الروبوتات في خدمة الطواقم الطبية لمواجهة كوفيد-19

 روبوتات تساعد أخصائيي الرعاية الصحية على مساعدة مرضى Covid-19 في إحدى المستشفيات الإيطالية 08/04/2020
روبوتات تساعد أخصائيي الرعاية الصحية على مساعدة مرضى Covid-19 في إحدى المستشفيات الإيطالية 08/04/2020 Copyright AP
Copyright AP
بقلم:  يورونيوز
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

لم تبرز فائدة الروبوتات في أي مجال تكنولوجي أو اجتماعي أو حتى علمي مثلما هو الحال في مساهمتها حاليا في مكافحة فيروس كورونا، بمساعدتها الطواقم الطبية.

اعلان

ربما يرفض البعض فكرة تولي الروبوتات وظائف عديدة كانت حكراً على البشر، لكن في خضم انتشار فيروس كورونا الجديد، وحصده آلاف الأرواح في العالم أجمع، بات للروبوتات دور مهم لمساعدة الطواقم الطبية في المستشفيات، إذ لم تبرز فائدته في أي مجال تكنولوجي أو اجتماعي أو حتى علمي مثلما هو الحال في مساهمتها حاليا في مكافحة فيروس كورونا.

ففي مطلع آذار/مارس، اهتم فريق يتكون من 14 روبوتا بمرضى مستشفى ميداني في مدينة ووهان، التي انطلق منها وباء كوفيد-19.

وقد جرت عملية كشف حرارة المرضى، بالاستعانة بأدوات قياس تعمل بتقنية الجيل الخامس عند مدخل المستشفى الميداني، فيما كانت روبوتات أخرى تقدم لهم الأطعمة والأدوية، وتولى روبوت يحمل إسم "كلاود جينجر" التواصل مع المرضى.

ويوضح كارل جاو رئيس شركة "كلاود مايندز" التي تتخذ مقرا لها في بكين وكاليفورنيا، أن هذا الروبوت "كان يرقص ويعطي معلومات وإرشادات للمرضى لرفع معنوياتهم، بسبب أنهم كانوا يعانون الملل".

وكانت مجموعة، من بينهم طبيب، تسيّر الروبوتات من بعد بفضل منصة رقمية وأساور متصلة بالإنترنت يضعها أشخاص يُعالجون في المستشفى، مهمتها قياس ضغط الدم وبيانات حيوية أخرى بصورة مستمرة.

ويقر بيل هوانغ بأن إقامة هذه المنشأة "غير المسبوقة" كان أمرا معقدا. وفي المحصلة، لم يستقبل الموقع مرضى سوى بين السابع والعاشر من آذار/مارس، وهو تاريخ علقت فيه المدينة العمل "في كل المستشفيات الموقتة".

تشكل هذه التجربة القصيرة والطموحة مؤشرا إلى ما قد يكون عليه مستقبل الرعاية الطبية بالمصابين بالأمراض شديدة العدوى، ولا يمكن للأجهزة المزودة بأنظمة ذكاء اصطناعي، أن تحل محل الأطباء لكنها توفر حماية لهم.

وفي تايلاند وبلدان أخرى، باتت المستشفيات مجهزة بروبوتات مزودة بشاشات لإجراء الاستشارات عبر الفيديو من دون الاضطرار للدخول إلى الغرفة. كما أن بعض هذه الروبوتات قادرة على تفحص رئتي المرضى.

ويوضح ألكسندر ييب مدير الشؤون الابتكارية، في مستشفى ألكسندرا في سنغافورة، خلال مقابلة مع قناة "سي أن إيه" المحلية أن "هذا الأمر يسمح لنا بالتواصل بوتيرة أكبر مع المرضى من دون الحاجة إلى ارتداء السترة (الواقية) الكاملة".

وتنجح الروبوتات أيضا في مهام التنظيف والتعقيم، وهو مجال أساسي في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد، فقد عثر، أحد الربوتات، على آثار للفيروس على أسطح عدة في مقصورات ركاب في "دايموند برينسس" بعد فترة تصل إلى 17 يوما من إجلائهم من هذه السفينة، على ما أفادت المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في تقرير نشرته بشأن السفينة التي أصيب أكثر من 700 شخص من ركابها بالفيروس.

وباتت المستشفيات حاليا، تتجه على نحو متزايد إلى الروبوتات القادرة على القضاء على الجراثيم وتعقيم الغرف من الفيروسات والبكتيريا في خلال بضع دقائق، من الستائر ومقابض الأبواب.

واضطرت شركة "زينيكس" الأميركية و"يو في دي" الدنماركية إلى زيادة إنتاجهما من الروبوتات التي تصدر أشعة ما فوق البنفسجية قادرة على القضاء على العوامل المسببة للأمراض.

وتشير المتحدثة باسم "زينيكس" ميليندا هارت إلى أن "خدمات طوارئ باتت تستخدم هذه الروبوتات لتعقيم الغرف بعد خروج كل مريض (...) أو لتعقيم الكمامات الواقية من نوع +أف أف بي 2+".

وفي فرنسا، صممت "شارك روبوتيكس" واختبرت قبل شهر وحدة تعقيم تضاف إلى إحدى روبوتاتها العاملة تحت الأرض وفي استطاعتها إجلاء الضحايا وإخماد الحرائق.

ويكفي وضع منتج معقم في خزان الروبوت ليتمكن "راينو بروتيكت" من "تنظيف حتى 20 ألف متر مربع في ثلاث ساعات عبر ضخ قطيرات مصغرة على 360 درجة من دون إغراق الغرفة"، بحسب سيريل كبارة أحد مؤسسي الشركة.

وتلقت الشركة طلبيات عدة من بلدان أجنبية بينها إيطاليا التي تسعى لتعقيم مستشفياتها وأيضا محطات القطارات قبل إيكال عناصر الإطفاء بأي مهام.

وتشير مديرة "كونسيومر تكنولوجي أسوسييشن" ليسلي رورباو إلى أن العالم يشهد "تسارعا في الحس الابتكاري في مجال الروبوتات مع تقدم الوباء العالمي".

وهي تشير إلى أن "هذه الروبوتات تكلف غاليا وهي بحاجة إلى شبكة إنترنت جيدة للعمل، لكن "المنفعة المترتبة عنها تبرر سعرها كما أن المؤسسات (الأميركية) استثمرت في تطوير تقنيات اتصال قوية خلال السنوات الأخيرة".

اعلان

وتسعى بعض المنظمات إلى مد الروبوتات بقدرات أكبر، بينها مختبرات في أستراليا وكندا تعمل على تطوير طائرات مسيّرة مزودة بأجهزة استشعار قادرة على رصد الإصابات التنفسية بين الجموع.

كما تعمل مختبرات على خوارزميات قادرة على تحديد وتيرة نبضات القلب ودرجات حرارة الجسم لرصد الأشخاص الذين يظهرون أعراض سعال أو عطاس في طوابير الانتظار في المطارات على سبيل المثال.

المصادر الإضافية • أ ف ب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

دراسة أمريكية: النشاط البشري مسؤول عن تفشي فيروسات مثل كورونا

لافروف يحل ضيفا على بكين تأكيدا لوحدة المواقف إزاء الغرب في ظل الحرب في أوكرانيا

تسجيل أول إصابة بشرية بالعدوى جراء هجوم قرود.. ما نعرفه عن "فيروس B"