غير الممكن التقدم بشأن أي قضية أوروبية كبرى من دون بولندا".

وأوضحت الرئاسة الفرنسية "نريد تقوية العلاقة الفرنسية-البولندية، هناك خلافات يجب طرحها على الطاولة، لكن هناك أيضاً نقاط التقاء في مجالات مثل السياسة الصناعية، والدفاع الأوروبي، والطاقة النووية، والضريبة الرقمية وكذلك سياسة المنافسة".

وفي بادرة حسن نية، كرر الإليزيه هذا الأسبوع القول إن فرنسا تعتبر من الشرعي تلقي وارسو إعانات إضافية عن الدول الأخرى لمساعدتها في خفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون إذا انضمت إلى "الصفقة الخضراء" الأوروبية.

"ترتيبات مرنة"

أما إزاء سياسة الهجرة، فذكّرت باريس بأن ماكرون يعتبر منذ 2018 أن من الممكن إدخال "ترتيبات مرنة" على "مبدأ التضامن الإلزامي للجميع" الذي يدافع عنه في إطار استقبال المهاجرين، أي عبر "فرض المشاركة في البرامج الأوروبية" على الدول "بدل إرغامها على استقبال لاجئين".

في المقابل، تعتبر باريس أن قضية الإصلاحات القضائية وقضية القضاة المعارضين لها "ليست مسألة مواجهة فرنسية-بولندية، فمن الخطأ أن نجعل من ذلك مسألة ثنائية، لأن هذه مسألة أوروبية مشتركة".

وتتخذ المفوضية الأوروبية في هذا الإطار تدابير تدعمها فرنسا "بشكل لا لبس فيه"، و"سيتحدث عنها الرئيس" خلال زيارته، بحسب الإليزيه.

وتلتقي فرنسا وبولندا أيضاً في مسألة المطالبة بالحفاظ على التمويلات الكبيرة في السياسة الزراعية المشتركة في الميزانية الأوروبية الجديدة لأعوام 2021-2027، والتي ستبدأ المفاوضات بشأنها قريباً.

اعلان

"دعوة إلى مزيد من الاندماج الأوروبي"

ويرى المحلل السياسي ألكسندر سمولار أنه "بعد فترة حماس وتفاؤل طبعا سياسة ماكرون الخارجية، حان وقت العودة إلى الواقعية" خصوصاً في ظلّ انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي والتراجع النسبي لألمانيا، معتبراً أن هذه التحديات هي مصدر "فكرة عقد اتفاقات أقل عمقاً لكن أكثر سرعة".

وتأمل باريس في إبراز صناعاتها الدفاعية والنووية. وتعتبر فرنسا أن بولندا، التي لا زالت تعتمد بشدة على الفحم، ستكون بحاجة إلى الطاقة النووية لخفض انبعاثاتها المضرة. ويضم الوفد الفرنسي إلى بولندا مدير المشاريع النووية في شركة كهرباء فرنسا كزافييه أورسات ورئيس إدارة السلامة النووية برنار دوروشوك.

وفي ما يتعلق بالتسليح، تسعى بولندا إلى تعزيز قدرات قواتها المسلحة، لكنها تفضل حتى الآن التزود بالأسلحة الأميركية. ووقعت وارسو الجمعة مع واشنطن صفقة لشراء 32 طائرة "أف-35" بقيمة 4,6 مليار دولار.

ويزور ماكرون الثلاثاء كراكوفا العاصمة التاريخية لبولندا، و"سيلقي كلمة أمام شباب بولندا" خلال مؤتمر مع طلاب جامعة ياغيلونيا، من أجل إطلاق "دعوة إلى مزيد من الاندماج الأوروبي".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"لا تخبر أحداً".. فيلم وثائقي ما برح يلقي بظلاله على الكنيسة والحكومة في بولندا

رحلة أوروبا تصل إلى بولندا في أسبوعها التاسع

رئيس المؤتمر اليهودي العالمي يطالب زعماء بولندا بإدانة العداء للسامية